هل هناك أطعمة تعزز حساسية الإنسولين؟
أظهرت بعض الدراسات أن إجراء تغييرات في النظام الغذائي يمكن أن يسهم في تحسين حساسية الإنسولين. فيما يلي بعض الأطعمة التي قد تساعد في تحقيق ذلك:
الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان
تمتاز الألياف القابلة للذوبان بقدرتها على تشكيل مادة هلامية عند ذوبانها في الماء. من بين الأطعمة الغنية بهذا النوع من الألياف نجد: الشوفان، البازلاء، الفاصولياء، التفاح، الحمضيات، الجزر، الشعير، وبذر القطونة. وقد أظهرت دراسة صدرت في مجلة British Journal of Nutrition عام 2012، والتي شملت 264 امرأة، ارتباط تناول كميات كبيرة من الألياف القابلة للذوبان بشكل قوي بتقليل مستويات مقاومة الإنسولين لدى النساء، وهو ما يمكن أن يكون مرتبطًا باختلافات في النشاط البدني ونسبة الدهون في الجسم.
تجدر الإشارة إلى أن الألياف القابلة للذوبان تساهم في تغذية البكتيريا المفيدة في الأمعاء، والتي ترتبط بتحسين حساسية الإنسولين. وقد أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature عام 2016 أن هذه البكتيريا تساعد في تحسين مقاومة الإنسولين وتقليل مخاطر حدوث اضطرابات التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية الشائعة.
الخضروات والفواكه
تعتبر الفواكه والخضروات مصادر غنية بالمغذيات، ولها تأثيرات إيجابية ملحوظة على الصحة العامة، وبخاصة الأنواع ذات الألوان الزاهية، لما تحتويه من مركبات نباتية ذات خصائص مضادة للأكسدة، التي تعمل على تحييد الجذور الحرة الضارة المسببة للالتهابات في الجسم. العديد من الدراسات أظهرت أهمية الأنظمة الغذائية الغنية بالمركبات الكيميائية في زيادة حساسية الإنسولين.
في دراسة نُشرت في مجلة American Journal of Physiology, Endocrinology and Metabolism عام 2013، تم الإشارة إلى أن استهلاك الأطعمة الغنية بمركبات البوليفينول يساهم في تقليل المضاعفات المرضية والاضطرابات الأيضية المرتبطة بمقاومة الإنسولين. وقد تم التوصية بتناول 1.5-2 كوب من الفواكه و2-3 أكواب من الخضروات يوميًا كجزء من نمط الحياة الصحي، وفقًا لإرشادات التغذية بناءً على العمر والجنس.
الحبوب الكاملة
دراسة نشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2003، والتي شملت 978 بالغًا، أظهرت أن تناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة مرتبط بزيادة حساسية الإنسولين. تتضمن الحبوب الكاملة: دقيق القمح الكامل، البرغل، الشوفان، دقيق الذرة من الحبوب الكاملة، والأرز البني.
أعشاب لتعزيز حساسية الإنسولين
بعض الأعشاب قد تساعد في تحسين حساسية الإنسولين، لكن يجب التشديد على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، فليست جميع المنتجات الطبيعية آمنة كما يعتقد البعض. تعتبر الأدوية العشبية غير خاضعة للاختبارات نفسها التي تخضع لها الأدوية المنتظمة، وبعض الأعشاب قد تسبب أضرارًا أو تتداخل مع الأدوية الأخرى. ومن الأعشاب التي قد تساهم في ذلك ما يلي:
الحلبة
أثبتت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Association of Physicians of India عام 2001، أجريت على 25 مريضًا تم تشخيصهم حديثًا بمرض السكري من النوع الثاني، أن استخدام بذور الحلبة يسهم في تحسين السيطرة على مستويات السكر في الدم وتخفيف مقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى تأثيراتها الإيجابية على مستويات ثلاثي غليسيريد الدم.
الكركم
تشير دراسة على الحيوانات نُشرت في مجلة National Library of Medicine عام 2019 إلى أن الكركمين يمكن أن يعزز حساسية الإنسولين في العضلات، الكبد، والأنسجة الدهنية. كما يساعد في زيادة امتصاص الجلوكوز وإفراز الإنسولين في الدم، مما يعزز التحكم في مستويات السكر في الدم. ومع ذلك، تظل هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم هذا التأثير عند البشر.
الزنجبيل
أشارت دراسة نُشرَت في مجلة Complementary Therapies in Medicine عام 2014، والتي تضمنت 88 مصابًا بمرض السكري، إلى أن تناول 3 كبسولات تحتوي على 1 غرام من مسحوق الزنجبيل يوميًا لمدة 8 أسابيع يساعد في تقليل مستويات السكر الصيامي والسكر التراكمي، بالإضافة إلى تحسين مؤشرات مقاومة الإنسولين.
الثوم
في دراسة نشرت في مجلة Nutrition & Metabolism عام 2011 على الفئران، لوحظ أن تناول الثوم النيء يساعد في تحسين حساسية الإنسولين ويقلل من متلازمة التمثيل الغذائي والإجهاد التأكسدي.
القرفة
تشير الدراسات إلى أن مستخلصات القرفة تزيد من امتصاص الجلوكوز وتكوين الجلايكوجين، مما قد يزيد من حساسية الإنسولين، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Diabetes Care عام 2003.
مكملات غذائية لتعزيز حساسية الإنسولين
يمكن أن تسهم المكملات الغذائية، بالإضافة إلى تغييرات في النظام الغذائي، في تحسين حساسية الإنسولين. ومن المكملات التي يمكن أن تساعد في ذلك:
الأوميغا-3 والبروبيوتيك
دراسة نشرت في مجلة Mediators of Inflammation عام 2014 أظهرت أن تناول البروبيوتيك مع الأوميغا-3 يؤدي إلى تحسين ملحوظ في مستويات الكوليسترول الجيد (HDL) و حساسية الإنسولين، ويقلل الالتهابات في الأمعاء لدى الأفراد الذين يعانون من انخفاض مستويات الكوليسترول الجيد وزيادة مقاومة الإنسولين.
المغنيسيوم
أفادت مراجعة نُشرت في مجلة Pharmacological Research عام 2016 أن تناول مكملات المغنيسيوم لمدة 4 أشهر يؤدي إلى تحسن كبير في مستويات السكر الصيامي لدى كل من مرضى السكري وغير المصابين به، ويساعد كذلك في تحسين اضطرابات التمثيل الغذائي للجلوكوز.
الريسفيراترول
يُعتبر الريسفيراترول مكونًا طبيعيًا يتواجد في قشرة العنب الأحمر. دراسة نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2014 أفادت بأن الريسفيراترول يعزز من التحكم في الجلوكوز وحساسية الإنسولين لدى مرضى السكري، ولكن لم يكن له تأثير ملحوظ على نسبة السكر في الدم لدى الأصحاء. ومن الضروري إجراء المزيد من الدراسات عالية الجودة لتقييم الفوائد المحتملة للريسفيراترول.
نصائح لزيادة حساسية الإنسولين
يمكن أن تسهم تغييرات أسلوب الحياة في تعزيز حساسية الإنسولين، ومن هذه التغييرات:
- ممارسة المزيد من الأنشطة البدنية: أظهرت مراجعة نشرت في مجلة Annals of Physical and Rehabilitation Medicine عام 2019 أن التمارين المنتظمة تؤثر إيجابيًا على مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
- الحصول على نوم كافٍ: دراسة نُشرت عام 2015 في مجلة Sleep بينت أن النوم لفترات أطول يحسن من حساسية الإنسولين أثناء الصيام لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نوم.
- فقدان الوزن: قد يؤثر الوزن الزائد، وخاصة في منطقة البطن، سلبًا على حساسية الإنسولين. لذا، فإن فقدان الوزن قد يساعد في تحسين حساسية الإنسولين. أظهرت دراسة نشرت في مجلة American Journal of Preventive Medicine عام 2011 أن فقدان الوزن، سواءً كان مصحوبًا بممارسة الرياضة أو بدونها، يحسن الماء كثيرًا من مقاومة الإنسولين لدى النساء الأكبر سنًا والصغار بعد انقطاع الطمث.
فهم الإنسولين
الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس لمساعدة الخلايا في استخدم الجلوكوز. عند عدم قدرة الجسم على إنتاجه أو استخدامه بشكل صحيح، يمكن استخدام الإنسولين المصنع للمساعدة في التحكم في مستويات السكر في الدم.
تشير حساسية الإنسولين إلى مدى استجابة خلايا الجسم لهرمون الإنسولين. إذا كانت الحساسية مرتفعة، يمكن للخلايا استخدام الجلوكوز بكفاءة، مما يخفض من نسبته في الدم. بينما تشير المقاومة المنخفضة للإنسولين إلى وجود مقاومة. يمكن أن تؤدي التحسينات في نمط الحياة والنظام الغذائي إلى تعزيز حساسية الإنسولين.