فهم التسامح
التسامح يُعرَّف لغويًا بأنه الكرم والسخاء، وفي الاصطلاح يعني الصفح عن المُسيء والظالم. كما يشير إلى النية الطيبة في العفو، حيث يسامح المظلوم الظالم بتجاوز حقه. يُعتبر التسامح من القيم الأخلاقية النبيلة التي تُعزز العلاقات الإنسانية. يقول الله تعالى: (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ). من هذا المنطلق، يُعتبر التسامح فضيلة عظيمة تنطوي على الصفح والعفو عند المقدرة، والتجاوز عن زلات الآخرين، وفتح المجال لرؤية حسناتهم وصفاتهم الإيجابية، بدلاً من التركيز على أخطائهم ونقائصهم.
أوجه التسامح
تشمل أوجه التسامح العديد من الظواهر، ومن أبرزها:
- المعاشرة الطيبة.
- المعاملة الودودة.
- حسن الجوار.
- البر والإحسان.
- المودة والرحمة.
- تقديم العون والمساعدة للآخرين.
- تحقيق العدل بين الناس.
التسامح في الدين الإسلامي
يمتاز الدين الإسلامي بجعل التسامح قيمة محورياً تُميز تعاليمه، حيث تبرز أهميته في نشر التعاون والمحبة والسعادة بين الناس. يحذر الإسلام من تفشي البغضاء والكره نتيجة لغياب التسامح، الذي قد يؤدي إلى الفتن والظلم. يظهر التسامح في سيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يُعامل أهل الكتاب (اليهود والنصارى) بكرم ويزور مرضاهم ويعاملهم معاملة حسنة. من الجدير بالذكر أن التسامح لا يقتصر على البشر بل يشمل جميع مخلوقات الله، بما في ذلك الحيوانات والنباتات.
تأثيرات التسامح
يترتب على التسامح العديد من الفوائد، منها:
- تعزيز سلامة النفس وفتح الأفق، حيث يُحقق التسامح قدرة على استيعاب الآخرين ويُعزز من المحبة والتعاون بين الأفراد.
- تحسين الصحة العامة، إذ يلعب التسامح دورًا في تخفيض ضغط الدم وتقليل مستويات التوتر في الحياة.
- تقوية شخصية الفرد عبر تعزيز تقدير الذات وزيادة روح العطاء والمودة بين الناس.
- المساهمة في تقويض الكراهية وتعزيز التواصل الإيجابي والنوايا الحسنة بين أفراد المجتمع.