تعد التربة أحد العناصر الأساسية في تكوين القشرة الأرضية، حيث نشأت نتيجة عمليات التجوية الكيميائية والميكانيكية والتفاعل مع العمليات البيولوجية والظروف المناخية على مدى ملايين السنين.
تعتبر التربة بمثابة بيئة حيوية لنمو النباتات والمحاصيل، فهي تمثل أساس الحياة على كوكب الأرض منذ العصور القديمة، بالإضافة إلى كونها مصدراً لمياه الجوف ووسيلةً فعالة لتصفية والتخلص من الملوثات والمواد الضارة.
كما تلعب دورًا حيويًا في إعادة تدوير المواد العضوية مثل الكربون والغازات والمعادن. فيما يلي توضيح لأنواع التربة المختلفة وبعض خصائصها.
أنواع التربة في العالم
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من التربة وهي: التربة الطينية، التربة الرملية، والتربة الصفراء.
التربة الطينية
- تتكون من حبيبات صغيرة جدًا يبلغ قطرها 0.002 مم.
- تتكون من الطين والطمي مع نسبة ضئيلة من الرمل والدبال.
- تكون صلبة وسلسة في حالة الجفاف، بينما تصبح لزجة وثقيلة عند الرطوبة.
- تمتاز بقدرتها الجيدة على احتجاز الماء، مما يحول دون استنزافها.
- على الرغم من عدم سرعة امتصاص الماء، إلا أن قدرتها على الاحتفاظ بكميات كبيرة منه تظل عالية.
- تتميز هذه التربة بكونها شديدة التماسك، وأقل أنواع التربة نفاذية للماء، مما يؤدي إلى ضعف التهوية.
- رغم غناها بالمواد العضوية والمعادن الضرورية للزراعة، فإن استخدامها في العمليات الزراعية محدود بسبب حساسيتها للضغط وارتفاع مستويات الأملاح التي قد تعيق نمو النباتات.
- لون التربة: يعكس اللون الذي تتخذه الطبقات السطحية لتراكم المواد العضوية بها خصائصها الكيميائية، حيث يشير اللون الأبيض إلى وجود سيليكات الملح، والأحمر إلى أكاسيد الألمنيوم والحديد، والأسود إلى وجود المواد العضوية.
- تتوافق التربة الطينية مع زراعة القمح والأرز والقطن وقصب السكر والعديد من الخضروات.
- توجد بشكل رئيسي على ضفاف نهر النيل وفي المناطق القريبة من المياه العذبة.
التربة الرملية
- تتألف هذه التربة من حبيبات رملية ذات حجم كبير، يتراوح بين 0.05 إلى 2 مم، إضافةً إلى جزيئات من الطين والطمي.
- تشكل أساسًا من الرمل مع القليل من الطمي والمواد العضوية.
- تتميز بلونها الأصفر.
- تعتبر تربة ضعيفة التماسك وأعلى أنواع التربة نفاذية للماء.
- تصنف على أنها رملية إذا كانت نسبة الرمل فيها 50% أو أكثر، وتعتبر تربة رملية عادية إذا تجاوزت نسبة الرمل 80%.
- تسهل التربة الرملية الزراعة، حيث تعزز من التهوية وتمنع تجمع المياه حول جذور النباتات، ما يقيها من التعفن.
- تتطلب معالجة مشكلة التصريف العالي باستخدام الري المنتظم.
- تفتقر هذه التربة إلى المواد العضوية بسبب عدم قدرة حبيبات الرمل على الاحتفاظ بالمغذيات، مما يجعل إضافة الأسمدة والمواد العضوية أمرًا ضروريًا لتحسين خصائصها.
- تعد مناسبة لزراعة النباتات ذات الدرنات مثل البطاطس، أو تلك التي تنمو تحت سطح الأرض كالبصل والفول السوداني.
التربة الصفراء
- تتكون من كميات متساوية من الطمي والطين.
- غنية بكميات كبيرة من الدبال.
- تتنوع حبيباتها بين الكبيرة والصغيرة.
- تتمتع بتماسك متوسط.
- تتميز بلون داكن نتيجة لارتفاع محتوى الدبال.
- تسجل خصوبة عالية بفضل غنى المغذيات والقدرة على الاحتفاظ بالمياه، مما يجعلها واحدة من أفضل أنواع التربة للزراعة.
- تناسب زراعة أشجار الفاكهة.
هناك أيضًا تصنيفات فرعية أخرى للتربة التي سنستعرضها تحت العناوين التالية:
التربة الطميية
تمثل مزيجًا بين التربة الرملية والطينية، حيث تجمع بين مزايا كلا النوعين. تُعتبر التربة الطميية ذات خصوبة عالية وتوفر تصريفًا جيدًا، وذلك بفضل احتوائها على نسبة مرتفعة من المواد العضوية واستعدادها للاحتفاظ بالمغذيات، مما يجعلها الأنسب للزراعة خاصة في زراعة الفواكه والخضروات.
التربة الطفالية
- تحتوي هذه التربة على تركيب وسيط بين الطينية والرملية.
- تشمل مزيجًا من الرمل والطين والغرين.
- تمتاز بنعومتها ولزوجتها، مما يسهل العمل بها.
- تتميز بنسيج قوي وتماسك جيد ومرونة عالية في حالتها الجافة.
- تمتاز بخاصية اللدونة التي تسمح بتشكيلها بسهولة.
- تتسم بالتلاحم عند جزيئاتها عند انخفاض الرطوبة، مما يؤدي إلى التكتل عند الجفاف.
- تتقلص عند الجفاف وتظهر تشققات عميقة عند فترات الجفاف الطويلة.
- تقل المسامية فيها مع ارتفاع درجات الحرارة.
- تستخدم في صناعة الطوب اللبني لأغراض البناء.
- تعتبر من بين أعلى أنواع التربة جودة للزراعة.
التربة الطباشيرية
- تتميز باحتوائها على حبيبات بيضاء كتلية ظاهرة.
- تعتبر تربة قلوية غنية بكربونات الكالسيوم، مما يجعلها غير مناسبة لزراعة النباتات الحامضية.
- تعتبر هذه التربة ضحلة ذات خصوبة منخفضة وتعرض للجفاف بسرعة في الظروف الحارة.
التربة الجفتية
- تُعرف لاحتوائها على كمية كبيرة من الجفت (المواد العضوية)، وتتمتع بطبيعة حمضية تعيق عملية تحلل المواد العضوية.
- تظهر فيها قلة العناصر الغذائية.
- تميل عمومًا للاحتفاظ بالرطوبة باستثناء المياه المتواجدة على سطحها، لكنها تجف بسرعة خلال فصل الربيع.
التربة الخُثية
- سُمّيت بناءً على احتوائها على كميات كبيرة من الخث (مادة عضوية نصف متفحمة).
- تحتوي على نسبة كبيرة من المواد العضوية.
- تمتاز بلونها الداكن.
- تحافظ على الرطوبة بشكل أفضل مقارنة ببقية أنواع التربة.
- تعتبر خيارًا مثالياً للزراعة، لكنها نادرة، وغالبًا ما تُستخدم لتحسين خصائص أنواع أخرى من التربة.
التربة البركانية
- تنشأ في المناطق ذات النشاط البركاني، وتتكون من الرماد والحمم البركانية والمواد الأخرى الناتجة عن الانفجارات البركانية.
- تشغل هذه التربة نسبة صغيرة جدًا من القشرة الأرضية (حوالي 1% أو أقل).
- تختلف في تركيبها الكيميائي بناءً على البركان الذي نشأت منه.
- تتواجد بكثرة في اليابان وإندونيسيا، كما تنتشر في المناطق ذات النشاط البركاني قرب البحر الأبيض المتوسط.
- تتميز بوفرة المعادن مثل الفوسفور والعناصر الغذائية اللازمة للنباتات.
- تتمتع بنفاذية جيدة للهواء وقدرة عالية على الاحتفاظ بالماء، لكنها تفقد خصوبتها تدريجيًا مع مرور الوقت.