يُعتبر غياث بن غوث، المعروف بلقب الأخطل، واحدًا من أبرز الشعراء في العصر الأموي. في هذا المقال، سنستعرض شرح قصيدته الشهيرة “خف القطين”، حيث يشار إلى الأخطل بألقاب عديدة مثل “الشاعر مصقول الألفاظ”، وتتنوع الآراء حول دوافع تسميته بهذه الأسماء. بالإضافة إلى قصيدته “خف القطين”، لديه العديد من الأعمال الشعرية المعروفة. سنتناول أيضًا من هو أبو الأخطل في الفقرات التالية.
ما الذي أدى إلى تسمية الأخطل بهذا الاسم
تختلف الروايات حول السبب الحقيقي لتسمية الشاعر غياث بالأخطل. بينما يشير البعض إلى أن ذلك يعود إلى تلعثمه في الكلام أو ما يمكن وصفه باضطراب لسانه، يرى آخرون أن الاسم يرجع إلى طول أذنيه. ومع ذلك، لا توجد رواية ثابتة تؤكد سبب التسمية. يمتلك الأخطل ألقابًا أخرى مثل “ذو الصليب” و”ذو العباية” و”دوبل”.
شرح قصيدة خف القطين
تُعتبر قصيدة “خف القطين” من بين الأشعار الأكثر شهرة التي أوردها الأخطل، حيث قدّم فيها مدحًا لعبد الملك بن مروان. يبدأ الشاعر في مقدمة غزلية، حيث يصف دیار المحبوبة ويشير إلى مغادرتهم السريعة لها، مما يشير إلى صعوبة رحلتهم. وقد أفرغت هذه الديار من سكانها بسبب الحب العميق الذي يحمله الشاعر لإحدى الفتيات.
كانت من أبرز العادات العربية القديمة أن يكتم الناس مشاعرهم ولا يصرحوا بحبهم سوى بالاسم. لأن معرفة أهل الفتاة بحب شاب لها قد تؤدي إلى معاقبتها، مما يدفعهم إلى الخروج من الديار. بالفعل، ترك أهل الفتاة بعد أن تأكدوا من الفضيحة، وعاقبوا الشاعر أيضًا. يعبّر الشاعر عن حالته التي دفعته إلى شرب الخمر لينسى الآلام الناجمة عن الفراق، ويصف لنا كيف أخرت الخمرة عقله وساهمت في تخفيف همومه. أصبح قلبه معذبًا بفقدان محبوبته.
يتحدث الأخطل عن شوقه الجارف وعشقه الكبير، مشيرًا إلى أنه تبع أهل المحبوبة في تنقلاتهم، إلا أنهم هربوا منه لتحاشي العقاب، وكان يتمنى أن يلمس محبوبته، لكن ذلك كان ممنوعًا. كما يعبّر عن دهشته من سلوك النساء، حيث وإن كن ضعيفات فإنهن يُسحرن أقوى الرجال بحبهن.
الأفكار الرئيسية في قصيدة خف القطين للأخطل
تعددت الأفكار التي تناولتها قصيدة “خف القطين”، حيث أوضح الأخطل من خلالها مجموعة من الأبعاد الدلالية، أهمها:
- الغزل ومدح ديار المحبوبة، وتأثير الفراق على العاشق.
- وصف الرحلة والغرض منها المتمثل في لقاء الممدوح، وإنهاء المعاناة لأجله.
- مدح عبد الملك بن مروان (الخليفة الأموي) والتغني بصفاته.
- الاحتفاء بالبيت الأموي من خلال إبراز صفاته الإيجابية الخالدة عبر التاريخ.
- دعوته للأمويين للاحتراس من الأعداء الذين يحملون حقدًا على نجاحاتهم.
- إبراز انتصارات الأمويين وفضح أعدائهم سواء كانوا قادة أو قبائل.
قصائد الأخطل
برز الأخطل في العديد من الفنون الشعرية من مدح وذم وغزل، حيث يُؤلف ما يقارب 157 قصيدة، من أشهرها:
- قصيدة “أتاني ودوني الزابيان كلاهما.”
- قصيدة “أتعرف الدار أم عرفان منزلة.”
- قصيدة “ما يضير البحر أمسى زاخرا.”
- قصيدة “قد غرهم مني لئيم جنبا.”
- قصيدة “أتعرف من أسماء بالجد روسما.”
لقد تميز الأخطل في فن المدح والهجاء، مشيرًا إلى كيفية استخدام الخمر كوسيلة للتخفيف عن همومه وتسهيل نسيان فراق محبوبته. ومع ذلك، تعرض لنقد من شعراء النقاد الذين اعتبروا قصائده مبتذلة وقاسية مقارنةً بشعر جرير، مُشددين على أن أسلوبه يعد أقل تطورًا من الناحية الثقافية واللغوية.