تعتبر مادة الكافيين مركبًا شائعًا موجودًا في عدة مصادر منها الشاي الأحمر والأخضر، بالإضافة إلى جميع أنواع المشروبات القهوة. ومع ذلك، يُعتبر تناول الكافيين بكميات كبيرة له تأثيرات سلبية على الصحة تفوق الفوائد التي قد يحققها الجسم.
تُعرف الكافيين بأنها مادة قد تؤدي إلى إدمانها، حيث يواجه من يحاول الإقلاع عنها أعراضًا مثل الصداع، التعب، الاكتئاب، وصعوبة التركيز.
تاريخ الكافيين
يشتق الكافيين من النباتات ويعتبر مادة منبهة. تم استخدام الكافيين للمرة الأولى في عام 2737 قبل الميلاد مع لحظة تصنيع أول شاي مخمر. بعد مرور فترة، تم اكتشاف القهوة عندما لاحظ راعي أثيوبي أن حيواناته تصبح أكثر نشاطًا بعد تناول نبات القهوة.
حاليًا، يستهلك حوالي 80% من البشر المشروبات المحتوية على الكافيين يوميًا، حيث يعمل الكافيين على تحفيز الدماغ والجهاز العصبي. بعد استهلاكه، يتم امتصاص الكافيين عبر الأمعاء إلى مجرى الدم ومن ثم إلى الكبد حيث يتم تحليله إلى مركبات أخرى تؤثر على وظائف بعض الأعضاء، بوقف نشاط الناقل العصبي المعروف بالأدينوسين، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والرغبة في النوم.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز الكافيين نشاط بعض النواقل العصبية كالدوبامين والنورإبينفرين.
مصادر مادة الكافيين
يُعتبر الكافيين مركبًا طبيعيًا موجودًا في العديد من الأطعمة والمشروبات مثل القهوة، الشاي، الكاكاو، أوراق النباتات، الفواكه والخضروات بمستويات متفاوتة. على سبيل المثال:
- معدل الكافيين في مشروبات الطاقة يصل إلى 160 ملليغرام.
- مشروبات الشوكولاتة تحتوي على أقل من 4 ملليغرام.
- الأدوية المسكنة للآلام تتمتع بمعدل يتراوح بين 16 و200 ملليغرام.
- المشروبات الغازية تحتوي على 150 ملليغرام من الكافيين.
- كوب من القهوة يحتوي على ما بين 95 إلى 200 ملليغرام من الكافيين.
- تناول 12 أوقية من مشروب الكولا يوفر من 35 إلى 45 ملليغرام من الكافيين.
- كوب من الشاي يحتوي على ما بين 14 إلى 60 ملليغرام.
- بعض أنواع المثلجات، وخاصة التي تحتوي على الشوكولاتة أو القهوة، تحتوي على كميات متفاوتة من الكافيين تتراوح بين 10 و45 ملليغرام لكل نصف كوب.
- المشروبات الغازية تحتوي على 22 إلى 69 ملليغرام من الكافيين لكل كوب ونصف.
- تُحدد إدارة الغذاء والدواء الحد الأعلى المسموح به من الكافيين في المشروبات الغازية بحوالي 71 ملليغرام.
- بعض منتجات البروتين التي تحتوي على الشوكولاتة أو القهوة تحتوي على كافيين أيضًا.
- منتجات أخرى مثل الجنسنج، مشروبات الطاقة، والغوارانا تحتوي على كافيين، إضافة إلى بعض مسكنات الألم التي تؤخذ بدون وصفة طبية.
فوائد مادة الكافيين
- تشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يتناولون الكافيين لفترات طويلة أقل عرضة للإصابة ببعض الأمراض، مثل الزهايمر وباركنسون.
- كما تساهم المشروبات المحتوية على كافيين في تقليل الشهية والرغبة في تناول الطعام، وتعزيز إنتاج الطاقة والحرارة عند هضم الطعام.
- تحفيز مهارات التفكير والحد من التدهور العقلي المرتبط بالشيخوخة.
- القهوة، بفضل محتواها من الكافيين، تؤثر على مستقبلات الناقل العصبي الأدينوسين.
- تناول جرعة كافيين قدرها 75 ملليغرام يُساعد في زيادة التركيز والانتباه. وعند زيادة الجرعة إلى 160-600 ملليغرام، يزداد اليقظة والذاكرة وسرعة رد الفعل.
- يمكن أن يُعزز الكافيين الأداء الرياضي ويقلل من الجهد المبذول في تمارين التحمل، على الرغم من أن هذه الفوائد تدوم لفترة قصيرة ولا تُعتبر فعالة في الأنشطة عالية الشدة.
أضرار كثرة تناول الكافيين
على الرغم من الفوائد العديدة للكافيين، فإن الإفراط في تناوله قد يؤدي إلى مجموعة من الأعراض الجانبية، منها العادية ومنها الخطيرة التي تستدعي العلاج. تشمل هذه الأعراض الإسهال، العطش، الأرق، الصداع، الحمى، التهيج، الدوخة، وآلام الصدر، وصعوبة التنفس، والقيء، وعدم انتظام ضربات القلب، والهذيان، والارتباك، وفقدان التحكم في حركة العضلات، والتشنجات.
دراسات طبية تربط بعض الأمراض بالكافيين
- تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول كميات كبيرة من الكافيين لا يُسبب هُشاشة العظام، خاصة عند استهلاك كميات كافية من الخضروات.
- توضح الدراسات أن زيادة الكالسيوم والمغنيسيوم في البول تعود إلى تناول كميات كبيرة من الكافيين.
- فيما يتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية، فإن الكافيين قد يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل مؤقت، وهو أمر شائع بين الذين يعانون من حساسية تجاه الكافيين.
- كما أظهرت الأبحاث أن زيادة مستويات الكوليسترول وعدم انتظام ضربات القلب لا يرتبطان بتناول الكافيين، ولا توجد علاقة بين الكافيين وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.