أفضل توقيت لممارسة التمارين الرياضية: قبل تناول الطعام أم بعده؟

يمارس العديد من الأشخاص التمارين الرياضية في الصباح الباكر، مثل الجري في الساعة السادسة صباحاً، لتعزيز صحتهم ونشاطهم.

بعضهم يتنافس في ممارسة الرياضة في الصباح، مما يمنحهم حافزاً لبقية اليوم، بينما الآخرين يفضلون ممارسة النشاط البدني قبل الظهر، ومنهم من يستمتع بالمشي حول المنزل بعد العشاء.

أي الأوقات هو الأمثل لممارسة التمارين الرياضية: قبل الطعام أو بعده؟

يتساءل العديد من الأفراد عن أفضل الأوقات لممارسة التمارين. لكن، هل يوجد فعلاً وقت محدد يكون فيه التمرين أفضل؟

الحقيقة هي أنه لا توجد أدلة قوية تشير إلى أن الجسم يحرق السعرات الحرارية بشكل أكثر كفاءة في أوقات معينة من اليوم.

ومع ذلك، يمكن أن يؤثر وقت التمرين على شعورك أثناء الأداء، وهو ما يعتبر أهم عامل وفقاً للخبراء.

يجب عليك اختيار الوقت الذي تستطيع الالتزام به ويكون مناسبًا لك، بحيث تصبح ممارسة الرياضة جزءاً من روتينك اليومي. أفضل وقت للتدريب هو ذلك الوقت الذي يمكنك جعله عادةً دائمة.

يجب أن تشعر بالراحة والصفاء الذهني، حيث أن الهدف الرئيسي هو تحسين لياقتك البدنية.

عندما تكون في مزاج جيد، فإنك ستؤدي التمارين بشكل أفضل، حيث تحدث أكبر التغيرات الفسيولوجية بناءً على حالتك النفسية.

إذا كان لديك جدول زمني مرن، يمكنك البحث في أوقات التمارين المناسبة في الصباح أو المساء.

فيما يلي أفضل ثلاثة أوقات لممارسة التمارين حسب أهدافك.

عندما تكون معدتك فارغة

في الصباح قبل الإفطار، يُحتمل أن يستفيد جسمك من مخزون الدهون كطاقة أثناء التمارين الهوائية.

يمكنك تدريب جسمك ليصبح أكثر كفاءة في استغلال هذه الطاقة، رغم أن هذا الأمر يبدو مجديًا في النظري ولكنه قد لا يكون ممتعًا في الممارسة.

لن تحصل على الفوائد المرجوة ما لم تمارس تمارين عالية الكثافة مثل الجري أو ركوب الدراجات لمسافات طويلة.

قد تكون التمارين ذات الكثافة المنخفضة ذات فوائد إضافية إذا أُجريت في الصباح على معدة فارغة.

وهناك ميزتان إضافيتان لممارسة الرياضة في الصباح الباكر: يمكن أن تقلل من شهيتك وتساعدك في أن تكون أكثر نشاطًا بدنيًا طوال اليوم.

بالإضافة إلى ذلك، قد يزيد التعرق في الصباح من جودة نومك في وقت لاحق، وهو أمر مهم حيث يرتبط النوم الكافي بفقدان الدهون، إذا كنت تسعى لإنقاص وزنك.

عندما ترتفع درجة حرارة جسمك

تنخفض درجة حرارة جسمك أثناء النوم، مما قد يجعلك تستيقظ وتفتقر للمرونة الكاملة لأداء التمارين.

تزدحم الأقراص بين فقراتك بالسوائل أثناء النوم، مما يزيد من خطر الإصابة عند ممارسة الرياضة. لذلك، من الأفضل الانتظار لمدة ساعة على الأقل بعد الاستيقاظ قبل البدء بالتمارين.

هذا مهم بشكل خاص إذا كنت تعاني من آلام الظهر، وإذا استطعت الانتظار حتى وقت لاحق من اليوم، سيكون ذلك أفضل.

ترتفع حرارة الجسم على مدار اليوم وتبلغ ذروتها بين الساعة 4:00 و6:00 مساءً، وكذلك تزداد القوة العضلية خلال فترة ما بعد الظهر والمساء.

لذلك إذا كنت تسعى لتحقيق أقصى مكاسب في القوة، من الأفضل أن تحدد وقتاً للتمرين بعد انتهاء العمل، أو حتى خلال استراحة الغداء.

عندما تكون مخازن الجليكوجين ممتلئة

يتم تجديد الجليكوجين من خلال الكربوهيدرات، وينفد بسرعة أثناء التمرين. هذا يعني أن مستوى الجليكوجين يتقلب طوال اليوم ويكون أعلى بعد تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات.

اعتمادًا على جدول طعامك، قد يكون جسمك مستعدًا لممارسة التمارين في وقت متأخر من الصباح، أو بعد الظهر، أو حتى في المساء.

في الليل، يمكن لجسمك تخزين الجليكوجين، مما يجعلك قادراً على التدرب في الصباح قبل الإفطار وما زلت تمتلك طاقة كافية لأداء التمارين. لكن هذا يُعتبر سيناريو نظري.

معظمنا، خاصةً عند التمرن بجدية، نستخدم مخزون الجليكوجين المتبقي من اليوم السابق.

هذه التدريبات المبكرة صباحاً يمكن أن تؤدي إلى ما يسمى “البونك”، وهو ما يحدث عند نفاد الجليكوجين من الجسم، مما يمنعك من مواصلة التمارين بشكل فعّال.

كيفية العثور على أفضل وقت لممارسة الرياضة

ليس من الضروري أن تكون خبيرًا في إيقاعات الساعة البيولوجية لتحديد أفضل وقت للتمرين.

جرّب ممارسة التمارين في أوقات مختلفة من اليوم، مثل الصباح لمدة بضعة أسابيع، ثم حاول في منتصف النهار، مرة أخرى في المساء، ولاحظ ما الذي تشعر بأنه يناسبك أكثر.

فكر أيضًا في نوع التمرين والالتزامات اليومية الأخرى. ابحث عن الوقت الذي يمكنك من جعل التمارين جزءًا منتظمًا ومتسقًا من حياتك، وهذا هو الأمر الأكثر أهمية.

هل من المقبول ممارسة التمارين قبل النوم؟

إذا كان الوقت المتبقي قبل النوم هو الوقت الوحيد الذي تشعر فيه بالراحة لممارسة التمارين، يجب عليك تجنب ذلك على الأرجح، لأن أي تمارين مباشرة قبل النوم قد تؤثر على جودة نومك.

غالبًا ما يجد الناس صعوبة في النوم بعد ممارسة التمارين بسبب تأثيرها على مستويات الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم.

هذا ليس مثاليًا لأن النوم يعتبر بالغ الأهمية لعملية التعافي الصحي للجسم.

أيضًا، تفرز الجسم معظم الهرمونات التي تعزز الأداء وقت النوم، لذلك يجب عليك تجنب أي عوامل تؤثر على قدرتك على النوم.

التمارين تتطلب أيضًا الكثير من العناصر الغذائية، ويتم استنزافها ليلاً، خصوصًا إذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا صارمًا.

وإذا كنت تحاول إنقاص وزنك، فإن ممارسة التمارين ثم عدم تناول الطعام للتعافي قبل النوم تعرض صحتك لمخاطر أكبر.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *