الأسباب وراء الخوف من الله
هناك عدة أسباب تدفع المسلم إلى الشعور بالخوف من الله سبحانه وتعالى، ومن أبرزها ما يلي:
- الخوف من عدم القدرة على التوبة قبل الموت، وكذلك الخشية من التقصير في حق الله والانشغال عنه بشيء آخر.
- الخوف من الوقوع في المعاصي، والخشية من النهاية السيئة.
- تذكر أهوال القبر وصعوبات يوم القيامة.
- الخوف من عدم القبول، حيث قال تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، بالإضافة إلى الخوف من الرياء والخذلان في الطاعات.
- تأمل عظمة الله وجلاله، والخوف من عقابه وما أسداه للعارفين بالله في الدنيا والآخرة.
- العلم بمعرفة الله وصفاته؛ فقد وردت الكثير من الأدلة التي تثبت أن المعرفة بالله تولد الخوف منه، كما قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).
- الإدراك لقوة الله والجزاء الذي أعده للعصاة، ولطفه ورحمته وثوابه العظيم، مما يشجع المسلم على ترك المعاصي والإكثار من الطاعات. وقد أشار الله إلى ذلك بقوله: (نَبِّئ عِبادي أَنّي أَنَا الغَفورُ الرَّحيمُ* وَأَنَّ عَذابي هُوَ العَذابُ الأَليمُ). من يؤمن بوجود العذاب والثواب يوم القيامة يخاف من الحساب، وهذا الخوف يدفعه للقيام بالأعمال الصالحة.
ثمار الخوف من الله
ثمار الخوف من الله في الحياة الدنيا
تتعدد الثمار التي يجنيها المسلم في الدنيا نتيجة خوفه من الله تعالى، ومن هذه الثمار:
- التمكين في الأرض وزيادة الإيمان والسكينة، كما ذكر الله: (وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنّكُمْ مّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ رَبّهُمْ لَنُهْلِكَنّ الظّالِمِينَ* وَلَنُسْكِنَنّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ).
- تحفيز النفس للعمل الصالح دون انتظار أي جزاء من الناس، بل الإخلاص في النية لله تعالى، كما قال تعالى: (إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً* إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا).
- كمال الإيمان وجمال الإسلام، وصفاء القلب والروح.
- هداية القلب والابتعاد عن المعاصي، والتأسّي بالأخلاق الحميدة.
- تحصيل الهداية والرحمة والرضوان والعلم من الله، كما ذكر في قوله: (رَضِيَ اللّّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).
ثمار الخوف من الله في الآخرة
إلى جانب الثمار الفرعية في الدنيا، توجد العديد من الثمار التي يحصل عليها المسلم في الآخرة بفضل خوفه من الله، ومنها ما يأتي:
- الاستظلال بعرش الله في يوم القيامة، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من بين السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: “إني أخاف الله”.
- مغفرة الذنوب ودخول الجنة، كما ورد في قوله تعالى: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبّهِ جَنّتَانِ).
- الأمان من الفزع الأكبر والنجاة من نار جهنم في اليوم العظيم.
مقامات الخوف من الله
ينقسم الخوف من الله تعالى إلى عدة مقامات موضحة كما يلي:
- الخوف من عذابه، وهو شعور عام لدى عموم الخلق، ويأتي نتيجة الإيمان بالجنة والنار، ويضعف بضعف الإيمان أو غفلة الشخص، وهذا يعتبر مقام المبتدئين.
- الخوف من الله سبحانه وتعالى، وهو شعور العلماء، حيث تستدعي الهيبة من الله الخوف والخشية منه. وهذا هو مقام المحققين، وكلما زادت معرفة المسلم بخالقه، زادت خشيته وخوفه منه.