عملية ربط المعدة: نظرة عامة
تعتبر عملية ربط المعدة (بالإنجليزية: Gastric banding) من الإجراءات الجراحية التي تهدف إلى مساعدة الأفراد في خسارة الوزن. تُصنف هذه العمليات ضمن جراحات معالجة السمنة أو ما يعرف بـ (بالإنجليزية: Bariatric surgeries). يجب التنويه إلى أن السمنة وزيادة الوزن تعتبران من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية المزمنة والخطيرة، مثل مرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، وارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension)، ومتلازمة انقطاع النفس أثناء النوم (بالإنجليزية: Sleep apnea). تعتمد عملية ربط المعدة على وضع حزام مصنوع من مادة السيليكون (بالإنجليزية: Silicone) حول الجزء العلوي للمعدة، موصولًا بأنبوب يمر تحت جلد البطن، مما يسمح للجراح بحقن الحزام بمحلول ملحي ليتمدد. هذا الإجراء يقلل من حجم المعدة، مما يساهم في تقليل كمية الطعام التي يمكن تناولها ويعزز الشعور بالشبع حتى بعد تناول كميات قليلة من الطعام. ما يميز هذه العملية هو أن الجسم لا يزال يقوم بهضم وامتصاص العناصر الغذائية، مما يعني أن الأشخاص الذين يخضعون لهذه العملية لا يعانون من نقص في التغذية (بالإنجليزية: Malabsorption)، على الرغم من وجود بعض المضاعفات الصحية المحتملة.
المخاطر والمضاعفات المحتملة لعملية ربط المعدة
تعد عملية ربط المعدة كأي إجراء جراحي أخرى، وقد ترافقها بعض المخاطر والمضاعفات الصحية. من المهم الإشارة إلى أن خسارة الوزن من خلال عملية ربط المعدة قد تكون أبطأ مقارنة بتقنيات جراحية أخرى. يجب على المرضى اتباع إرشادات نظام غذائي معين بعناية، حيث إن الإفراط في تناول الطعام قد يؤدي إلى القيء أو توسع المريء. إليكم أبرز المضاعفات الصحية المرتبطة بعملية ربط المعدة:
- مضاعفات المخدر: قد تحدث هذه المضاعفات أثناء العملية أو بعدها، وقد تشمل رد فعل تحسسي (بالإنجليزية: Allergic reactions)، أو صعوبة في التنفس بسبب الانصمام الرئوي (بالإنجليزية: Pulmonary embolism) الناتج عن تجلط الدم في الرئتين، بالإضافة إلى احتمال حدوث نزيف داخلي، نوبة قلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، أو سكتة دماغية (بالإنجليزية: Stroke).
- توسع الكيس المعدي: الضغط على الكيس المعدي قد يؤدي إلى توسيعه (بالإنجليزية: Pouch enlargement). وفقدان علامات الانسداد، وقد يترافق في بعض الحالات مع توسع الجزء السفلي من المريء. هذه المضاعفة تعتبر من أكثر المضاعفات شيوعًا، حيث تصيب حوالي 12% من المرضى، وقد تشمل أعراضًا مثل آلام البطن، عسر الهضم، حرقة المعدة، والشعور بالشبع بسرعة. يمكن أن تحدث نتيجة الشد الزائد للحزام أثناء العملية أو الإفراط في تناول الطعام.
- انزلاق الحزام: في حال انزلاق الحزام عن مكانه، يحتاج الأمر عادة إلى إجراء جراحي لتصحيحه. هذه المشكلة نادرة، تصيب أقل من 5% من المرضى، وغالبًا ما تكون نتيجة الإفراط في الأكل. تشمل الأعراض الناتجة عن انزلاق الحزام تلك المماثلة لتلك الناتجة عن توسع الكيس المعدي.
- تآكل الحزام: تعد هذه المضاعفة نادرة، ويحدث بنسبة تقل عن 1% من الحالات. تتضمن تآكل جزء من الحزام تدريجيًا ودخوله إلى تجويف المعدة، وعادة ما يكون نتيجة إصابة جدار المعدة أثناء تركيب الحزام. قد تظهر أعراض مثل آلام البطن أو النزيف الداخلي، وقد يكون العلاج الأنسب هو إزالة الحزام.
- العدوى الداخلية: يزيد خطر الإصابة بالعدوى داخل البطن أثناء عملية ربط المعدة، وفي حال حدوثها، سيكون من الضروري إزالة الحزام.
- عدوى منفذ الحزام: قد تحدث العدوى في وقت قريب أو متأخر بعد إجراء العملية. الأعراض المبكرة قد تشمل احمرار وورم في المنطقة، بينما العدوى المتأخرة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.
- اختلال المنفذ: يشمل ذلك تسريب المحلول الملحي المستخدم في نفخ الحزام أو إزاحته. يتطلب الأمر عادة استبدال الحزام أو الأنبوب الواصل لتحقيق توافق مع مكان التسريب.
- الارتجاع المعدي المريئي: تعد من المضاعفات الشائعة، إذ تصيب حوالي 7% من المرضى، وتسبب أعراضًا مثل حرقة المعدة، آلام البطن، الغثيان، القيء، وصعوبة البلع.
النظام الغذائي بعد إجراء العملية
يُنصح المرضى الذين خضعوا لعملية ربط المعدة باتباع نظام غذائي محدد لتعزيز فعالية العملية وتقليل فرص حدوث المضاعفات. في الأيام الأولى بعد الجراحة، يجب أن يقتصر غذاؤهم على الماء والسوائل مثل الحساء. بعد مرور هذه الفترة، يمكنهم البدء بتناول السوائل والطعام الخفيف مثل الزبادي والخضراوات المهروسة، وذلك حتى نهاية الأسبوع الرابع. أما في الفترة من الأسبوع الرابع إلى السادس، يُسمح بتناول بعض الأطعمة الطرية، وبعد مرور ستة أسابيع يمكن العودة لتناول الطعام بشكل طبيعي.
شاهد الفيديو: أضرار ربط المعدة
لمزيد من المعلومات حول عملية ربط المعدة وآثارها، يُمكنك مشاهدة الفيديو المخصص لهذا الموضوع.
