حكم تناول لحم النيص
النِّيص هو حيوان يشبه القنفذ، يتميز بحجمه الكبير، ويعيش في المناطق الصحراوية، ويُعرف في بعض كتب التراث باسم “الدلدل”. وقد أشار الأزهري إلى أنه “أكبر من القنفذ ويشبهه كذلك”، في حين جمع ابن منظور آراء العلماء حوله، موضحاً أنه نوع من القنافذ ذو أشواك طويلة، وعندما يتحرك، فإنه يُقذف بأشواكه كالسهم.
يرى الشيخ ابن باز أن تناول لحم النيص مباح، مثل بقية الحيوانات التي لا يوجد نص صريح يحرمها، وذلك لأنه يتغذى على النباتات والحشرات، وليس من الحيوانات المفترسة. بينما أشار الشيخ ابن جبرين إلى عدم استحسان العرب أكل النيص، وفقاً لآراء العديد من العلماء، موضحاً أن النفوس قد تنفر من هذا الحيوان، ومن الأفضل الابتعاد عن تناوله ورعاً، خاصةً إذا لم يكن هناك حاجة لذلك.
حكم تناول لحم الضبع
تختلف آراء العلماء حول حكم تناول لحم الضبع، وهذه أبرز الآراء:
- رأي الحنفية بتحريمه.
استندوا في ذلك إلى حديث نبوي صحيح يحرم أكل جميع الحيوانات ذات الأنياب من السباع، حيث قال أبو ثعلبة الخشني: (نَهَى رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- عن أَكْلِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ)، وكذلك حديث خزيمة بن جُزء السلمي: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أكل الضبع، فقال: (أَوَ يَأْكُلُ الضَّبْعَ أَحَدٌ! وفي روايةٍ: ومَن يَأْكُلُ الضَّبْعَ).
- رأي الجمهور وبعض الحنفية بإباحة أكله.
واستدلوا على وجهة نظرهم بما رواه ابن أبي عمار حيث قال: سألت جابر: “هل يُعتبر الضبع صيداً؟” قال: نعم. فسألته: “هل آكله؟” فقال: نعم. وسألت: “أقاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟” قال: نعم.” وتفسيرهم هو أن إباحة اللحم تخص الضبع فقط، بينما تحرُم بقية ذوات الأنياب.
- رأي ابن جبرين بأنّه من المشتبهات.
لأنه يندرج ضمن الحيوانات التي تأكل الجيف، وله أنياب يستخدمها في الفتك، لذا يُفضل التورع في تناول لحم الضبع وإلى اعتباره من المشتبهات.
حكم تناول لحم الغراب
تباينت الآراء بين العلماء بشأن حكم تناول لحم طائر الغراب، وفيما يلي توضيح تلك الآراء:
- إباحة أكل الغراب.
وذلك لأنه لا يوجد تحريم من قبل الصحابة، ولا يوجد نص يحرّم تناوله، وهو ما ذهب إليه مالك وقتادة وأبو هاشم.
- تحريمه سواء كان صغيراً أو كبيراً.
ويعتبر هذا الرأي من الشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي؛ إذ استندوا إلى أن الغراب من ذوات المخالب، لذا لا يُسمح بتناوله، كما استندوا إلى أحاديث تتحدث عن الغراب كونه من الفواسق التي تقتل في الحل والحرَم، وما يُحل قتله في الحرم لا يُحل أكله.
- كراهية أكل الغراب الكبير.
لكن لا مانع من تناول الغراب الصغير، وهو رأي النخعي.
- كراهية تناول لحم الغراب الأسود والأحمر.
مع إباحة ما دون ذلك، وفقاً لآراء الحكم وحماد ومحمد بن الحسن الشيباني.
- إباحة تناول لحم الغراب المتواجد في المزارع.
لأنّه يتغذى على الحبوب والنباتات، وليس من الحيوانات التي تأكل الجيف، وهذا ما أشار إليه أبو يوسف الذي نقل عن أبي حنيفة أنه أجاز أكل غراب الزرع، بينما رفض أكل أي حيوان يتغذى على الجيف، مهما كان اسمه أو نوعه، مما يوضح أن الآراء السابقة قد ربطت بين الأسلوب والحجم في أكل الجيف.