الحمل
عندما يتم تخصيب البويضة في قناة فالوب بواسطة الحيوان المنوي، تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم حيث تبدأ عملية انغماسها في بطانة الرحم. قد تترافق هذه العملية مع نزيف خفيف وإطلاق هرمونات تعمل على منع الجسم من رفض البويضة المخصبة والجنين. في الأعوام الأولى من الحمل، تستشعر المرأة تغييرات جسدية وعاطفية كبيرة ومتنوعة. تتضمن هذه التغييرات أعراضًا شائعة يمكن توقعها، مثل الانتفاخ وتجمع السوائل، وأخرى نادرة مثل اضطرابات الرؤية. يُعتقد أن السبب الرئيسي وراء هذه الأعراض هو التغيرات الهرمونية التي يشهدها جسم المرأة.
أعراض الحمل في الأسبوعين الأول والثاني
تختلف الأعراض الأولية للحمل من امرأة لأخرى، ولا تزال العوامل تختلف أيضًا لدى نفس المرأة بين حمل وآخر. من الجدير بالذكر أن الأعراض الأولية قد تتشابه مع الأعراض التي قد تشعر بها المرأة خلال فترة الحيض، مما قد يصعب تمييزها في حال حدوث الحمل. وعلى الرغم من أن هذه الأعراض قد تشير إلى الحمل، إلا أن الوسيلة المؤكدة للتأكد من حدوث الحمل هي إجراء اختبار الحمل. إليكم أبرز الأعراض الأولية للحمل في الأسبوعين الأول والثاني:
- التنقيط الدموي: قد يظهر نزيف مهبلي خفيف على شكل بقع نتيجة انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. قد تعاني بعض النساء من تقلصات خفيفة في هذه الفترة، أو في موعد الدورة الشهرية. كما قد يظهر إفرازات بيضاء حليبية نتيجة سماكة جدار المهبل، والتي قد تستمر طوال فترة الحمل، لكن ينبغي مراجعة الطبيب إذا كانت هذه الإفرازات مصحوبة برائحة غير مرغوبة أو حكة.
- ألم وانتفاخ الثديين: تُعزى التغيرات الهرمونية في بداية الحمل إلى انتفاخ الثديين والشعور بالألم فيهما. قد تلاحظ بعض النساء زيادة في وزنهما وامتلائهما، بينما قد يصبح لون المنطقة المحيطة بالحلمة أغمق.
- الإرهاق الشديد: يعتبر الإرهاق العميق من علامات الحمل المبكر الشائعة، ويتسبب به ارتفاع هرمون البروجسترون بالإضافة إلى انخفاض مستويات السكر في الدم أو ضغط الدم. لذا، من المهم أن تحظى المرأة الحامل بالراحة وتتناول غذاءً غنياً بالبروتين والحديد.
- غياب الدورة الشهرية: يُعتبر غياب الدورة الشهرية من أكثر الأعراض وضوحاً التي تحث النساء على إجراء اختبار الحمل. ومع ذلك، يتعين الإشارة إلى أن غياب الدورة ليس السبب الوحيد. قد يكون هناك أسباب أخرى، بما في ذلك التغيرات الهرمونية أو التوقف عن تناول حبوب منع الحمل.
- الغثيان: يُعرف بالغثيان الصباحي، والذي قد يظهر في أي وقت من اليوم ولكنه غالباً ما يكون أكثر شيوعاً في الصباح. ليس جميع النساء يعانين من هذا العرض أثناء الحمل.
- كثرة التبول: تزداد عدد مرات التبول لدى المرأة الحامل، مما قد يؤدي إلى الحاجة للتبول أثناء الليل.
- الإمساك: يرتبط الإمساك بارتفاع نسبة هرمون البروجسترون، مما يبطئ حركة الأمعاء. يُنصح بشرب المزيد من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالألياف، وممارسة بعض التمارين الرياضية.
- التقلب المزاجي: هي من الأعراض الشائعة خلال فترة الحمل، خاصة في بداياته، حيث تُعزى التغييرات المزاجية إلى التغيرات الهرمونية.
- الشعور بآلام متعددة في الجسم: مثل صداع خفيف وآلام في أسفل الظهر، وكلاهما يعتبران من الأعراض الشائعة خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
- الإغماء: قد تعاني بعض النساء من دوخة وإغماء بسبب انخفاض ضغط الدم أو مستوى السكر في الدم، أو نتيجة لتوسع الأوعية الدموية بسبب التغيرات الهرمونية.
- النفور من بعض الأطعمة: يحدث هذا النفور بسبب زيادة هرمون الإستروجين، مما يعزز تجنب بعض الأطعمة أو الروائح، وقد يقابله رغبة في أطعمة جديدة لم تكن ترغب بها من قبل.
- انتفاخ البطن: يعود انتفاخ البطن إلى التغيرات الهرمونية الناتجة عن الحمل، ويشبه الانتفاخ الذي قد تشعر به المرأة قبل بدء الدورة الشهرية.
- احتقان الأنف: يرتبط احتقان الأنف أيضاً بارتفاع مستويات الهرمونات وزيادة كمية الدم، مما يسبب تورم الأغشية المخاطية، وقد ينتج عنه جفاف ورعاف أو انسداد في الأنف.
- ضيق التنفس: يتسبب ارتفاع هرمون البروجسترون في الكفاءة التنفسية للرئة، مما يزيد من احتياج الجسم للأكسجين ويؤدي إلى ضيق في النفس مع تقدم الحمل.
فحوصات الحمل
عند ملاحظة أي من الأعراض المذكورة أعلاه، ينبغي التأكد من وجود الحمل من خلال زيارة الطبيب أو استخدام اختبارات الحمل المنزلية. يُفضل إجراء هذه الاختبارات بعد اليوم الأول من غياب الدورة الشهرية، وينصح الانتظار لمدة أسبوع على الأقل لضمان دقة النتائج. وفيما يلي توضيح مختصر حول أنواع اختبارات الحمل:
اختبار الحمل المنزلي
يمكن إجراء هذا الاختبار منذ اليوم الأول لغياب الدورة الشهرية، ويعتمد على قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) في البول. يرتفع مستوى هذا الهرمون خلال الحمل، مما يؤدي إلى تغيير لون عصا الاختبار أو الإشارة الموجودة عليه. من المهم استخدام هذا الاختبار وفقًا لتعليمات الاستخدام لضمان دقة النتائج.
اختبار الدم
يتم إجراء اختبار الدم بناءً على طلب الطبيب في المختبرات المتخصصة، ويكشف عن هرمون الحمل في الدم. ينقسم اختبار الدم إلى نوعين:
- اختبار الدم النوعي: يكشف عن وجود هرمون الحمل في الدم أو عدمه، ويعطي إجابة بنعم أو لا.
- اختبار الدم العددي: يقدم قياسات دقيقة لمستوى هرمون الحمل في الدم، ويعتبر من الاختبارات الأكثر دقة، وغالبًا ما يكون أعلى تكلفة من الاختبار النوعي أو اختبار البول.