يُعد جبل الرحمة من أبرز الجبال في العالم الإسلامي، حيث يرتبط أداء شعائر الحج بالوقوف عليه. في هذا المقال، سنستعرض موقع جبل الرحمة، حيث يجهل الكثيرون موقعه الدقيق.
موقع جبل الرحمة
يقع جبل الرحمة في المواقع التالية:
- يبعد حوالي عشرين كيلومترًا إلى الجهة الشرقية من مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية.
- يتموضع بين مكة المكرمة ومدينة الطائف.
- يفصل بينه وبين منى نحو عشرة كيلومترات، بينما يبعد عن مزدلفة بمسافة تصل إلى ست كيلومترات.
- تبلغ مساحة جبل عرفة حوالي عشر كيلومترات مربعة، حيث يمتد بطول 3.22 كيلومتر وعرض أيضًا 3.22 كيلومتر.
- تكاد المنطقة التي يقع فيها جبل الرحمة خالية من السكان، إذ تحتوي فقط على بعض المقار الحكومية.
سبب تسمية الجبل بهذا الاسم
قد يتساءل البعض عن سبب تسمية جبل عرفة بجبل الرحمة، وذلك لأسباب تتعلق بما يلي:
- سُمى بهذا الاسم لتجسيد المواقف العظيمة التي يمر بها المسلمون في تلك الليلة.
- ففي يوم عرفة، يُقدم الله المغفرة والرحمة لمن يقف على هذا الجبل.
- وبما أن الرحمة الإلهية تكون في أوجها بهذا اليوم، تلقى الجبل هذا الاسم.
- تتداول بعض الآراء التي تشير إلى أن “جبل الرحمة” هو قمة معينة في جبل عرفة وليس الجبل بكامله.
- ومع ذلك، يُعتبر الاسم وصفاً دقيقاً لمواقف هذا اليوم.
- يُفضل عدم استخدام هذا الاسم بشكل متكرر لعدم وروده في السنة أو الأحاديث النبوية.
- يمكن الاكتفاء بتسمية الجبل بجبل عرفات.
- حيث يُقال إن النبي جبريل عليه السلام استدار حول هذا الجبل مع سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- فقد قال له جبريل: “أعرفت؟”، وتكرر ذلك حتى أجابه سيدنا إبراهيم: “نعم، أعرف.”
- وتشير بعض الروايات إلى أن آدم وحواء بعد خروجهما من الجنة تفرقا، حيث انتقلت حواء إلى المملكة العربية السعودية بينما ذهب آدم إلى الهند، وتواعدا ليجدا بعضهما في هذا الجبل.
- يحق أيضاً تسميته بالجبل الذي وقف عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
نبذة عن جبل الرحمة
لجبل الرحمة العديد من المعلومات الهامة، ورغم معرفة موقعه، إلا أن هناك معلومات إضافية يجب التعرف عليها:
- يمثل جبلًا صغيرًا ورقيقًا.
- وقف عليه الرسول صلى الله عليه وسلم خلال حجة الوداع.
- يتكون من حجارة قوية ذات لون أسود قاتم، ويُعتبر سطحه متسقًا وكبيرًا.
- يتميز الجبل بحائط مرتفع يصل طوله إلى سبعة وخمسين سنتيمترًا يحيط بجبل الرحمة.
أسماء أخرى لجبل الرحمة
لا يقتصر اسم جبل الرحمة على هذا الاسم فحسب، بل له أسماء متعددة كما يلي:
- جبل النابت: وهو اسم غير معروف للكثير من الناس.
- جبل الدعاء: بسبب الكثرة الكبيرة للأدعية التي تُرفع على هذا الجبل في يوم عرفة.
- جبل عرفة.
- جبل آل: سُمي بهذا الاسم نظرًا لوقوف النبي محمد صلى الله عليه وسلم على حجارة تعرف بهذا الاسم، وقد استخدم هذا الاسم منذ العصور القديمة.
- جبل عرفات: ذُكر في القرآن الكريم عندما قال الله تعالى: “لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ” صدق الله العظيم.
- جبل القرين: اسم يُعتبر تصغيرًا لكلمة قَرِين.
- جبل الموقف: نسبة إلى وقوف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عليه.
منزلة جبل الرحمة
عند الحديث عن جبل الرحمة، لا يمكن لأحد أن ينكر مكانته الرفيعة. ولكن لماذا يُعتبر هذا الجبل ذا منزلة خاصة؟
لأنه يُعبر عن رحلة الحج ويذكّرنا بمكة المكرمة ودورها المهم في شعائر الإسلام.
يعتبر هذا الجبل من أجمل لحظات الحج، حيث يشعر الحجاج بمعاني روحانية عميقة، وله مكانة خاصة في قلوب المسلمين.
خاصةً وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قام بأداء حجة الوداع عليه في آخر سنة من حياته.
موعد الوقوف على جبل الرحمة
ينبغي معرفة موعد الوقوف على جبل الرحمة، وهو كالتالي:
- يُقام الوقوف عند غروب الشمس في يوم عرفة، أي في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويستمر حتى الفجر في اليوم التالي.
- يعتبر هذا اليوم هو الأول من عيد الأضحى.
- فيه يصوم المسلمون، حيث تحظى منزلة هذا اليوم عند الله تعالى بأهمية كبيرة، فما يُعد صيامه تكفيراً للسنتين، السنة السابقة والسنة اللاحقة.
الغرض من الوقوف على جبل الرحمة
قد يتساءل البعض عن سبب الوقوف على هذا الجبل وأهمية ذلك في مناسك الحج، ويعود ذلك إلى ما يلي:
- عند البحث عن سبب ذلك، فإن العديد من العلماء، مثل الشيخ زكريا نور، أكدوا أن الوقوف على هذا الجبل يُشبه الوقوف بين يدي الله يوم القيامة.
- حيث سيدور جميع الخلق حول الله كما يقف الحجاج وسط هذه المواقف يوم عرفة.
- إذا كنت من الحجاج، فثق بأن الله سيغفر ذنوبك مهما كانت.
- لا ينخدع أحد بأن ذنوبه كبيرة، فهذا يُعتبر خطأً واسعاً، يجب أن تُؤمن بأن الله غفور رحيم وقادر على كل شيء.
- في يوم عرفة، يُقدم الله تعالى المغفرة لكل الخطايا، كما يستجيب الدعوات التي تُرفع في هذا اليوم.
- وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم عرفة: “ما من يوم أكثر من أن يُعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، إنه ليدنو ويُجلي، ثم يُباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتي إني قد غفرت لهم” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.