أسباب انتشار ظاهرة الكذب

أسباب الكذب لدى البالغين

تصنيف دوافع الكذب

يمكن تصنيف أسباب الكذب ودوافعه إلى نوعين رئيسيين وفقاً لدراسة أجراها علماء النفس بياتا أرشيموفيتش، كاتارزينا كانتاريرو وإيميلي سوروكو ضمن مشروع بحثي حول “أنثروبولوجيا الكذب في الحياة اليومية” في جامعة العلوم الاجتماعية والإنسانية في فروتسواف. وهذه الدوافع هي:

  • الكذب لأجل الذات: ينقسم إلى نوعين:
    • الكذب من أجل الحصول على منفعة شخصية، مثل الحصول على وظيفة أو مكانة اجتماعية، أو تحسين الصورة أمام الآخرين.
    • الكذب لحماية الذات، أي تجنب العواقب السلبية أو إخفاء الأخطاء وعدم تحمل المسؤولية.
  • الكذب من أجل الآخرين: ينقسم إلى نوعين أيضاً:
    • الكذب من أجل تحقيق منفعة للآخرين، بهدف إسعادهم وإرضائهم.
    • الكذب لحماية الآخرين من الضرر أو الأذى.

كما أشارت دراسة أخرى أجراها العالم المتخصص في السلوك الاجتماعي تيموثي ليفين، والتي شملت حوالي 500 مشارك من خمس دول، إلى أن دوافع الكذب تنقسم إلى أربع فئات رئيسية:

  • تعزيز الذات: يشير الكذب في هذا السياق إلى سعي الفرد لتعزيز ذاته وتحقيق فوائد، ومنها:
    • تحقيق فوائد اقتصادية: ويصل نسبة الكاذبين لأسباب اقتصادية إلى 16%.
    • تحقيق فوائد شخصية تتجاوز الأمور المالية، حيث تبلغ نسبتها 15%.
    • تحسين الصورة الشخصية: ويشكل 8% من نسبة الكاذبين.
    • استخدام الفكاهة: حيث يُدرج 5% من الكاذبين ضمن هذه الفئة.
  • التأثير على الآخرين: يسعى الكثيرون إلى التأثير على الآخرين عبر الكذب، ويشمل ذلك:
    • عمل الخير: حيث يسعى الشخص لتقديم الفائدة للآخرين حتى عن طريق الكذب، وتصل نسبة الكاذبين لهذا السبب إلى 5%.
    • الحرص الاجتماعي: حيث يتجنب الأفراد الشعور بالوقاحة مع الآخرين بنسبة 2%.
    • الخبث: ويشكل الكذب بنية لإيذاء الآخرين نسبة 4%.
  • حماية النفس: تشمل الأسباب المتعلقة بحماية الذات:
    • التستّر على الأخطاء الشخصية: حيث تصل نسبة من يكذب لأسباب تتعلق بالأخطاء الشخصية إلى 22%.
    • التهرّب: بنسبة 14%، يتمثل في تجنب مواجهة الآخرين.
  • أسباب غامضة: تشمل الدوافع المبهمة للقيام بعملية الكذب:
    • الدوافع غير المعروفة، إذ يُكذب الشخص دون معرفة السبب الحقيقي للنسبة 7%.
    • الكذب النفسي: حيث تصل نسبة الكاذبين بسبب عدم قبولهم للواقع إلى 2%.

أمثلة على أسباب الكذب

تتواجد العديد من الأمثلة على دوافع الكذب، ومن أبرزها:

  • بعض الأشخاص يكذبون لاستكشاف شعور الإثارة المتعلق بقدرتهم على تغيير الواقع.
  • تجنب الإحراج يمثل دافعًا قويًا للكذب في المواقف اليومية، حيث يستخدم البعض أعذارًا كاذبة.
  • يكون الكذب وسيلة للمحافظة على الخصوصية في بعض الأحيان.
  • قد يتحايل الشخص على توقعات الآخرين الأخلاقية للحفاظ على سمعتهم أمامهم.
  • البحث عن الإعجاب أحيانًا يدفع البعض للكذب لتحقيق ذلك.
  • الكذب قد يكون أداة تجنبًا لمواجهة الأشخاص المتنمرين.
  • يمكن أن يتجنب الأفراد صدقهم مع من لا يرغبون في الحقيقة أو لا يتحملون الأخبار السلبية.
  • يسعى البعض لتجنب الصراعات عن طريق الكذب، مما يجدونه مبرراً.
  • الكذب يساعد في تحسين السمعة الشخصية أو الهالة الاجتماعية.

أسباب الكذب عند الأطفال

العوامل المؤثرة على سلوك الكذب

يتعلم الأطفال الكذب بين العامين الثاني والخامس، ويتكرر سلوك الكذب عند إحساسهم بالاستقلالية. وتؤثر العديد من العوامل على تطور سلوك الكذب لديهم، ومنها:

  • عوامل نفسية: يلجأ الأطفال للكذب للهروب من العقاب أو كسب المكافآت أو رضا الوالدين أو المعلمين.
  • عوامل اجتماعية مكتسبة: يتعلم الأطفال من خلال التجارب الاجتماعية ويدركون أن الكذب قد يكون مقبولاً أو مرفوضاً عند معاقبتهم.
  • تطور العمليات الإدراكية: يستمر الطفل في ممارسة الكذب حتى العام الخامس، حيث يدرك بعد ذلك أن الكذب هو فعل غير صحيح، ويتطور هذا الفهم خلال سنوات المدرسة.

أسباب الكذب عند الأطفال

من الأسباب الشائعة وراء كذب الأطفال:

  • يميل الأطفال للعبث بسلوكيات جديدة عبر التجريب ليعرفوا نتائج أفعالهم.
  • الحرص على إرضاء الآخرين في معظم الأحيان، خاصةً عند غياب الثقة بالنفس.
  • يلجؤون للكذب أحياناً لجذب انتباه الوالدين أو المحيطين.
  • يعزز بعض الأهالي فكرة الكذب الأبيض لضمان مشاعر الآخرين.
  • قد يخاف الأطفال من تعرّضهم للأذى مما يدفعهم للكذب.
  • كثيرًا ما يكذب الأطفال لجعل الأحاديث أكثر إثارة.
  • الأطفال الذين يُعانون من نقص الانتباه وفرط النشاط يميلون للكذب لتجنب المواقف المحرجة.

أسباب الكذب لدى المراهقين

توجد العديد من الأسباب وراء كذب المراهقين، مثل: الهروب من المشكلات اليومية أو الحصول على ما يُمنع عليهم، أو حماية مشاعر الآخرين، أو التعبير عن الرغبة في الاستقلال. بالإضافة إلى:

  • البحث عن كسب ثقة الآخرين بسبب مشكلات فرط النشاط.
  • الإدمان يجعل المراهقين يكذبون لتغطية سلوكياتهم المدمرة.
  • المعاناة من القلق والاكتئاب تدفعهم للكذب لتجنب الأزمات اليومية.
  • من يعاني من اضطراب ثنائي القطب قد يجد نفسه في حالات كذب لأسباب غير موضوعية.
  • الاضطرابات الشخصية قد تؤدي لتشكل علاقات غير صحية مع الآخرين وبالتالي تدفع للكذب باستمرار.

الكذب المرضي

الكذب المرضي يتمثل في الممارسة المتكررة للكذب دون سبب واضح، وقد يرتبط ببعض الأمراض النفسية مثل اضطراب ثنائي القطب. ومن المسببات التي تجعل الأفراد يكذبون ما يلي:

  • تركز الشخص على مواضيع غير ذات أهمية مما يدفعه للكذب.
  • محاولة السيطرة على المواقف تجعل البعض ينخرط في الكذب.
  • القلق من فقدان ثقة الآخرين قد يدفع البعض للكذب.
  • الكذب قد يستخدم لتغطية الأكاذيب السابقة.
  • بعض الأفراد يعتقدون بأن ما يقولونه هو الحقيقة نتيجة لمشكلات عقلية.
  • بعضهم يسعى لخلق واقع بديل كوسيلة للتكيف مع عدم تقبلهم للواقع.

أسباب الكذب على مواقع التواصل الاجتماعي

يستخدم كثيرون وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة أفكارهم، لكن الأبحاث تُظهر أن ما يتم مشاركته لا يعكس دائما الحقيقة، حيث يسعى البعض لإظهار أنفسهم في صورة إيجابية لأغراض متعددة، منها تشكيل علاقات اجتماعية قوية أو الاندماج مع المحيطين.

الكذب الأبيض والكذب الأسود

التصنيف العام للكذب يشمل نوعين: الكذب الأبيض والكذب الأسود، وقد يختلف تأثيرهما على الآخرين، ولكن كلاهما يُعتبر من صور الخداع. غالبًا ما يُستخدم الكذب الأسود للحصول على مصلحة ذاتية، بينما يُستخدم الكذب الأبيض لإرضاء الآخرين وتعزيز العلاقات.

قد يسبب الكذب الأبيض مشاكل تتعلق بالمسوحات والدراسات. كتمان المشاعر الحقيقية للحفاظ على مشاعر الآخرين هو إحدى دوافع الكذب الأبيض، بالإضافة إلى تحسين العلاقات الاجتماعية.

تعريف الكذب

الكذب هو التحدث بما يُخالف الحقيقة بنية الخداع، وقد يُستخدم للتلاعب الآخرين، ليتراوح بين المجاملة البسيطة والكذب الضار. وقد يكون الخداع موجهًا نحو النفس أيضًا، ليشكل حافزًا لزيادة احترام الذات أو تحقيق هدف صعب.

تشير دراسات إلى أن الأشخاص بين 18 و44 عامًا يكذبون في المتوسط من كذبة لخمس كذبات يوميًا، بينما هناك نسبة 9% يكذبون أكثر من خمس مرات، بينما لا يكذب البقية نهائياً.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *