أنسب الأوقات لرمي الجمرات في الحج

رمي الجمرات

يتفق العلماء على أن الوقت المحدد لرمي جمرة العقبة وفق السنة يبدأ من بعد شروق شمس اليوم العاشر من ذي الحجة، ويمتد حتى زوال الشمس. كما يمكن الرمي بعد الزوال حتى الغروب. وبخصوص رمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، فإنه يبدأ أيضاً من زوال الشمس وينتهي عند غروبها. يتم توضيح ذلك على النحو التالي:

أيام رمي الجمرات

يقوم الحاج برمي الجمرات في أوقات محددة خلال أيام حجه، كما هو موضح أدناه:

  • رمي جمرة العقبة

يقطع الحاج التلبية مباشرة بعد رمي جمرة العقبة في يوم النحر، وهو اليوم الأول من أيام عيد الأضحى المبارك.

  • رمي الجمرات الثلاث

يقوم الحاج برمي الجمرات الثلاث؛ الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، بسبع حصيات في كل يوم من أيام التشريق الثلاثة. هذه الأيام تلي يوم النحر، حيث يبيت الحاج في منى لتأدية رمي الجمرات. وقد سميت بأيام التشريق لأن الناس كانوا يقومون بتعريض لحوم الأضاحي للشمس لتجفيفها.

أول وقت لرمي الجمرات

أول وقت لرمي جمرة العقبة

هناك آراء متعددة بين الفقهاء حول بداية وقت رمي جمرة العقبة، والتي تتلخص في قولين كما يلي:

  • القول الأول: يرى الحنفية والمالكية أن وقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الفجر.
  • القول الثاني: يذهب الشافعية والحنابلة إلى أن بداية رمي جمرة العقبة يكون بعد منتصف ليلة النحر، ويستندون في ذلك إلى حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أرسل النبي -صلى الله عليه وسلم- بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر، ثم مضت فأفاضت).

أول وقت لرمي الجمرات الثلاث

تتفق جميع الآراء العلمية على أن وقت رمي الجمرات الثلاث؛ الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، يبدأ بعد زوال الشمس، استناداً إلى ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، حيث قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: (سألت ابن عمر -رضي الله عنهما- متى أرمي الجمار؟ قال: إذا رمى إمامك، فارمه. فأعدت عليه المسألة، فقال: كنا نتحين فإذا زالت الشمس رميتنا).

آخر وقت لرمي الجمرات

آخر وقت لرمي جمرة العقبة

تعددت آراء أهل العلم حول آخر وقت لرمي جمرة العقبة، وتتلخص هذه الآراء في ثلاثة أقوال:

  • القول الأول: يرى الحنفية وريق من الشافعية أن وقت رمي جمرة العقبة يمتد إلى الفجر الثاني من يوم النحر، استناداً إلى ما ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- في حديث البخاري.
  • القول الثاني: يذهب المالكية إلى أن وقت رمي جمرة العقبة يمتد إلى غروب شمس يوم النحر، ويعتبر الرمي ليلاً قضاءً.
  • القول الثالث: يرى الحنابلة وريق من الشافعية أن وقت رمي جمرة العقبة يمتد إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، ويكون أداءً لا قضاءً، لأن جميع هذه الأوقات مخصصة للرمي.

آخر وقت لرمي الجمرات الثلاث

تعددت مذاهب الفقهاء في تحديد نهاية وقت رمي الجمرات الثلاث، حيث يوجد ثلاثة أقوال هي كما يلي:

  • القول الأول: يرى الحنفية أن وقت الرمي في كل يوم ينتهي بطلوع فجر اليوم التالي.
  • القول الثاني: يذهب المالكية إلى أن وقت الرمي في كل يوم من أيام التشريق ينتهي بغروب الشمس.
  • القول الثالث: يرى الشافعية والحنابلة وأبو يوسف ومحمد من الحنفية أن وقت الرمي ينتهي بآخر أيام التشريق، باعتبارها يوماً واحداً.

حكم رمي الجمرات في الحج

يعتبر رمي الجمرات واجباً من واجبات الحج، ويجب تأديته بعد الإحرام والوقوف بعرفة. ويلزم الحاج دفع الفدية إذا ترك أداء هذا الركن. يتم الرمي في يوم العيد وأيام التشريق؛ حيث تُرمى جمرة العقبة في يوم العيد، وفي أيام التشريق؛ فيما يُعرف بالأيام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة، حيث يتم رمي الجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى، ويكون الرمي لكل منها بسبع حصيات.

حكم تأخير رمي الجمرات

تباينت آراء الفقهاء بشأن حكم تأخير رمي الجمرات، وفيما يلي ملخص لكلمات كل مذهب:

  • الحنفية

يرون جواز تأخير رمي الجمرات إلى الليل، وقبل طلوع الفجر، كما أجاز الإمام أبو حنيفة الرمي قبل زوال الشمس في اليوم الثالث من أيام التشريق.

  • المالكية

يعتبرون أن تأخير رمي الجمرات إلى الليل يُعد قضاءً، إذ يجب الرمي نهاراً، وينتج عن التأخير فرض الفدية على الحاج.

  • الشافعية

يرون أن وقت الرمي هو من زوال الشمس إلى غروبها، ويجوز تأخيره إلى اليوم التالي دون أي تبعات.

  • الحنابلة

يقولون بعدم جواز الرمي ليلاً إلا للرعاة والسقاة.

حكم تعجيل رمي الجمرات

يجوز للحاج التعجيل برحيله بعد رمي جمرات اليوم الثاني من أيام التشريق، وهو ما يُسمى بالنفر الأول، الذي ذُكر في قوله تعالى: (فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ). ومع ذلك، ذهب الفقهاء إلى تباين الآراء بشأن وقت النفر الأول؛ حيث يتيح الحنفية ذلك حتى يشرق فجر اليوم الرابع من أيام الرمي، بينما يوافق الشافعية والمالكية والحنابلة على جواز النفر الأول قبل غروب الشمس في اليوم الثاني من أيام التشريق، أي الثالث من أيام الرمي.

إذا غابت الشمس قبل خروج المُتعجل، يُلزم عليه المبيت لرمي جمرات اليوم الرابع. كما أباح الشافعية التعجل قبل غروب الشمس لمن أكمل أعماله، وبدأ السير قبل الغروب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *