المخاطر الصحية لجدري الماء على الحامل
تُعتبر عدوى جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox) خلال فترة الحمل مصدر قلق صحي كبير، حيث يُمكن أن يرافق الإصابة بالعدوى مجموعة من المضاعفات التي تؤثر على صحة الأم. يزداد احتمال حدوث هذه المخاطر عند الإصابة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، وكذلك في حالات معينة مثل وجود مشاكل صحية في الرئة، أو تدخين الأم، أو استخدام بعض أنواع أدوية الستيرويد (بالإنجليزية: Steroid) خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. على الرغم من أن هذه المضاعفات نادرة، إلا أنها قد تؤدي إلى عواقب خطيرة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، التهاب الكبد (بالإنجليزية: Hepatitis)، والتهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis)، وفي حالات نادرة، قد تصل إلى حد الوفاة.
تأثير جدري الماء على الجنين
من المهم أن نلاحظ أن إصابة الأم الحامل بجدري الماء في الماضي تُوفر حماية للجنين من العدوى، حيث يتواجد في جسم الأم أجسام مضادة (بالإنجليزية: Antibodies) تساهم في مكافحة العدوى قبل انتقالها إلى الجنين. ومع ذلك، في حالة عدم إصابة الأم بالمرض سابقاً، فإن العدوى قد تُسبب مشاكل صحية خطيرة للجنين. على سبيل المثال، إذا تعرضت الأم للعدوى خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، فقد تتطور متلازمة الحماق الخلقية (بالإنجليزية: Congenital varicella syndrome)، والتي يصاحبها مجموعة من التشوهات والمشكلات الصحية مثل تندب الجلد، واضطرابات في الدماغ، والعينين، والجهاز الهضمي. كما أنّ التعرض للعدوى قبل الولادة بعدة أيام أو بعدها مباشرة يزيد من خطر إصابة الجنين بعدوى شديدة قد تؤدي إلى الوفاة.
الأهمية الطبية لمراجعة الطبيب
يجب على الحامل التوجه إلى الطبيب فوراً في حال الشك بوجود عدوى جدري الماء، حتى لو لم تظهر عليها أعراض، أو في حالة الاتصال المباشر مع شخص مصاب. وكذلك يجب مراقبة الحالة في حال إصابة الأم بعدوى خلال الأسبوع الأول بعد الولادة. في مثل هذه الحالات، قد يصف الطبيب أدوية مضادة للفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral drugs) للمساعدة في معالجة العدوى وتسريع الشفاء، أو يُوصي باستخدام نوع من الغلوبيولينات المناعية (بالإنجليزية: Immune globulin) لحماية الجنين ومنع تطور متلازمة الحماق الخلقية إذا كانت الأم مصابة بالعدوى أثناء عملية الولادة.