هل توجد أعشاب تعزز صحة الجسم؟
بالإضافة إلى الدور الهام الذي تلعبه الأعشاب في تحسين نكهات الأطعمة مع عدم إضافة سعرات حرارية إضافية، فإنها تقدم مجموعة من الفوائد الصحية للجسم. من ضمن هذه الفوائد، تعزيز جهاز المناعة الذي يقلل من خطر الإصابة بالأمراض والالتهابات. يمكن تناول هذه الأعشاب بشكل طبيعي أو كمكملات غذائية تحت إشراف طبي، ويُنصح دائمًا باستشارة الطبيب قبل البدء في تناولها، خاصةً في حالة الأمراض المزمنة أو تناول أدوية معينة.
الريحان المقدس
للريحان المقدس، المعروف أيضًا بتولسي، دور فعال في تعزيز الجهاز المناعي للأفراد الأصحاء غير المصابين بأمراض، وفق دراسة تجريبية نشرت في مجلة Journal of Ethnopharmacology عام 2011.
كيفية استخدام الريحان المقدس
يتوفر مستخلص الريحان المقدس على شكل مكملات غذائية تتراوح الجرعة العامة منها بين 300-2000 ملليجرام يوميًا للوقاية من الأمراض، بينما تكون الجرعة العلاجية بين 600-1800 ملليجرام، تؤخذ على دفعات عدة خلال اليوم. يمكن استخدام أجزاء مختلفة من العشبة كما يلي:
- استخراج الزيت العطري من الأوراق والزهور.
- تحضير شاي الريحان المقدس عبر وضع 2-3 ملاعق صغيرة من الأوراق أو الزهور أو مسحوق الأوراق المجففة في كوب من الماء المغلي وتركه لمدة 5-6 دقائق.
- يمكن استخدام الأوراق الطازجة في الطهي، أو تناولها نيئة، مع العلم أنها قد تكون ذات طعم مرّ.
محاذير استخدام الريحان المقدس
من المهم معرفته أن إدارة الغذاء والدواء لا تضمن جودة ونقاء وفعالية كل الأعشاب والتكملات الغذائية، لذا يجب مراعاة المحاذير التالية:
- لا توجد دراسات كافية تثبت سلامة استخدام هذه العشبة للرضع، الأطفال، الحوامل، والمرضعات.
- تجنب شراء الريحان المقدس من مصادر غير موثوقة لتفادي التسمم، حيث يجب زراعة العشبة في بيئات غير ملوثة.
إكليل الجبل
تشير مراجعة بحثية نشرت في مجلة Phytotherapy Research عام 2020 إلى أن إكليل الجبل، المعروف أيضًا بالروزماري، يمكن أن يعزز عمل الجهاز المناعي، رغم الحاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر لتأكيد هذه الفائدة.
كيفية استخدام إكليل الجبل
يمكن إدماج إكليل الجبل في النظام الغذائي عبر عدة طرق، منها:
- إضافة أغصان إكليل الجبل أثناء طهي الدجاج أو اللحم البقري.
- إعداد شاي إكليل الجبل عبر غلي أوراقه الطازجة في الماء.
- استخدامه في تحضير الخضار المشوية.
- تناوله مع البطاطس.
- إضافته لأطباق المعكرونة.
- جهزه مع الزبدة وتناوله مع الخبز.
- لإعداد مشروب منعش يمكن إضافته إلى عصير الليمون.
محاذير استخدام إكليل الجبل
يعتبر إكليل الجبل آمنًا عند تناوله بكميات معتدلة، لكن الجرعات العالية لفترات طويلة قد تتسبب بآثار جانبية خطيرة، تشمل:
- التقيؤ.
- التشنجات.
- الغيبوبة.
- تراكم السوائل في الرئتين وحدوث الوذمة الرئوية.
- يجب على النساء الحوامل تجنب تناول مكملات إكليل الجبل، فقد تتسبب الجرعات العالية بالإجهاض.
الزنجبيل
يساهم الزنجبيل في مكافحة الالتهابات وتعزيز وظائف الجهاز المناعي، وذلك وفق مراجعة بحثية نشرت في International Journal of Preventive Medicine عام 2013.
كيفية استخدام الزنجبيل
يتوافر الزنجبيل على شكل بهارات أو شاي أو مستخلصات أو كبسولات، ويمكن استخدامه طازجًا، معصورًا، أو معدًا على شكل شاي. ومن طرق الاستخدام الممكنة:
- وضع شرائح من الزنجبيل تحت اللسان لتخفيف الغثيان.
- استخدام زيت الزنجبيل العطري لأغراض العلاج بالعطور.
- تطبيق المراهم الموضعية التي تحتوي على الزنجبيل لأغراض التدليك.
محاذير استخدام الزنجبيل
بينما يعتبر الزنجبيل آمناً عند إضافته إلى النظام الغذائي، إلا أن استخدامه كدواء أو مكمل غذائي يجب أن يتم بحذر، نظرًا لإن عدم التحقق من سلامته وفعاليته بشكل كامل. يجب مراعاة المحاذير التالية:
- إمكانية تفاعل مكملات الزنجبيل مع بعض الأدوية.
- قد يؤدي تناول الزنجبيل إلى ظهور مضاعفات صحية.
الحلبة
قد تساهم الحلبة في تعزيز المناعة، ولكن لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدراسات لإثبات ذلك.
كيفية استخدام الحلبة
تتوفر الحلبة في عدة مكملات غذائية، وتختلف الجرعة العلاجية حسب نوع المكمل والهدف من تناوله. من المهم استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة، خصوصًا في حالة وجود مشكلات صحية أو تناول أدوية معينة.
محاذير استخدام الحلبة
الحلبة آمنة للأشخاص الأصحاء، ولكن ينبغي توخي الحذر عند تناولها بجرعات عالية، خصوصًا كمكملات غذائية. تشمل المحاذير:
- قد تسبب تأثيرات جانبية مثل الإسهال وعسر الهضم.
- قد تؤدي إلى انخفاض الشهية، مما يجعلها غير مناسبة لمن يسعون لزيادة وزنهم.
- قد تسبب رائحة غير محبذة للجسم، خصوصًا عند تناولها كمكمل غذائي.
- يُفضل الحذر عند استخدامها من قبل مرضى السكري، لأن الحلبة قد تؤثر على مستويات السكر في الدم.
الكركم
قد تعزز الخصائص العلاجية للكركم وظيفة الجهاز المناعي، وفق دراسة نشرت في مجلة Molecules عام 2018.
كيفية استخدام الكركم
يمكن استخدام الكركم في مجموعة متنوعة من الأطباق، كما يلي:
- إضافته إلى خلطات الشواء أو مزيج التوابل المستخدم في الكاري.
- تحضير تتبيلة منزلية بإضافة زيت وخل وتوابل بما فيها الكركم.
محاذير استخدام الكركم
على الرغم من فوائده، إلا أن تناول الكركم بجرعات عالية قد يكون له آثار جانبية، ومن المهم الانتباه للمخاطر التالية:
- قد يؤدي إلى تحفيز إنتاج الحمض في المعدة، ما يسبب مشاكل هضمية.
- يمتلك الكركم خصائص مضادة للتخثر، مما يستدعي الحذر عند استخدامه من قبل المرضى الذين يتناولون مميعات الدم مثل الوارفارين.
- يمكن أن يحفز الكركم الانقباضات، لذا يُنصح النساء الحوامل بتجنبه بكميات كبيرة قبل الولادة.
النعناع
يساعد النعناع على مكافحة الأكسدة وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي، وفق دراسة أجريت على الفئران نشرت في مجلة Iranian Journal of Applied Animal Science عام 2016.
كيفية استخدام النعناع
يمكن تحضير شاي النعناع في المنزل بسهولة، كالتالي:
- إضافة 2 كوب من الماء إلى وعاء.
- غلي الماء حتى يبدأ في الفقاعات.
- إضافة 4-5 أوراق من النعناع إلى الماء.
- تغطية الوعاء ونقع الأوراق لمدة 5 دقائق.
- تصفية الشاي في كوب.
محاذير استخدام النعناع
يجب تجنب تناول النعناع بجرعات كبيرة لدى الأشخاص الذين يعانون من:
- مرض السكري، نظرًا لأنه قد يزيد من احتمال انخفاض مستويات السكر في الدم.
- الفتق الحجابي.
- الارتجاع المعدي المريئي.
القرفة
يحتوي الزيت العطري المستخلص من لحاء القرفة على نسبة عالية من مركب السينمالدهيد، مما يساعد في تعزيز الجهاز المناعي عند الأشخاص الأصحاء، ويمكن أن يفيد في الحالات التي تؤدي إلى تثبيط جهاز المناعة، وفق دراسة نشرت في مجلة Public Library of Science عام 2014.
كيفية استخدام القرفة
تعد القرفة إضافة مفيدة للعديد من الأطباق، حيث يمكن استخدامها على النحو التالي:
- رش القليل منها كبديل للسكر على دقيق الشوفان.
- إضافتها إلى الكعك والبسكويت، أو مع الخبز وعصير التفاح.
- وضعها مع الحلويات المعدة من التفاح.
محاذير استخدام القرفة
تحتوي القرفة على مادة الكومارين ذات الخصائص العلاجية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناولها بجرعات كبيرة نظرًا لعدم ملاءمتها لبعض الحالات:
- الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر مثل الوارفارين، أو أي أدوية أخرى.
- مرضى السكري.
- الذين يعانون من مشاكل صحية في الكبد.
نصائح عامة لتعزيز صحة الجسم
يعتبر اتباع نمط حياة صحي هو الطريقة الأساسية للحفاظ على صحة الجسم وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي، مما يساهم في الحماية من العوامل البيئية الضارة. ومن النصائح المفيدة لتحقيق ذلك:
- تناول نظام غذائي متوازن يساعد في المحافظة على الصحة العامة، من خلال تنويع الخضار والفواكه يوميًا للحصول على العناصر الغذائية الأساسية، مع أهمية تناول البروتينات والدهون الصحية والكربوهيدرات المعقدة مثل الأرز البني والكينوا، فضلًا عن تجنب السكريات والأطعمة المصنعة.
- تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لتعزيز المناعة، مثل الجبنة والزبادي.
- شرب كميات كافية من السوائل، وخاصة الماء؛ يساعد شرب كوب من الماء عند الاستيقاظ في تحسين مستويات النشاط ويعوض فقدان السوائل خلال النوم، يفضل تناول المشروبات الدافئة في فصل الشتاء مثل الشاي الخالي من الكافيين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعزز القدرة البدنية وتقوي المناعة؛ ينبغي تخصيص 10 دقائق على الأقل يوميًا للنشاط البدني، مع توصية بأن تكون 30 دقيقة تجمع بين تمارين القوة واللياقة.
- قد تؤثر الأمراض المزمنة مثل الربو وأمراض القلب والسكري على أداء المناعة، لذا التحكم في الأعراض يساعد في الحفاظ على الصحة العامة وتحسين مقاومة الجسم للعدوى.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً مهم لدعم الجهاز المناعي في محاربة الأمراض، حيث يحتاج معظم البالغين من 7 إلى 9 ساعات من النوم يوميًا.
خلاصة
توجد العديد من الأعشاب الطبيعية التي قد تساهم في تعزيز صحة الجسم من خلال تقوية المناعة، ومع ذلك تحتاج بعض هذه الأعشاب إلى مزيد من الدراسات للتأكد من فعاليتها. من الضروري استشارة الأطباء قبل تناول أي منها، خصوصًا للأفراد الذين يعانون من حالات صحية معينة أو يتناولون أدوية، مع مراعاة المحاذير والآثار الجانبية المحتملة.