أبرز المعلومات عن عبد الغني النابلسي، المؤلف الشامي

عبد الغني النابلسي هو شاعر ومؤلف معروف من الشام، ويعتبر واحدًا من أبرز فقهاء الأدب والدين. نالت أعماله شهرة واسعة، ولديه العديد من المؤلفات العلمية والأدبية المعروفة. بالإضافة إلى ذلك، كان عبد الغني النابلسي رحالة، وفي هذا المقال سنستعرض أهم المعلومات عن هذا المؤلف الشامي.

نشأة عبد الغني النابلسي

تبدأ حياة عبد الغني النابلسي بنشأة متميزة نلخصها فيما يلي:

  • اسمه الكامل هو عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني بن إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم النابلسي الدمشقي العمري الحنفي النقشبندي القادري.
  • وُلد عام 1050 هجريًا وتوفي عام 1143 هجريًا، ليُكمل عمرًا قدره 93 عامًا.
  • كان إمام الشام وكبير المتصوفة في عصره، بالإضافة إلى كونه فقيهًا بارزًا وشاعرًا غزير الكَتابة، وعالمًا في الأدب والدين.
  • يعتمد على المذهب الحنفي، ويتبع الطريقة النقشبندية والقادرية.
  • قام بعدد كبير من الرحلات عبر العالم الإسلامي، حيث زار لبنان والقدس وإسطنبول ومصر والجزيرة العربية وطرابلس.

المسيرة العلمية والعملية لعبد الغني النابلسي

شهد عبد الغني النابلسي رحلتين هامتين في مسيرته العلمية والعملية، وهما كما يلي:

1- الرحلة العلمية

عندما انتقل والده إلى القاهرة، كان هو أول معلم له، حيث علمه القرآن الكريم وأكمل حفظه في سن الخامسة. وحفظ مقدمات العلوم في سن العاشرة، كما درس الألفية والجزرية والرحبية وحضر دروس والده في التفسير والفقه.

تلقى تعليمه على يد نجم الدين الغزي عام 1061 هجريًا في الحديث في الجامع الأموي، ليحصل على أول إجازة في هذا المجال. توفي والده في سن الثانية عشرة، حيث كتب أول قصائده في رثائه، واستمر في تحصيل علمه تحت إشراف والدته.

2- الحياة العملية

في عامه العشرين بدأ التدريس في الجامع الأموي بدمشق بالقرب من منزله في العنبريين. ثم انتقل إلى إسطنبول، حيث حصل على وظيفة قاضي في حي الميدان جنوب دمشق، لكنه قرر الاستقالة والتركيز على التدريس والتأليف. خلال هذه الفترة، ألّف حوالي خمسين مؤلفًا حتى عام 1090 هجريًا، بين رسائل صغيرة وكتب شاملة.

مؤلفات وقصائد الشاعر عبد الغني النابلسي

خلال حياته، كتب عبد الغني النابلسي العديد من المؤلفات والقصائد التي نالت شعبية كبيرة، ومنها ما يلي:

1- مؤلفاته

ألف عبد الغني النابلسي حوالي 300 عمل، شمل الكتب والرسائل الشعرية، حيث تطرق إلى مواضيع متنوعة مثل تفسير الأحلام والزراعة.

  • إيضاح المقصود من وحدة الوجود، وهي رسالة قصيرة.
  • خمرة الحان ورنة الألحان، شرح رسالة الشيخ أرسلان.
  • ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الحديث.
  • ديوان الدواوين، الذي يحتوي على مجموعة من أشعاره.
  • الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية.
  • إيضاح الدلالات في سماع الآلات.
  • الفتح الرباني والفيض الرحماني.
  • الوجود الحق والخطاب صدق.
  • تعطير الأنام في تعبير الأنام.
  • منظومة أسماء الله الحسنى.
  • تعبير الأحلام.
  • فضائل الشهور والأيام.
  • أسرار الشيعة.

2- قصائده

كتب عبد الغني النابلسي العديد من القصائد، ومن أبرزها:

  • ظهر الوجود بسائر الأشياء.
  • يا من أرومهم بكل مرام.
  • لي في الإله عقيدة غراء.
  • بلاء الأنبياء هو البلاء.

قصائد مشهورة لعبد الغني النابلسي

كانت لأعمال عبد الغني النابلسي قصيدة بارزة عن مدينة القدس في القرنين السابع عشر والثامن عشر، تحت عنوان “سلام على الإخوان في حضرة القدس”، حيث قال فيها:

سلامٌ على الإخوانِ في حضْرةِ القدسِ
**
ومن مُحِيتْ آثارُهمْ في ضِيا الشّمسِ

سقى اللهُ أيامًا بهمْ قد تقاصرتْ
**
وليلاتِ وصْلٍ بالمسرّةِ والأُنسِ

سترْتُ الهوى إلاّ عنِ القومِ فارتقى
**
فؤادي إلى غيبٍ عنِ العقلِ والحسِ

سريرٌ من التحقيقِ يسمو بأهلِهِ
**
على العرشِ في أوجِ الُعلى وعلى الكُرسي

سَريتُ بهِ ليلاً إلى رفْرفِ المنى
**
وبي زُجَّ في النورِ الذي جلَّ عن لبس

وفي وصفه لبيت المقدس، قال: “سور بيت المقدس سور جديد متين مشيد، عظيم البنيان، يحيط بالبلد كلها، مبني بالشيد والحجر المنحوت وفي داخله جميع الأماكن والبيوت.”

رحلاته ووفاته

قام عبد الغني النابلسي برحلات متعددة إلى لبنان ثم إلى الشام ومصر والحجاز. وفي عام 1119م انتقل من منزله في دمشق قرب الجامع الأموي إلى الصالحية حيث توفي عام 1143 هجريًا. دفن في القبة التي بناها في بيته، وأُقيم جامع على قبره في بدايات القرن الثالث عشر هجريًا. وفي الصالحية، لم يتوقف عن إلقاء الدروس في تفسير القرآن للبيضاوي وتدريس الفتوحات المكية لابن عربي.

كان عبد الغني النابلسي مثقفًا ذا علم واسع، وترك تراثًا كبيرًا من المؤلفات والقصائد التي حظيت بشهرة واسعة. لقد أثر رحيله على عدد كبير من الناس نظرًا لشعبيته الكبيرة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *