أسباب غزوة خيبر
تقع خيبر في شمال المدينة المنورة، وتُعتبر من المدن ذات الحصون الضخمة والمزارع الواسعة التي سكنها اليهود. كانت خيبر تمثل آخر معقل لليهود في الجزيرة العربية، وكان فتحها وتحريرها من اليهود بمثابة تحقيق لوعد الله -تعالى- لرسوله وللمؤمنين. في ما يلي، نستعرض الأسباب التي دفعت النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- للغزو على يهود خيبر.
السبب المباشر
عقد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- اتفاقية مع يهود خيبر، كما فعل مع اليهود الآخرين في المدينة المنورة. غير أن هؤلاء نقضوا العهد، حيث تآمروا مع كفّار قريش وعقدوا حلفًا لإخراج النبي من الجزء الشمالي من الجزيرة إلى الجنوبي. تجدر الإشارة إلى أن دورهم في تحريض الأحزاب ضد المسلمين وتأثيرهم على يهود بني قريظة جاء كخيانة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بالإضافة إلى تخطيطهم للقضاء عليه. وبالتالي، كان لابد من اتخاذ إجراءات للتخلص من يهود خيبر الذين كانوا يُمثلون أساس الفتنة.
السبب غير المباشر
كان لدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- رغبة قوية في إنهاء تمرد قريش وظلمهم، لذا استغل نقض يهود خيبر للعهد للتخلص منهم وإخراجهم من الجزيرة العربية. هذا سيمكن المسلمين من مواجهة قريش دون الخوف من خيانة اليهود، مما يقلل من تأثيرهم ويزيد من قوة المسلمين.
معلومات عن غزوة خيبر
حدثت غزوة خيبر في السنة السابعة من الهجرة، بعد عودة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من صلح الحديبية. مكث في المدينة شهري ذي الحجة ومحرم، ثم توجه إلى خيبر. خلال غزوة خيبر، نزلت آيات من سورة الفتح.
كما نشأت الغزوة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- على المدينة نُمَيْلَةَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ اللَّيْثِيَّ. وقد تمركز النبي -صلى الله عليه وسلم- بين خيبر وغطفان لمنعهم من دعم يهود خيبر، إذ كانوا متعاونين معاً ضد النبي.
عندما أدركت غطفان نية النبي بالتوجه لغزو خيبر، حاولوا التدخل لدعم اليهود، لكنهم عادوا إلى بيوتهم للدفاع عن عائلاتهم، مما أتاح للنبي -صلى الله عليه وسلم- فرصة الهجوم على يهود خيبر.
نتائج غزوة خيبر
أسفرت غزوة خيبر عن عدد من النتائج الهامة التي أثرت على المسلمين والدولة الإسلامية، ومن أبرز هذه النتائج:
- تعزيز هيبة المسلمين في نفوس القبائل العربية
التي لم تعتنق الإسلام، مما زاد من فخر المسلمين لانتصارهم على اليهود الذين كانوا معروفين بقوتهم وعتادهم.
- القضاء على بقية اليهود
الذين كانوا يمثلون نقطة مقاومة في المدينة المنورة والمناطق المحيطة بها.
- تحقيق الفتوح والغنائم
من بينها الأراضي التي منحها أهل فدك للمسلمين مقابل الصلح، بالإضافة إلى مصالحة أهالي وادي القرى من اليهود لدخولهم في الإسلام.
- عقد مصالحة مع يهود تيماء
بعد رؤية موقف باقي اليهود المجاورين من المسلمين.