أبرز مؤلفات ابن حجر العسقلاني
كتب الإمام ابن حجر العسقلاني العديد من المؤلفات، حيث بلغ عددها أكثر من مائة وخمسين مؤلفًا. من بين أشهر أعماله:
- فتح الباري شرح صحيح البخاري: يُعتبر هذا الكتاب من أعظم شروح الأحاديث النبوية، ويجمع في طياته شرح صحيح البخاري بشكل شامل. استغرق تأليفه وتنقيحه خمسة وعشرين عامًا، حيث استند إلى شروح المتقدمين ووضع إيضاحات متعلقة بأحاديث الصحيح وبيان المسائل المعقدة، مع توضيح مواضع ضبط الصحيح ورواياته والاختلافات بينها.
- تهذيب التهذيب: يركز هذا الكتاب على دراسة علم رجال الحديث، وهو أحد فروع علم الحديث. يتناول أسماء رواة الأحاديث وكل ما يتعلق بهم، ويعد تلخيصًا لكتاب “الكمال في أسماء الرجال” للحافظ الحنبلي.
- الإصابة في تمييز الصحابة: يعد من أبرز الكتب التي تتناول تراجم الصحابة، حيث ضمَّ التراجم التي جمعها مؤلفون سابقون، وقام بتمييز الصحابة الذين صحّت صحبتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن غيرهم.
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: يُعنى هذا الكتاب بعلم التراجم، حيث جمع الكاتب فيه معلومات عن العلماء والأعيان والملوك والوزراء والشعراء الذين عاشوا في القرن الثامن الهجري (من 701 إلى 800هـ)، وقد أُنفد تأليفه في ستة أجزاء.
- نخبة الفكر في مصطلح أهل الفكر: يعتبر هذا الكتاب من أهم وأفيد مؤلفات علم مصطلح الحديث، ويُعتمد عليه من قبل الطلاب والباحثين. جاء الكتاب ملخصًا لمادة علم المصطلح بطريقة مكثفة ومباشرة.
- العجاب في بيان الأسباب: يتناول هذا الكتاب أسباب نزول آيات القرآن الكريم، حيث يقدم تعليقات على النصوص والأسانيد المذكورة فيه.
معلومات عن ابن حجر العسقلاني
الإمام أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد بن حجر، المعروف بالكناني الشافعي المصري العسقلاني، نسبة إلى مدينة عسقلان الواقعة على سواحل الشام في فلسطين. يُلقب بعدة ألقاب مثل: شيخ الإسلام، أمير المؤمنين في الحديث، وشهاب الدين، ويُكنى بأبي الفضل. وُلِد العسقلاني عام 773هـ في القاهرة، وأنهى حفظ القرآن في سن التاسعة. بدأ في طلب العلم بتركيز على الأدب ثم التاريخ، وأخيراً علم الحديث. اشتهر بأسلوبه السلس وقدرته على تلخيص المعلومات ونقدها. توفي عام 852هـ.
إشادة العلماء بابن حجر العسقلاني
نال الحافظ ابن حجر العسقلاني ثناءً كبيرًا من شيوخه وتلامذته وأقرانه، بالإضافة إلى عدد من الأئمة الذين جاءوا بعده. وذكر ابن قاضي شهبة عنه أنه: “بقية العلماء الأعلام، وصاحب المصنفات التي سارت بها الركبان، إمام زمانه، وحافظ وقته، وعنده ذكاء وفطنة وصفاء قريحة جعلت الأمصار تتعجب منه”. بينما قال البقاعي في مدحه: “شيخ الإسلام، وطراز الأنام، عَلَم الأئمة الأعلام، حافظ العصر وأستاذ الدهر، سلطان العلماء، ملك الفقهاء”. وأشار الحافظ السيوطي بقوله: “شيخ الإسلام، وإمام الحفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية، بل حافظ الدنيا بأسرها”.