قصائد الحب لدى عنترة بن شداد: أجمل ما كتب شاعر الفروسية والمشاعر

يُعتبر عنترة بن شداد من أبرز شعراء وفرسان العرب في تاريخهم، حيث اشتهر بشعره الرومانسي الذي يعبر عن الحب. تعلّم عنترة معنى الحب عندما وقعت عينه على محبوبته عبلة، وله العديد من القصائد التي تتناول موضوع الحب. سنستعرض لكم عبر موقعنا بعضًا من أجمل أشعاره.

من هو عنترة بن شداد

يُعد عنترة أحد أبرز الشعراء العرب في فترة ما قبل الإسلام، وقد كان من أصحاب المعلقات، ومن أشهر أبياته: (هَلْ غَادَرَ الشُّعَراءُ منْ مُتَرَدَّمِ أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ). برع في الفروسية، وامتاز بقوة جسده وشخصيته المتميزة، كما كان شاعرًا معروفًا بالغزل، خاصةً الغزل العفيف الذي كان يوجهه لمحبوبته عبلة.

شعر عنترة بن شداد عن الحب

لدى عنترة العديد من الأشعار التي تميزت بجمالها وأثرت في قلوب مستمعيها، ومن بعض الأبيات التي كتبها:

1- شعر حسناتي عند الزمان ذنوب

في هذه الأبيات، يتحدث عنترة إلى عبلة ويعبر عن أن حبهما كان شفاء لروحه وعلاجًا لأحزانه، كما يلي:

حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ

وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب

كُلُّ يَومٍ يُبري السُقامَ مُحِبٌّ مِن حَبيبٍ وَما لِسُقمي طَبيبُ

فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيب

إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ

وَهَلاكي في الحُبِّ أَهوَنُ عِندي مِن حَياتي إِذا جَفاني الحَبيبُ

يا نَسيمَ الحِجازِ لَولاكِ تَطفا نارُ قَلبي أَذابَ جِسمي اللَهيبُ.

يتحدث عنترة في هذه الأبيات عن جمال عبلة مقارنة بغيرها في عصره، ويرسم صورة حياته العاطفية كأنه المحب الذي يُمنع عن الوصول إلى محبوبته بسب الظروف، حتى مجرد ذكرها يبعث السعادة في نفسه. ويعبر عن أن معاناته في الحب تُعدّ أقل حدة من فقدان حبيبته.

شاهد ايضاً:

2- شعر يا عبل إن هواك قد جاز المدى

يعبّر عنترة في هذه الأبيات إلى محبوبته عن حبه العميق الذي يفوق أي شعور آخر في الحياة، ويُظهر كيف أن حبه يمتد ليشمل جسده وعواطفه:

يا عَبلَ إِنَّ هَواكِ قَد جازَ المَدى ** وَأَنا المُعَنّى فيكِ مِن دونِ الوَرى

يا عَبلَ حُبُّكِ في عِظامي مَع دَمي ** لَمّا جَرَت روحي بِجِسمي قَد جَرى

وَلَقَد عَلِقتُ بِذَيلِ مَن فَخَرَت بِهِ ** عَبسٌ وَسَيفُ أَبيهِ أَفنى حِميَرا

يا شَأسُ جِرني مِن غَرامٍ قاتِلٍ ** أَبَداً أَزيدُ بِهِ غَراماً مُسعَرا

ويشير عنترة في هذه الأبيات إلى أن حبه لعبلة يتجاوز كل الحدود، وأن حبها يجري في دمه وكأنما يحيا في كل جزء من جسده، ويناشد الشأس (الشوق) أن يبعده عن حبه الذي يشكل عبئًا كبيرًا عليه.

شاهد ايضاً:

3- شعر ألا يا عبل قد زاد التصابي

يعبر عنترة من خلال هذا الشعر عن مشاعره تجاه عبلة، مُشيرًا إلى أنه أحبها منذ شبابه حتى شيخوخته، في الأبيات التالية:

أَلا يا عَبلَ قَد زادَ التَصابي وَلَجَّ اليَومَ قَومُكِ في عَذابي

وَظَلَّ هَواكِ يَنمو كُلَّ يَومٍ كَما يَنمو مَشيبي في شَبابي

عَتَبتُ صُروفَ دَهري فيكِ حَتّى فَني وَأَبيكِ عُمري في العِتابِ

وَلاقَيتُ العِدا وَحَفِظتُ قَوماً أَضاعوني وَلَم يَرعَوا جَنابي.

يخبر عنترة عبلة في هذه الأبيات أنه مع تقدم عمره، ما زال حبها ينمو في قلبه، رغم تعثر عاطفته بسبب عوائق الزمن، فيوجه عتابه إلى عمها الذي لم يوافق على تزويجها له بسبب لونه.

شاهد ايضاً:

معلومات عن الشاعر عنترة بن شداد

تميز عنترة بلون بشرته الداكن ووجهه القاسي، وكان يُلقب بأبي الفرسان نظراً لمهاراته الفائقة في الفروسية، كما وُصف بأبي مغلس بسبب عزلته وميله إلى الكتابة في الليل. لقد أحب ابنة عمه عبلة حبا عميقا لا يعادله حب آخر، ونادراً ما يُعثر على قصائد له تخلو من ذكرها. وكانت العوائق الاجتماعية تمنع زواجه منها، مما شكل نقطة ضعف في حياته العاطفية.

إن حب عنترة هو تجسيد للحب النقي والصادق، حيث لم يُحب غير عبلة. وقد قدمنا لكم مجموعة من الأبيات الشعرية التي تشيد بحبه، مع نبذة عن شخصيته وصفاته الجسدية وعلاقته بعبلة على مرّ الأعوام.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *