تُعتبر الأنهار من أبرز المعالم الطبيعية على وجه الأرض، حيث تشكل شرايين حيوية تجري فيها المياه والرواسب، تماماً كما تسهم الشرايين في نقل الدم داخل جسم الإنسان.
تلعب الأنهار دورًا أساسيًا في تلبية احتياجات البشرية من الغذاء والزراعة والعديد من الاستخدامات الأخرى التي تعتمد على المياه. وتُعرف الأنهار بمجرى المياه الذي يتصل بين منبع ومصب، إذ تتدفق مياهها نتيجة الأمطار والمسطحات المائية وآبار المياه والعيون.
أهمية الأنهار في الحياة
تتعدد فوائد الأنهار التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية، ومن هذه الفوائد:
- تعتبر الأنهار أساسًا لقيام الحضارات في مناطق متعددة مثل الحضارة المصرية والحضارة الصينية.
- تستخدم مياه الأنهار في الزراعة والصناعة والري، والشرب، والاحتياجات المنزلية.
- تساهم مياه الأنهار في توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى استخدامها في تشغيل الماكينات عبر الطواحين والمصانع التي تُقام بجوارها.
- تُعد الأنهار موطناً طبيعياً مناسباً للكثير من الحيوانات والنباتات.
- تُخزن المياه الناتجة عن الأنهار في السدود لتكون متاحة عند الحاجة.
- تُعتبر وسيلة للنقل بين الدول عبر السفن والقوارب.
- تحيط بالأنهار مناطق خصبة تساهم في تعزيز الزراعة.
- تشكل مصدر جذب سياحي للبلدان، مما يزيد من الدخل القومي، حيث يأتي السياح للاستمتاع بالمشاهد الطبيعية من خلال الرحلات النهرية.
- تساهم الأنهار في تشكيل مجموعة من الظواهر الطبيعية على سطح الأرض، سواء في المناطق الغزيرة الممطرة أو تلك الصحراوية.
- تعتبر الأنهار المصدر الرئيسي لإنسياب المياه على سطح الأرض.
أشهر الأنهار في العالم
تمتد الأنهار في جميع أرجاء العالم، ولكن هناك مجموعة من الأنهار التي تُعتبر أكثر شهرة، من أبرزها:
نهر الغانج
يعتبر نهر الغانج أحد أكبر أنهار شبه القارة الهندية، وهو مقدس في الثقافة الهندية. يمتد هذا النهر على طول يبلغ 2510 كيلومترات.
نهر النيل
- يقع نهر النيل في شمال شرق قارة إفريقيا، ويتميز بأنه أطول نهر في العالم، حيث يبلغ طوله 6650 كيلومتراً.
- توجد العديد من الأنهار الشهيرة في جميع أنحاء العالم مثل: نهر الميسيسيبي، والنهر الأصفر، ونهر السند، ونهر الأمازون، ونهر الدانوب، ونهر اليانغتسي.
ما هو منبع ومصب الأنهار؟
- تنبع الأنهار من البحيرات والينابيع والأراضي الرطبة ومناطق الجليد، وتصب في البحار والمحيطات. على سبيل المثال: مصب نهر الأردن في البحر الميت، ومصب نهر جيحون وسيحون في أوزبكستان.
عدد الأنهار في العالم
- يوجد عدد كبير من الأنهار في العالم، لكن من المهم معرفة عددها الدقيق.
- تُشير التقارير إلى وجود 165 نهرًا رئيسيًا يشتهر بالطول والاتساع، حيث تتدفق فيها المياه بشكل يومي، كما تحتوي على روافد تُقدم مياه صالحة للشرب.
- يوجد أكثر من 76 نهرًا يزيد طولها عن 1600 كيلومتر.
أكبر الأنهار في العالم
- تم إجراء العديد من القياسات لتحديد الأطول والأكبر من بين الأنهار، وكان أحدثها من قبل باحثين صينيين في الآونة الأخيرة.
- أظهرت نتائج هذه الدراسات ترتيب أطول 10 أنهار في العالم، ومن بينها:
نهر النيل
- اكتشف العالم جيمس بروس منبع النيل الأزرق في إثيوبيا، وتحديداً في بحيرة تانا.
- يُعتبر نهر النيل الأطول عالمياً بطول يصل إلى 6650 كيلومتراً.
- يمتد نهر النيل في قارة إفريقيا ويبدأ من الجنوب وينتهي في الشمال في البحر الأبيض المتوسط، وله فرعان: النيل الأبيض والنيل الأزرق.
- تعود تسمية هذا النهر إلى كلمة “نيلوس” التي تعود جذورها إلى اللغة اليونانية.
- يستفيد من مياه نهر النيل 11 دولة، وهي: إثيوبيا، الكونغو، أوغندا، تنزانيا، رواندا، بوروندي، السودان، مصر، وجنوب السودان.
نهر الأمازون
- يُعرف نهر الأمازون بلقب نهر البحر نظراً لمساحته الشاسعة التي تتزايد خلال موسم الأمطار.
- يمتد نهر الأمازون في أمريكا الجنوبية ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الطول بعد نهر النيل، بطول يبلغ 6500 كيلومتر.
- يمر نهر الأمازون عبر 7 دول خلال جريانه، وهي: البرازيل، بيرو، بوليفيا، فنزويلا، كولومبيا، غويانا، والإكوادور.
- يبلغ عرض نهر الأمازون 100 كيلومتر، مما يجعله أكبر نهر في العالم من حيث حجم المياه الجارية، حيث يتدفق بمعدل 209000 متر مكعب في الثانية.
- يُعتبر نهر الأمازون غنياً بأنواع متعددة من الأسماك بما في ذلك ثعبان الأناكوندا، القرش، الطحالب، والدولفين.
نهر اليانغتسي
- يحتل نهر اليانغتسي المرتبة الثالثة من حيث الطول، حيث يبلغ طوله 6300 كيلومتر.
- يعد نهر اليانغتسي من الممرات المائية الرئيسية في الصين، وينبع من هضبة التبت ويتدفق إلى نهر الصين الشرقي.
- لقد لعب نهر اليانغتسي دورًا بارزًا في التاريخ والتطور الاقتصادي والثقافي للصين.
نهر الميسيسيبي
- يأتي نهر الميسيسيبي في المرتبة الرابعة من بين أطول أنهار العالم، وهو الثاني في الولايات المتحدة، بطول يصل إلى 3730 كيلومتراً.
- كانت ضفاف الميسيسيبي معيشة للناس منذ آلاف السنين، حيث سكنها الأمريكيون الأصليون الذين مارسوا الصيد وزراعة المحاصيل.
النهر الأصفر
- يبلغ طول النهر الأصفر 5464 كيلومتراً، وهو بذلك يعد ثاني أطول نهر في الصين والسادس على مستوى العالم. وقد أطلق عليه هذا الاسم بسبب الرواسب التي تتسبب في ظهور المياه باللون الأصفر، حيث تستفيد التربة من هذا النهر بمعدل 5 مليار طن سنويًا.
نهر إيريتش
- يبلغ طول نهر إيريتش 4248 كيلومتراً، وهو من أطول الأنهار في قارة آسيا.
- يبدأ هذا النهر من جبال ألتاي ويتدفق عبر سيبيريا، ويمثل جزءاً كبيراً من النظام البيئي للمياه العذبة في كازاخستان وروسيا.
نهر لينا
يتدفق نهر لينا في القطب الشمالي بمعدل 588 كيلومتر مكعب من المياه في العام، حيث يصب بالكامل داخل روسيا.
نهر آمور
يمتد نهر آمور على الحدود بين روسيا والصين، حيث يصل طوله إلى 4416 كيلومتراً ويجري شرق روسيا، ينبع من نهر أرغون وشتيلكا ويتدفق إلى المحيط الهادئ.
نهر ينيسي
- يُعتبر نهر ينيسي خامس أطول نهر في العالم، حيث يبلغ طوله 5075 كيلومتراً.
- ينبع النهر من جبال سايان في شمال غرب منغوليا، ويتدفق عبر سيبيريا قبل أن يصب في بحر كارا.
نهر الفولجا
- يُعتبر نهر الفولجا من أطول الأنهار في أوروبا، ويقع على ارتفاع 225 متراً من تلال فالدار شمال غرب موسكو.
- يصب في بحر قزوين، ويعد الفولجا إحدى وسائل النقل والشحن الرئيسية في روسيا على الرغم من تجمده لمدة 3 شهور سنوياً.
نهر زامبيزي
- يبلغ طول نهر زامبيزي 3540 كيلومتراً، ليكون رابع أطول نهر في إفريقيا، حيث ينبع من شمال غرب زامبيا ويصب في المحيط الهندي.
- يُعتبر أساسياً للعديد من الحيوانات المتواجدة على ضفافه، مثل: الخيول الزرقاء ورعاة البقر، إضافة إلى مئات الأنواع من الأسماك.
نهر ميكونغ
- يمتد هذا النهر على طول 4350 كيلومتراً ويبدأ من هضبة التبت، حيث يمر عبر المقاطعات اليونانية.
- يواجه النهر تقلبات موسمية خطيرة مثل الأعاصير وزيادة تدفق المياه، مما يعوق العبور.
- أدى بناء السدود في الصين إلى انقراض العديد من الحيوانات مثل الأبقار والدلافين التي كانت تعيش في النهر.
نهر الدانوب
يُعتبر نهر الدانوب أحد الأنهار المهمة في أوروبا، حيث ينشأ في ألمانيا من الغابة السوداء ويصب في البحر الأسود.
المخاطر التي تهدد الأنهار في العالم
- يوجد أكثر من 246 نهر في العالم تُعتبر الأطول، ومع ذلك ف37% من هذه الأنهار تتدفق بحرية.
- يصل عدد السدود حول العالم إلى 60 ألف سد، مما يقلل من الفوائد الطبيعية التي توفرها الأنهار.
- أظهرت دراسات من قبل الصندوق العالمي للحياة البرية أن العديد من الكائنات الحية في المياه العذبة شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال القرن الماضي.
- تتعرض الأنهار للعديد من الملوثات البيولوجية التي تتحلل في المياه، ما يغير من خصائصها ويؤدي إلى ارتفاع مستويات غاز الميثان الذي يؤثر سلباً على الثروة السمكية.
- تصل إلى الأنهار العديد من الملوثات الكيميائية الناتجة عن استخدام المبيدات الحشرية، مما يؤثر على جودة المياه.
- تشمل الملوثات الإشعاعية تلك الناتجة عن الأنشطة الصناعية أو التي تُطلق أثناء الحروب.
- تمثل الأمطار الحمضية خطرًا كبيرًا على البيئة والإنسان، إذ تؤثر سلباً على النباتات التي تُروى بمياه الأنهار.