قصيدة في حب الأم
يعبّر محمود درويش عن مشاعره بقوله:
أحنُّ إلى خبز أمي،
وقهوة أمي،
ولمسة أمي،
تتنامى فيَّ ذكريات الطفولة،
يومًا بعد يوم،
وأعشق حياتي لأني،
إذا متُ،
أخجل من دموع أمي.
خذني، إذا عدتُ يومًا،
وشاحًا ليدك،
وغطِّي عظامي بعشبٍ
تعمَّد من طهارة كعبك،
وشدّي وثاقي
بخصلات شعرك
بخيطٍ يلوح في ذيل ثوبك.
عساني أصيرُ إلهاً،
إذا ما لمستُ أعماق قلبك.
قصيدة خمس رسائل إلى أمي
يستهل نزار قباني قصيدته بكلمات دافئة:
صباح الخير يا حلوة،
صباح الخير يا قدّيسي.
مضى عامان يا أمي
على الطفل الذي أبحر
في رحلته الخيالية
وخبأ في حقائبه
صباح بلاده الأخضر
وأنجمها، وأنهارها،
وكل شقيقها الأحمر،
وخبأ في ملابسه
طعم نجتك والزعتر،
وليلكة دمشقية.
قصيدة أمي الشريعة والمقيم لها أبي
يقول الشاعر المكزون السنجاري:
أمي الشريعةُ والمقيم لها أبي،
وبنو بنيها كلهم إخواني.
أأعزُّ والدتي وأنكر والدي،
وإلى عدايَ أفرُّ من أعواني.
وأفرُّ من أُنسي إلى وحش الفلا،
إن كنتُ ذاك فلستُ بالإنسان.
قصيدة الأم
يحكي عبد الله البردوني عن عواطفه:
آه “يا أمي” وأشواك الأسى
تلهب الأوجاع في قلبي المذاب.
فيك ودعت شبابي والصبا،
وانطوت خلفي حلاوات التصابي.
كيف أنساك وذكراك على
سفر أيامي ككتاب في كتاب؟
إنّ ذكراك ورائي وعلى
وجهتي حيث مجيئي وذهابي.
كم تذكّرت يديك وهما
في يدي أو في طعامي وشرابي.
كان يضنيك نحولي وإذا
مستني البرد فزَنِداك ثيابي.
قصيدة أدنياي اذهبي وسواي أمي
يقول الشاعر أبو العلاء المعري:
أدنيايَ اذهبي وسوايَ أمي،
فقد ألممتِ ليتك لم تلُمّي.
وكان الدهر ظرفاً لا لحمدٍ
تُؤهلُه العقول ولا لذمِّ.
وأحسب سانحَ الإزميم نادى
ببين الحيِّ في صحراءِ زَمِّ.
إذا بكرٌ جنى فتوقَّ عُمراً،
فإن كليهما لأبٍ وأمٍ.
وخف حيوانَ هذه الأرض واحذر
مجيءَ النطح من روقٍ وجُمِّ.
وفي كلِّ الطباعِ طِباعُ نكرٍ
وليست جميعهن ذواتِ سمِّ.
قصيدة الأم والأوزار تتحملها
يقول الشاعر ابن الأبار البلنسي:
تقوى على الأمم والأوزار تحملُها،
ولست تقوى على تقواك محتملاً.
وكم توغلتَ في الإعجاب مشتملاً
بالجهل والحلم أسنى منه مشتملاً.
من شاء في غده مما جنى سلماً،
فلا يعف لابساً في يومه سملاً.
زهدت في الزهد مغتراً بفانيةٍ
أعراضها وعلقت الحرص والأملا.
ولو أنفت من الأوصاف واصمَها
عند الأنام ألفت العلم والعمَلا.
قصيدة أريقي الدمع يا مقلي أريقي
يقول الشاعر اللواح:
أريقي الدمع يا مقلي أريقي
على أمي وابن أخي الشقيق.
ويا حسرات نفسي لا تأتي
ردافًا بالزفير وبالشهيق.
ويا كبدي بنار الحزن ذوبي،
ويا روحي لشوقهم فسوقي.
لقد أخذ الحزن التمام مني،
وأولاني السرور من المحوق.
أفيقي ويك عاذلتي أفيقي،
فما أنا من بكاي بمستفيق.
لقد نسق البكاء علي حزني
بابن أخ وأم بي شفيق.
قصيدة لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
يقول الفرزدق:
لعمري لئن كان ابن أمي دعت به
شعوبٌ من الأحداث ذات ضرير.
لقد كان معجالًا قراه وجاره
أعز من العصماء فوق ثبير.
أخي ما أخي ما من أخٍ كان مثله
ليلتي ريح للقِرى ونصير.
مختارات شعرية عن الأم
نقدم لكم مجموعة من الأبيات الشعرية التي تكرم الأم فيما يأتي:
- يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:
الأمُ تَلثُمُ طفلها وتضمه،
حرمٌ سمائيّ الجمال مقدس.
تتألّهُ الأفكارُ وهي جِوارَهُ،
وتعود طاهرةً هناك الأنفس.
حرَمُ الحياةِ بطهرها وحنانها،
هل فوقه حرمٌ أجل وأقدس؟
بوركتَ يا حرَمَ الأمومة والصبا،
كم فيكَ تكتمل الحياة وتقدس.
- يقول الفرزدق:
لا فضل إلا فضل أمٍ على ابنها،
كفضل أبي الأشبال عند الفرزدق.
تداركتني من هوّةٍ كان قعرها
ثمانين باعاً للطويل العشنق.
إذا ما ترامت بامرئٍ مشرِفاتها
إلى قعرها لم يدري من أين يرتقي.
طليق أبي الأشبال أصبحت شاكراً
له شعر نعما فضلُها لم يُرنقِ.
- يقول أبو فراس الحمداني:
أيا أمَّ الأسير سقاك غيثٌ
بكرهٍ منك ما لقيَ الأسير.
أيا أمَّ الأسير سقاك غيثٌ
تحيرَ لا يقيم ولا يسير.
أيا أمَّ الأسير سقاك غيثٌ
إلى من بالفدا يأتي البشير.
أيا أمَّ الأسير لمن تُربّى
وقد متِ الذوائب والشعور.
إذا ابنُكِ سارَ في برٍ وبحرٍ
فمن يدعو له أو يستجير.
حرام أن يبيت قرير عينٍ
ولؤم أن يُلمَّ به السرور.
وقد ذُقتِ الرزايا والمنايا
ولا ولدٌ لديكي ولا عشير.
وغابَ حبيبُ قلبك عن مكانٍ
ملائكةُ السماءِ به حضور.
ليبكيكِ كل يومٍ صمتِ فيهِ
مصابرةً وقد حميَ الهجير.
ليبكيكِ كل ليلٍ قمتِ فيهِ
إلى أن يبتدى الفجر المنير.
ليبكيكِ كل مضطهدٍ مخوفٍ
أجرتيه وقد عزَّ المُجير.