تُعتبر عملية التفكير من السمات الفريدة التي وهبها الله للإنسان، مما يميزه عن بقية الكائنات الحية على وجه الأرض. يعتمد هذا التفكير على استخدام العقل، وهي تلك الطاقة العقلية التي تمكن الإنسان من إدراك الأمور من حوله، فما هو تعريف العقل؟ كيف يتم التفكير من خلاله، وما هو المفهوم الدقيق لعملية التفكير؟ هل ينقسم التفكير إلى أنواع وطرق متعددة؟ سوف نستعرض في السطور التالية الأمور المتعلقة بالتفكير بشكل مفصل وشيق.
عظمة العقل والتفكير لدى الإنسان
يعتبر العقل ميزة قيمة يجب أن نشكر الله عليها، لأنه يساعد الإنسان في اتخاذ القرارات السليمة المتعلقة بحياته.
للتأمل في أهمية العقل، يكفي أن ننظر إلى أولئك الذين فقدوا عقولهم ونتأمل في سلوكهم.
لقد بذل علماء النفس وعلماء الطب جهودًا كبيرة لفهم آلية عمل العقل البشري.
تبين لهم أن العقل البشري يتكون من تركيبات معقدة تتفاعل لتأهيل الإنسان للتفكير واتخاذ القرارات.
وأشار الباحثون إلى أن العقل يتضمن عنصرين؛ واعٍ يدركه الإنسان، وآخر باطن يعمل بدون وعي.
يلعب العقل الباطن دورًا حيويًا في إنتاج الأفكار، حيث يؤثر بشكل كبير على العقل الواعي.
أهمية التفكير في حياة الإنسان
عمل العلماء على وضع تعريف شامل لمفهوم التفكير، والذي يمكن وصفه بأنه نشاط عقلي يتضمن قدرة العقل على تحليل ومعالجة المعلومات.
من خلال هذا النشاط، يمكن للعقل تحويل عناصر التفكير إلى رموز يسهل التعامل معها، مما يمكّن الشخص من إنتاج الأفكار وتقديم الحلول للمشكلات التي يواجهها.
عبر جهود علماء النفس، تم التأكيد على أن التفكير يتطلب معرفة مسبقة حول كيفية الوصول إلى الحلول وطرق التفكير الصحيحة.
أنواع التفكير كما حددها علم النفس
تعددت الأساليب والأنواع التي تم التوصل إليها بعد سنوات من الدراسة والبحث الدقيق حول مفهوم التفكير.
حيث قسم علماء النفس هذه الأنواع على النحو التالي:
التفكير الإبداعي
يركز هذا النوع على استنتاج أفضل الحلول المنطقية لمشكلة معينة، ويتيح الوصول إلى استنتاجات جديدة وهو من أنواع التفكير المتقدمة.
التفكير النقدي
يسمح هذا النوع بالتحليل الدقيق للأحداث والمواقف، ويقود إلى تقييم موضوعي للحلول المطروحة وتحديد نقاط القوة والضعف فيها.
التفكير المعرفي
يختص هذا النوع بدراسة جوانب المشكلة وفهم الظروف المحيطة بها والأساليب الأمثل لحلها، ممايساعد في تحديد الأهداف بدقة.
التفكير العلمي
يعتمد هذا النوع على الموضوعية التامة، إذ يتفادى الانحياز ويستند إلى فهم شامل للمسألة، ويساعد في التنبؤ بالحلول المناسبة.
التفكير الشكلي
يرتبط هذا النوع بالمعلومات والبيانات الواقعية، ويساعد في الوصول إلى نتائج مستندة إلى الفروض والاستنتاجات.
نظريات التفكير في علم النفس
توجد مجموعة من النظريات التي تناولت مفهوم التفكير من زوايا متعددة، موضحة كيف يتم التفكير وكيف تربط الأفكار ببعضها البعض.
كل نظرية تحليل التفكير استنادًا إلى مبادئها وقوانينها. فيما يلي بعض النظريات البارزة في علم النفس:
نظرية المعرفة
تركز على تفسير التفكير من خلال توضيح الأسس المنظِّمة له، وتفصيل دور التفكير في معالجة المعلومات وتحليلها.
النظرية السلوكية
تناقش كيفية حدوث التفكير كنتاج للتفاعل بين المحفزات والاستجابات، وترى أن الخبرة المكتسبة نتاج التجارب العملية.
نظرية بياجيه
تعتبر هذه النظرية من الأبرز، حيث تحدد وظائف التفكير في التنظيم والتكيف، مربوطة بمقدار خبرات الفرد التي يكتسبها على امتداد الوقت.
نظرية فيجو
ترتبط هذه النظرية بالنمو الاجتماعي للتفكير، إذ يعد التفكير تجربة قابلة للتطور عبر الأجيال من خلال التفاعلات اليومية.
أسباب فشل عملية التفكير
-
التفكير كأي نشاط آخر قد يواجه النجاح أو الفشل، حيث يمكن للإنسان أن يطور من أسلوب تفكيره أو يبقى في حالة سكون مما قد يؤخره عن الآخرين.
- بيد أن هناك العديد من المعوقات التي قد تؤثر سلبًا على التفكير، مثل نقص التركيز والافتقار للرغبة في التعلم.
- عدم القدرة على التواصل والإثراء بالنقاش مع الآخرين، مما يحد من اكتساب التجارب وتوسيع الأفكار.
- انخفاض الوعي والإدراك الذي يعوق التفكير السليم.