اضطرابات النوم
يعتبر النوم من العمليات الفسيولوجية الأساسية التي يستغرق فيها الإنسان ثلث حياته، حيث يمتاز بتعقيد وظائفه وأهميته للصحة العامة، مثل الحفاظ على صحة القلب، وتعزيز الذاكرة، والحد من مخاطر الاكتئاب. يتفاوت احتياج الأفراد للساعات اللازمة من النوم بحسب عوامل مختلفة مثل العمر؛ فبينما يحتاج البالغون إلى حوالي 7-9 ساعات نوم ليلية، فإن حديثي الولادة يحتاجون إلى 16-18 ساعة يومياً، ومن جهة أخرى، يحتاج الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى 10-12 ساعة، والمراهقون والطلاب في سن الدراسة إلى 9 ساعات على الأقل. كما تُظهر الأبحاث أن النساء في بداية الحمل قد يزداد احتياجهن لعدد ساعات النوم المعتادة. ومع ذلك، قد يعاني بعض الأشخاص من مشكلات نوم تؤثر سلباً على صحتهم وقدرتهم على أداء مهامهم اليومية.
أسهل الطرق للحصول على نوم هانئ
يشكو العديد من الأفراد من صعوبة كبيرة في الاسترخاء والنوم، بالإضافة إلى الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل، مما يؤثر سلباً على وظائف الجسم والدماغ. في مثل هذه الحالات، يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات التي قد تساعد في تحقيق الاسترخاء ونوم هانئ. إليك بعض الخطوات الفعالة:
- إيقاف استخدام الأجهزة الإلكترونية: يُفضل قطع الاتصال بجميع الأجهزة الإلكترونية مثل التلفاز، وألعاب الفيديو، والهواتف الذكية قبل النوم بفترة كافية.
- استخدام الروائح المنعشة: تعتبر بعض الروائح، مثل الخزامى والزيوت العطرية، من العوامل التي تسهل الاسترخاء والمساعدة في النوم العميق.
- تنظيم مواعيد النوم: يساعد الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت كل يوم على تنظيم الساعة البيولوجية وضمان نوم مستقر.
- ممارسة اليوغا والتأمل: تُعتبر هذه الممارسات من الوسائل الفعالة لتهدئة العقل وإرخاء الجسم، مما يسهم في تحسين جودة النوم.
- تجنب المهام العقلية قبل النوم: يُنصح بالتفرغ لبلوغ الخمول قبل ساعة من موعد النوم، من خلال القيام بأنشطة بسيطة، كقراءة شيء هادئ أو الاستماع إلى موسيقى مريحة.
- تجنب الكافيين: يُفضل الامتناع عن تناول المواد المحتوية على كافيين قبل النوم بما لا يقل عن خمس إلى ست ساعات.
- تهيئة بيئة النوم: يشكل المناخ العام لغرفة النوم عاملاً مؤثراً على الاسترخاء، حيث يجب أن تكون درجة حرارة الغرفة معتدلة، بجانب استخدام فراش ووسادة مريحة.
- تناول وجبات خفيفة مناسبة: يُفضل عدم الذهاب للنوم بخبرة الجوع، لكن يُنصح بتجنب الوجبات الثقيلة واستبدالها بوجبات خفيفة مثل الحليب، التونة، القرع، الأفوكادو، وجوز الهند، مما يساهم في تعزيز حالة النوم.
أنواع اضطرابات النوم
تُشير الإحصاءات إلى وجود أكثر من 70 نوعاً مختلفاً من اضطرابات النوم، لكن الأكثر انتشاراً تشمل الأرق، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساقين. وتجدر الإشارة إلى أن خطر الإصابة باضطرابات النوم يزداد مع وجود حالات طبية ونفسية معينة، مثل نوبات الربو، والسكتات الدماغية، والسرطان، ومرض ألزهايمر. هناك أيضاً تأثيرات للأدوية التي قد تؤدي إلى تدهور جودة النوم. إليك بعض الأنواع الشائعة من اضطرابات النوم:
- الأرق: (بالإنجليزية: Insomnia) يعد الأرق من المشكلات الشائعة التي يعاني منها الكثيرون، وغالبًا ما ينجم عن الضغوط النفسية، أو عادات غذائية سيئة. تُحل هذه المشكلة عادةً باستخدام الأدوية المنومة، لكن تلك الأدوية قد تفقد فعاليتها بعد فترة، مما يتطلب البحث عن خيارات علاجية بديلة.
- توقف التنفس: (بالإنجليزية: Sleep Apnea) هو اضطراب يحدث فيه توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم. يشمل العلاج تشجيع الأشخاص الذين يعانون من السمنة على فقدان الوزن، وتجنب النوم على الظهر، بالإضافة إلى استخدام أجهزة خاصة أو إمكانية إجراء عمليات جراحية في الحالات المتقدمة.
- متلازمة تململ الساقين: يعاني الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة من رغبة قوية في تحريك الساقين أثناء النوم، مما يؤدي إلى الاستيقاظ المتكرر والاضطرابات في النوم.
أهمية النوم
يمتاز النوم بفوائد صحية ونفسية متنوعة، وفيما يلي بعض هذه الفوائد:
- يساعد النوم في تنظيم الشهية والتحكم في الوزن، ويؤثر على مستويات السكر في الدم.
- يحافظ على صحة الجهاز المناعي ويقلل من فرص الإصابة ببعض الأمراض.
- يدعم وظائف الدماغ والذاكرة.
- يُساعد في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
- يلعب دوراً أساسياً في إصلاح الأنسجة، حيث يرتفع هرمون النمو خلال النوم العميق، مما يساهم في تجديد الخلايا التالفة.
- يعزز عملية النمو عند الأطفال.
- يساهم النوم الجيد في تحسين مظهر البشرة، حيث أن نقص النوم قد يؤدي إلى ظهور بشرة شاحبة وجفاف، وظهور تجاعيد بشكل أكثر وضوحاً.