الأطعمة التي تثير القولون العصبي
يوصى الأفراد المصابون بمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: irritable bowel syndrome) بالحذر فيما يتعلق بالطعام الذي يتناولونه. فاتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني قد يساعدان كثيراً في تخفيف الأعراض والتحكم فيها. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون هذه الخطوات كافية بدون الحاجة لأي أدوية، ولكن من الضروري استشارة الطبيب في هذا الشأن. من أهم الخطوات للتعامل مع هذا المرض هو السيطرة على الأعراض الخفيفة، من خلال تقليل التوتر وإجراء تعديلات في النظام الغذائي ونمط الحياة، بالإضافة إلى تجنب الأطعمة التي تثير هذه الأعراض. وفيما يلي بعض الأطعمة التي قد تُحفز ظهور الأعراض لدى مرضى القولون العصبي:
- الغلوتين: (بالإنجليزية: Gluten)، هو نوع من البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار. في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بتجنب الأطعمة المحتوية على الغلوتين، لأن بعض حالات القولون العصبي قد تتفاقم عند استهلاكه، حتى وإن لم يكن هناك حساسية تجاهه. من الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين: معظم الحبوب والبقوليات والمعكرونة، بالإضافة إلى العديد من الأطعمة المصنعة.
- القمح: على الرغم من أهمية الألياف الغذائية كجزء من النظام الغذائي الصحي، إلا أن استهلاك بعض الأطعمة الغنية بالألياف مثل القمح قد يكون مضراً بالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات هضمية. حيث إن تناول الحبوب الكاملة المحتوية على الغلوتين يمكن أن يؤدي إلى رد فعل من الجهاز المناعي للجسم تجاه الأمعاء الدقيقة، مما يتسبب في مشاكل صحية خطيرة.
- الفواكه والخضراوات الغنية بالفودماب: تُعرف الفودماب (بالإنجليزية: FODMAP) بأنها كربوهيدرات قصيرة السلسلة مثل الفركتوز الموجود في بعض الفواكه، والتي قد لا يتمكن الجسم من هضمها وامتصاصها بشكل جيد، مما يؤدي إلى إنتاج غازات تسبب المغص وآلام البطن ومشاكل الإخراج. هناك عدة أنواع من الفواكه والخضراوات الغنية بالفودماب التي ينبغي أن يتجنبها مرضى القولون العصبي، ومن بينها:
- بعض أنواع الفواكه: مثل التفاح، المشمش، التوت الأسود، الكرز، الجريب فروت، المانجو، الإجاص، النكتارين، الدراق، الخوخ، الرمان والبطيخ.
- بعض أنواع الخضراوات: مثل الخرشوف، والهليون، والأفوكادو، والشمندر، والملفوف، والكرفس، والثوم، والكراث، والفطر، والبامية، والبصل، والبازلاء.
- الكافيين: قد تؤثر المشروبات التي تحتوي على الكافيين على حركة الأمعاء، كما أنها قد تؤدي إلى زيادة هرمونات التوتر مثل الكورتيزول (بالإنجليزية: Cortisol)، مما يؤثر على النشاط المعوي. حيث يُعتقد أن عدم الانتظام في محور القناة الهضمية هو أحد العوامل الرئيسية المساهمة في متلازمة القولون العصبي.
- الأطعمة الحارة: تُعتبر الأطعمة الحارة أحد المسببات الشائعة لتهيّج القولون، حيث يحتوي الفلفل على الكابسيسين (بالإنجليزية: Capsaicin) الذي قد يزيد من حركة الأمعاء ويسبب آلام البطن. هناك مكونات أخرى في هذه الأطعمة، مثل الثوم والبصل، قد تزيد أيضًا من أعراض القولون العصبي. وبالتأكيد، قد تؤدي التغييرات البسيطة في النظام الغذائي إلى تحسين كبير للأعراض.
من المهم أيضاً أن يلتزم مرضى القولون العصبي بتجنب الأطعمة الغنية بالتوابل لأنها قد تسبب آلام في البطن. حيث أظهرت إحدى الدراسات المنشورة في المجلة الطبية البريطانية (British Medical Journal) عام 2007، أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل قد يكون له آثار سلبية خصوصاً على مرضى القولون العصبي أو من يعانون من مشاكل في الهضم.
- البقوليات: تحتوي البقوليات على سكريات غير قابلة للهضم، مما يجعل من المهم لمرضى القولون العصبي تجنبها أو تناولها بكميات صغيرة. من هذه البقوليات: الفاصولياء، والحمص، والعدس، وفول الصويا. بدلاً من ذلك، يُنصح بتناول الشوفان، والدخن، والكينوا، والتابيوكا، على الرغم من أنها لا تعد بديلاً للبقوليات.
- اللاكتوز: يعاني الكثير من مرضى القولون العصبي من عدم تحمل اللاكتوز الموجد في الحليب ومنتجات الألبان مثل الجبن والآيس كريم. يُفضل شرب بدائل الحليب مثل الحليب الخالي من اللاكتوز أو حليب الشوفان أو حليب الأرز أو حليب الصويا، واستهلاك الأجبان الصلبة مثل جبنة البري والكممبرت.
- الأطعمة المصنعة: تحتوي معظم الأطعمة المصنعة على كميات عالية من الملح والسكر والدهون المضافة، مثل رقائق الشيبس، والوجبات المجمدة، واللحوم المصنعة، والأطعمة المقلية. يمكن أن يزيد تناول هذه الأطعمة من أعراض القولون العصبي. وأكدت دراسة كبيرة منشورة في المجلة الطبية البريطانية عام 2019 أن استهلاك أربع حصص من الأطعمة المصنعة يوميًا قد يزيد من خطر الإصابة بالقولون العصبي والسمنة وارتفاع ضغط الدم.
- الأطعمة العالية بالغازات: في حالة حدوث انتفاخ، يُنصح بتجنّب المشروبات الغازية والأطعمة التي تعزز الانتفاخ، حيث يحتوي السكر في هذه المشروباتعلى تركيبات خطرة على بكتيريا الأمعاء. كما يُنصح أيضًا بتجنب المشروبات الغازية المخصصة للحمية لاحتوائها على المحليات الصناعية. يُفضل استهلاك الماء، أو الشاي المثلج، أو عصير التوت البري المخفف.
- الأطعمة الدهنية: قد تؤدي الأطعمة الغنية بالدهون إلى العديد من المشاكل الصحية، لأن الكثير من الأشخاص يجدون صعوبة في هضمها. لذا، ينصح بتقليل الدهون في نظامهم الغذائي اليومي. يمكن تقليل تناول الكعك، والبسكويت، والشوكولاتة، والمعجنات، بالإضافة إلى تقليل اللحوم الدهنية مثل النقانق والفطائر. يُفضل استخدام منتجات الألبان قليلة الدسم واختيار صلصات الطماطم غير الدهنية عوضًا عن الصلصات الكريمية.
- السكر وبدائله: عند استهلاك السكر، يُطلق إنزيم لمساعدة الأمعاء الدقيقة في هضمه. نقص الإنزيمات الهاضمة للسكر قد يسبب أعراض القولون العصبي. تساهم الهرمونات والبكتيريا النافعة في الأمعاء كذلك في ظهور هذه الأعراض، وقد تشمل المصادر البديلة السكريات الاصطناعية مثل السوربيتول (بالإنجليزية: Sorbitol) والإكسيليتول (بالإنجليزية: xylitol) المرتبطة بتشنجات البطن.
- العلكة الخالية من السكر: تحتوي على محليات صناعية مثل السوربيتول والإكسيليتول، التي قد تُسبب الإسهال. كما أن مضغ العلكة قد يؤدي إلى ابتلاع الهواء مما يُسبب الغازات.
- أطعمة أخرى: كالمشروبات والأطعمة التي تحتوي على الشوكولاتة، أو الكحول، أو الكافيين، أو الفركتوز، أو السوربيتول.
يُفضل أيضاً أن يقوم بعض الأشخاص بتدوين ملاحظاتهم حول الأطعمة المستهلكة واستجابة أجسامهم لها لمساعدتهم على تحديد الأطعمة التي تُحفز القولون العصبي وأعراضه، وأهمية استشارة الطبيب قبل استبعاد أي نوع من الأطعمة أو المجموعات الغذائية للحيلولة دون نقص في التغذية.
هل الألياف مفيدة أم ضارة لمرضى القولون العصبي
يختلف تأثير الألياف لدى المصابين بمتلازمة القولون العصبي حسب الحالة الفردية لكل شخص. فبينما يمكن أن تساهم الأطعمة الغنية بالألياف في تخفيف الأعراض لدى بعض الأشخاص، قد تزيد من سوء الأعراض لدى الآخرين. لذا، ينبغي الانتباه إلى الأعراض الناتجة عن استهلاك نوع معين من الألياف. عموماً، هناك نوعان رئيسيان من الألياف، ولكل منهما تأثير مختلف في الجسم:
- الألياف غير القابلة للذوبان: (بالإنجليزية: Insoluble fiber)؛ لا تذوب في الماء وتمر عبر الجهاز الهضمي دون هضم، وهو ما يجعلها مساعدة في مرور الفضلات عبر الأمعاء. يوصى الأشخاص الذين يعانون من الإسهال بتقليل استهلاك هذا النوع. مصادر الألياف غير القابلة للذوبان تشمل قشور الفواكه والخضروات، والقمح، والنخالة، والذرة، والمكسرات.
- الألياف القابلة للذوبان: (بالإنجليزية: Soluble fibre)؛ تذوب في الماء وتتفكك بواسطة البكتيريا النافعة. زيادة استهلاك هذا النوع قد تحسن الإمساك وأعراضه. تشمل أبرز مصادر الألياف القابلة للذوبان الشوفان، والشعير، المكسرات، والبذور، والفواكه، والخضراوات، والبقوليات.
بالرغم من أن زيادة الألياف قد تساعد في التخلص من الإمساك، إلا أنها قد تسبب غازات وآلام بطن وانتفاخ، لذا يُنصح مرضى القولون العصبي بتوسيع استهلاك الألياف تدريجياً لتجنب مشاكل الغازات.
أطعمة مناسبة للقولون العصبي
إن التوجه بعيدًا عن الأطعمة التي ستزيد الأعراض المرتبطة بالقولون العصبي، وتناول الأطعمة المناسبة يمكن أن يساعد في تخفيف هذه الأعراض المزعجة. ومن الأطعمة المرشحة المناسبة للمصابين بالقولون العصبي ما يلي:
- الفواكه قليلة الفودماب: مثل التوت الأزرق، الشمام، البرتقال، الكيوي، الفراولة، والموز الناضج.
- الخضار قليلة الفودماب: ومنها الجزر، الباذنجان، الفاصولياء الخضراء، السبانخ، الكوسا، والبطاطا الحلوة.
- منتجات الألبان الخالية من اللاكتوز: كالحليب الخالي من اللاكتوز وحليب الأرز، وحليب اللوز، وحليب جوز الهند، والزبدة الصلبة مثل جبنة الفيتا وجبنة بري.
- مصادر البروتين: مثل لحوم البقر والدجاج والأسماك والبيض والتوفو.
- المكسرات: يُفضل تناولها بكميات معتدلة، مثل اللوز والمكاديميا والفول السوداني والصنوبر والجوز.
- الحبوب: مثل الشوفان ونخالة الشوفان، نخالة الأرز، المعكرونة الخالية من الغلوتين، دقيق الذرة، والأرز الأبيض، والكينوا.
- الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة: تُعرف بالبروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics)، وهي العناصر التي تحتوي على بكتيريا مفيدة للأمعاء، يمكن الحصول عليها من الزبادي أو كمكملات غذائية.
لقراءة المزيد حول الأطعمة المناسبة للمصابين بالقولون العصبي، يمكنك الرجوع إلى مقال “أطعمة تهدئ القولون”.
نصائح لمرضى القولون العصبي
يمكن أن تساعدك النصائح الغذائية التالية على تقليل الأعراض والمشاكل الناتجة عن القولون العصبي:
- تناول الطعام في أوقات منتظمة: يُساعد الروتين في تحسين حركة الأمعاء.
- تناول كميات مناسبة من الألياف: يختلف تأثيرها بين المصابين، لذا يجب استهلاك 20-35 غرامًا من الألياف يوميًا للأشخاص الذين يعانون من الإمساك المتكرر، في حين ينصح بتقليلها للأفراد الذين يعانون من الانتفاخ.
- شرب كميات كافية من الماء: يُنصح بشرب ما يعادل 8-10 أكواب من السوائل يوميًا.
- تناول البروبيوتيك: تساعد البكتيريا النافعة التي توجد في بعض أنواع الزبادي على تخفيف الأعراض المرتبطة بتهيّج القولون.
- تحضير الوجبات في المنزل: باستخدام مكونات طازجة، والتدوين حول الأعراض المفاجئة لتحديد الأطعمة التي تُهيج القولون.
- ممارسة الرياضة يوميًا: يُفضل ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة، مما يُساعد في تقليل الإحساس بالإمساك والتوتر.
- تقليل التوتر: إذ أن الإجهاد قد يُحرض الألم والانتفاخ لدى مرضى القولون العصبي، لذا يُنصح باتباع استراتيجيات مثل اليوغا وتمارين التنفس العميق.
- التحلي بالصبر والمثابرة: يحتاج الجسم فترة زمنية للتكيف وتنظيم البيئة المعوية, لذا ينبغي المثابرة على ممارسات التعامل مع الأعراض والتشاور مع أخصائي التغذية عند الحاجة.