التقليد
التقليد يُعرَّف اصطلاحياً بأنه العمليات والسلوكيات والعادات التي تُنقل من جيل إلى جيل، حيث يُحاكي الإنسان سلفه في أساليب حياته وأفعاله دون الابتكار. وبحسب علم النفس، يُعتبر التقليد نوعاً من التعلم غير المباشر الذي يُمكّن الفرد من اكتساب سلوك جديد أو تعديل سلوك مُكتسب سابق، سواء عبر زيادة أو تقليل تكراره.
مراحل التقليد
يتطلب تقليد سلوك معين المرور بعدة مراحل أساسية، وهي كالتالي:
- الاهتمام: تُعتبر مرحلة الانتباه للسلوك أو ملاحظته الخطوة الأولى في عملية التقليد، حيث لا يمكن للفرد تقليد سلوك ما إلا إذا كان قد لفت انتباهه بشكلٍ ما.
- تخزين السلوك: يلي مرحلة الانتباه عملية تخزين، حيث يحتاج الشخص إلى الاحتفاظ بصورة ذهنية للسلوك أو المظهر الذي يرغب في تقليده.
- توليد السلوك: في المرحلة الثالثة، يقوم المقلِّد بنسخ أو تكرار السلوك المعني.
- تحفيز السلوك: يتطلب الأمر وجود دافع أو سبب يدفع الفرد لتقليد السلوك أو الصورة الذهنية التي شكلها في البداية.
أضرار التقليد
إن خطر التقليد الأعمى يكمن في التوتر القيمي الناتج عن الخلط بين القيم المكتسبة التي نشأ عليها الشخص والتقدم التكنولوجي والمعرفي الذي يؤثر على مختلف جوانب الحياة. هذا التوتر قد يؤدي إلى تشويش في قناعات الفرد وثوابته، مما ينعكس على ملامح المجتمع وعاداته وتقاليده، خاصة تلك الجيدة. كما يسهم التقليد الأعمى في تغيير المنظومة القيمية للفرد، التي تنظم سلوكياته وتؤثر في قراراته وتفاعلاته في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
فوائد التقليد
تتعدد العوامل التي تؤثر في فعالية عملية التقليد، من أبرزها جاذبية النموذج الذي يُقلَّد ومدى استحسان الفرد له. يمكن استغلال هذه العوامل لتعليم الأطفال منظومة قيمية إيجابية من خلال تقديم نماذج يحتذون بها. كما يلعب عامل التشابه بين الفرد والنموذج المقلَّد دوراً مهماً، وهو ما يمكن أن يُشجع الأفراد على تقليد الأمم الأخرى في مجالات العلوم والابتكارات التي تسهم في تحسين حياتهم. أيضًا، يمكن أن يُكسب التقليد الناتج عن مراقبة سلوك الآخرين الجيد الأفراد عادات مُفيدة في المستقبل.