عبد الله بن وهب، هو أحد العلماء والكتّاب البارزين، وقد أطلق عليه الإمام سفيان بن عيينة لقب “شيخ مصر”. كان ابن وهب ملازمًا للإمام مالك، حيث تعلم على يديه، وحقق بذلك علاقة وثيقة بينهما.
نبذة تعريفية عن ابن وهب
إليك معلومات مختصرة حول العالم ابن وهب:
- اسمه الكامل: عبد الله بن وهب، وهو فقيه يتبع المذهب المالكي منذ العهد العباسي.
- ولد في الفسطاط عام 125 هجريًا وسكن في مصر.
- أمضى أكثر من عشرين عامًا في طلب العلم مع الإمام مالك، متفانيًا في مسيرته العلمية.
- توفي في عام 812 ميلادي، بينما وُلِد عام 743 ميلادي.
المسيرة العلمية والعملية لابن وهب
كان عبد الله بن وهب يتمتع بمكانة عالية بين علماء عصره، ومن أبرز سمات هذه المكانة:
- لقبه الإمام سفيان بن عيينة بـ “شيخ أهل مصر”.
- درس لدى شيوخ عديدين في مصر والعراق والحجاز، وقد تجاوز عددهم الأربعمائة، لكن إقامته الطويلة مع الإمام مالك كانت لها تأثير عميق على مسيرته.
- تلقى الإمام مالك عنه العلم، وكان يحظى بمكانة خاصة لديه، حتى قيل إنه الوحيد الذي لم يوبخه الإمام.
- كان له إذن بكتابة ما ينسب للإمام ومراجعته لاحقًا.
- أسهم في نشر المذهب المالكي في مصر، نظرًا لعدم قدرة الكثيرين على الذهاب للإمام مالك في المدينة المنورة، فقام عبد الله بتعليمهم.
- عرف بكثرة روايته للأحاديث.
- رفض تولي القضاء في مصر مفضلًا الابتعاد عن ذلك والبقاء في بيته.
- عندما شجعه رشدين بن سعد للخروج ليقضي بين الناس وفق كتاب الله وسنة رسوله، رد عليه بشكل قاطع، معبرًا عن إدراكه لمرتبة العلماء مقارنة بالقضاة.
شيوخ عبد الله بن وهب
كان عبد الله بن وهب شغوفًا بعلوم الشيوخ، ومن أبرز هؤلاء:
- مالك بن أنس.
- سفيان بن عيينة.
- عبد الله بن لهيعة.
- جرير بن حازم البصري.
- عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون.
- عبد الملك بن جريج.
- داود بن عبد الرحمن العطار.
- أفلح بن حميد.
- عبد العزيز بن محمد الدراوردي
- يونس بن يزيد الأيلي.
- الليث بن سعد.
- سفيان الثوري.
- عبد الله بن عمر العمري.
- مسلم بن خالد الزنجي.
تلاميذ عبد الله بن وهب
كان الشيخ عبد الله يحمل بحور من العلم، وقد قام بتعليم عدد كبير من الطلاب، منهم:
- الليث بن سعد.
- سحنون بن سعيد.
- الربيع بن سليمان المرادي.
- قتيبة بن سعيد.
- يونس بن عبد الأعلى الصدف.
- الربيع بن سليمان الجيزي.
- سعيد بن منصور.
- عبد الرحمن بن مهدي.
- سفيان بن وكيع بن الجراح.
- أحمد بن صالح المصري.
- علي بن المديني.
أراء العلماء حول عبد الله بن وهب
توجد شهادات من بعض العلماء تسلط الضوء على مكانة عبد الله، ومنها:
- قال محمد بن سلمة: كنت أسمع ابن القاسم يقول: “لو توفي ابن عيينة، لسعيت إلى ابن وهب بطرق الأرض بحثًا عن العلم.”
- قال أحمد بن صالح الحافظ: “ابن وهب روى لنا مائة ألف حديث، ولم أرى أحدًا أكثر رواية منه، لدينا سبعون ألف حديث مسجل عنه.”
- قال علي بن الجنيد الحافظ: “سمعت أبا مصعب الزهري يقدّر ابن وهب ويقول: مسائله عن مالك صحيحة.”
- رواية عن أحمد بن حنبل أنه قال: “ابن وهب يميز بين السماع والعرض، ما رواه صحيح وثابت، وإن كان لديه بعض الأخطاء في الأخذ.”
- وقال سحنون الفقيه: “كان ابن وهب يقسّم وقته إلى ثلث لحج وثلث لتعليم الناس في مصر وثلث للرباط، وأشار إلى أنه حج ستًا وثلاثين مرة.”
- قال ابن أبي حاتم: “سمعت أبي يقول: نذر ابن وهب أن يصوم يوماً كلما اغتاب أحدًا، وكان يثقل عليه، ثم نذر أن يتصدق بدلاً من ذلك، فترك الغيبة.”
- قال أبو زيد بن أبي الغمر: “كنا نطلق لقب ديوان العلم على ابن وهب.”
- قال أبو الطاهر بن عمرو: “تلقينا خبر وفاة ابن وهب أثناء مجلس سفيان بن عيينة، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، كان فقده مصيبة للمسلمين بشكل عام، ولنا بشكل خاص.”