أسماء المعارك المذكورة في القرآن الكريم

أسماء الغزوات المذكورة في القرآن الكريم

شهد المسلمون في فترة حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العديد من الغزوات، حيث بلغ عددها حوالي سبع وعشرين غزوة أو أكثر. وقد وثق علماء السيرة النبوية والتاريخ والسنة أسماء تلك الغزوات وما ارتبط بها من أحداث وتفاصيل.

تزامنت العديد من هذه الغزوات مع نزول القرآن الكريم على النبي -صلى الله عليه وسلم-، مما أدى إلى ذكر بعض هذه الغزوات في الكتاب العزيز. خصوصاً الغزوات العظيمة والهامة، بل إن هناك بعض السور أو الآيات التي أُنزلت نتيجة أحداث بعض هذه الغزوات.

وقد تم ذكر هذه الغزوات في القرآن الكريم إما بشكل صريح، عن طريق ذكر اسم الغزوة وبعض أحداثها، أو بالإشارة إلى بعض التفاصيل المرتبطة بها دون ذكر اسمها بشكل مباشر. كما أن بعض هذه الغزوات تم ذكر تفاصيلها بشكل مفصل أكثر من غيرها. وفيما يلي قائمة بأسماء الغزوات التي ذكرها القرآن الكريم، بدءًا بأسماء الغزوات التي ذكرت صراحة ثم تلك التي تم الإشارة إليها:

غزوة بدر

تم ذكر ما يتعلق بغزوة بدر بتفصيل ملحوظ في سورة الأنفال، على الرغم من أنها لم تُذكر باسمها صراحة. ووفقًا لما رواه ابن عباس -رضي الله عنهما-، فعندما سُئل عن سبب نزول سورة الأنفال، أجاب: “نزلت في بدر”. كما ذكرت الغزوة باسمها في سورة آل عمران في قوله -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُم أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وتناولت السورة مواضيع أخرى تتعلق بها في أماكن مختلفة.

غزوة حُنين

تم ذكر هذه الغزوة في سورة التوبة في قوله -عزّ وجلّ-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ)، ولكن ذُكرت في آيتين فقط وبشكل مختصر.

غزوة الخندق (غزوة الأحزاب)

تشير سورة الأحزاب بشكل مستقل إلى غزوة الخندق، حيث ورد ذكرها بالتفصيل في بعض آيات السورة، مثل قوله -تعالى- في الآية التاسعة منها: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا)، وهذا يستمر حتى الآية الخامسة والعشرين.

غزوة أحد

لم يتم ذكر اسم غزوة أحد في القرآن الكريم صراحة، ولكن تم الإشارة إلى أحداثها بتفصيل في سورة آل عمران، بدءًا من قوله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم)، وما تلاها. وقد اتفق غالبية المفسرين على ذلك.

غزوة تبوك

تمت الإشارة إلى هذه الغزوة في سورة التوبة في عدة آيات، حيث قال -عزّ وجلّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلتُم إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)، واستمر الحديث عنها حتى نهاية السورة، وقد أشار الله -تعالى- إلى هذه الغزوة بساعة العسرة في قوله: (لَقَدَ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ).

غزوة بني قينقاع

يعتقد بعض المفسرين أن المقصود بهذه الغزوة في قوله -تعالى- في سورة آل عمران: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ التَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الْأَبْصَارِ).

غزوة خيبر

توجد إشارة إلى غزوة خيبر في سورة الفتح، في قوله -تعالى-: (وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا). وغالبية المفسرين -إن لم يكن جميعهم- يرون أن المقصود بالمغانم الكثيرة هي تلك التي حصل عليها المسلمون بعد فتح خيبر.

غزوة الطائف

يرى بعض المفسرين أن الآية (وَأُخْرَى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) تشير إلى مغانم أخرى لم يتمكن المسلمون من الحصول عليها، وتعددت وجهات النظر بين المفسرين، حيث اعتبر بعضهم أن المقصود غزوة الطائف، بينما اعتبر آخرون أنها مغانم فارس والروم التي ستأتي لاحقًا، وآخرون اعتبروا أن المقصود هو خيبر أو فتح مكة أو غزوة حنين، والله أعلم.

غزوة بني النضير

تم الإشارة إلى غزوة بني النضير في بداية سورة الحشر، من قوله -عزّ وجلّ-: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ)، واستمر الأمر حتى الآية الرابعة عشر من السورة. وقال ابن عباس -رضي الله عنهما- إن هذه السورة نزلت عن بني النضير، بل لقبها بسورة بني النضير.

فتح مكة

أشار الله -عز وجل- إلى فتح مكة في سورة الفتح بقوله -تعالى-: (لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا). ويجمع معظم المفسرين على ذلك.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *