أسماء الإشارة للبعيد: تعريف
تشير أسماء الإشارة للبعيد إلى مدلولات معينة باستخدام علامة معنوية، وذلك عندما يكون المُشار إليه ذاتًا أو مفهومًا غير موجود. إذ يُعتبر المُشار إليه في هذه الحالة موجودًا في الذهن فقط. وتتميز أسماء الإشارة في اللغة العربية بأنها محدودة، وتتحول إلى أسماء إشارة للبعيد عند إضافة كاف الخطاب أو لام البعد، أو كلاهما معاً.
أنواع أسماء الإشارة للبعيد
تقسّم أسماء الإشارة للبعيد إلى ثلاثة أنواع رئيسية: ما يُعبر عن المفرد، وما يُشير إلى المثنى، وما يمثّل الجمع، حيث يشمل كل نوع منها صنفين: مذكر ومؤنث.
ما يُستخدم للإشارة إلى المفرد
قسم أسماء الإشارة التي تشير إلى المفرد البعيد إلى مجموعة من الأنواع، منها:
ذلك
هو اسم إشارة للمفرد المذكر البعيد، يتكون من: “ذا” ولام البعد وكاف الخطاب. يمكن تثنيته ليصبح “ذلكما” أو جمعه ليصبح “ذلكم”، كما يمكن استخدامه بصورة مجردة دون اللام كأن يُقال “ذاك”. يُستعمل هذا الاسم للإشارة إلى العاقل مثل قولنا: “ذلك الرجل”.
هنا يشير اسم الإشارة إلى الكائن العاقل المفرد المذكّر، بينما يُستخدم أيضًا للإشارة لغير العاقل مثل في عبارة: “ذاك الكتاب”. في هذه الجملة، يشير الاسم إلى كائن غير عاقل مفرد مذكر موجود في الذهن وهو “الكتاب”.
تلك
تُستخدم للإشارة إلى المفرد المؤنث البعيد، وتتكون من “تي” ولام البعد وكاف الخطاب. ويمكن تثنيتها لتصبح “تلكما” أو جمعها لتصبح “تلكم”. يُعبر هذا الاسم عن المفرد المؤنث سواء كان عاقلًا أم غير عاقل، مثل: “تلك فتاة”.
هنا، لفظ “تلك” يشير إلى الكائن المؤنث العاقل الموجود في الذهن وهو “الفتاة”، ويمكن قول: “تلك طاولة” للدلالة على مفرد مؤنث غير عاقل موجود في الذهن، وهو “الطاولة”.
هناك
يُستخدم للإشارة إلى المكان البعيد، مكونًا من “هنا” وكاف الخطاب. يمكن أيضًا استخدام “هنالك” للإشارة إلى المكان البعيد، إذ يتكون من “هنا” ولام البعد وكاف الخطاب. تُعرب هذه الأسماء بمكانها على أنها ظرف مكاني.
ثمّ
اسم يشير إلى المكان البعيد، وقد يُضاف إليه حرف التاء ليصبح “ثمّة”، ويمكن إعرابه كظرف أيضًا سواء جاءته التاء أم لم تأت.
ما يُستخدم للإشارة إلى المثنى
بالنسبة للأسماء التي تشير إلى المثنى البعيد، فهي تشمل:
ذانك
تُستخدم للإشارة للمثنى المذكر البعيد، وتتكون من “ذانِ” وكاف الخطاب. يُستخدم هذا الاسم للدلالة على المثنى المذكر سواء كان عاقلًا أو غير عاقل، كما في: “ذانك رجلان” و”ذانك كتابان”.
في الجملة الأولى، تشير “ذانك” إلى المثنى الغائب العاقل المفرد المذكّر “رجلان”، بينما في الجملة الأخرى، تشير إلى المثنى الغائب غير العاقل “كتابان”.
تانك
تُستخدم للإشارة للمثنى المؤنث البعيد، وتتكون من “تانِ” وكاف الخطاب. يُستعمل هذا الاسم للإشارة إلى المثنى المؤنث البعيد، سواء كان عاقلًا أم غير عاقل، مثل: “تانك فتاتان” و”تانك وردتان”.
في المثال الأول، “تانك” تشير إلى المثنى المؤنث البعيد العاقل “الفتاتان”، بينما في المثال الثاني، تشير إلى المثنى المؤنث غير العاقل “وردتان”.
ما يُستخدم للإشارة إلى الجمع
الأسم الوحيد المستخدم للجمع هو: “أولئك”، والذي يُشير إلى جمع المذكر والمؤنث البعيدين، ويتكون من “أولاءِ” والكاف للخطاب. يُستخدم للإشارة إلى جمع المذكر والمؤنث سواء كانوا عقلاء أم غير عقلاء، كما في: “أولئك فتيات” و”أولئك فتيان”.
في المثال الأول، تشير “أولئك” إلى الجمع المؤنث الغائب العاقل، بينما في المثال الثاني تشير إلى الجمع المذكر الغائب العاقل. ويُمكن قول أيضًا: “أولئك كتب، وأولئك طاولات” للإشارة إلى جمع غير العاقل.
إعراب أسماء الإشارة للبعيد
تُبنى جميع أسماء الإشارة على حركة آخرها، لذا فإن المبني على السكون منها يشمل “ذا، تي، وهنا”، بينما المبني على الفتح يُظهر “ثَمَّ، وثمّةَ”، والمبني على الكسر هو “أولاءِ”. أما “ذان” أو “ذين”، و”تان” أو “تيني” فإنهما مُعربان، بحيث علامة رفعهما هي الألف وعلامة نصبهما وجرّهما هي الياء، لكونهما مثنّى.
من حيث المحل، تُعرب كافة أسماء الإشارة للبعيد بحسب موضعها في الجملة، فتُعامل كالأسماء المعرفة الظاهرة، على سبيل المثال:
- قوله تعالى: {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ}.
- ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، اللام للبعد والكاف للخطاب.
- يقول حافظ إبراهيم: سال فيه النضارَ حتّى حسبنا ** أنّ ذاكَ النضارَ يجري نضارا
- ذاك: ذا اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب اسم إنّ، والكاف للخطاب.
- يقول حافظ إبراهيم: أمستْ بمدرجة الخطوب فما لها ** راعٍ هناك وما لها من والي
- هناك: هنا اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب على الظرفية المكانية متعلّق باسم الفاعل راع، والكاف للخطاب.
- يقول أبو فراس الحمداني:كذاكَ الوداد المحض لا يرتجى له ** ثواب ولا يخشى عليه عقاب
- كذاك: الكاف حرف جر، وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بحرف الجر، والكاف للخطاب.
- حضر ذلك الرجل.
- ذلك: ذا اسم إشارة مبني على السكون، في محل رفع فاعل، اللام للبعد والكاف للخطاب.
- قابلتُ تلك الفتاة.
- تلك: تي اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به، اللام للبعد والكاف للخطاب.
- قرأتُ الدّرس تلك القراءة.
- تلك: تي اسم إشارة مبني على السكون، في محل نصب نائب مفعول مطلق، اللام للبعد والكاف للخطاب.
أحكام خاصة بأسماء الإشارة للبعيد
تتميز أسماء الإشارة للبعيد، وأسماء الإشارة عموماً، بمجموعة من الأحكام الخاصة، منها:
- لابد من اقتران اسم الإشارة للبعيد بكاف الخطاب للدلالة على معناه، مثل: “ذاك، تلك، تانك، ذانك، أولئك، هناك”.
- جميع أسماء الإشارة مبنية على حركة آخرها، وتعرب حسب موضعها في الجملة، فبعضها مبني على الكسر مثل “أولاءِ”، وبعضها مبني على السكون مثل “ذا وتي وهنا”، والبعض الآخر مبني على الفتح مثل “ثَمَّ وثمّةَ”.
- تُنسب أسماء الإشارة التي تعبر عن المثنى إلى قولين؛ فبعضهم يرى أنها تبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي الجر والنصب، بينما يرى آخرون أنها معربة، وعلامة رفعها الألف وعلامة نصبها وجرها الياء، كما في: “جاءت تانك الفتاتان”، حيث “تانك” هي اسم إشارة فاعل مرفوع، وعلامة رفعها هي الألف لأنّها مثنّى، والكاف للخطاب.
- كل اسم من أسماء الإشارة له دلالته الفريدة، حيث يقابل بعض منها المذكر وآخر المؤنث، وبعض منها يشير إلى الجموع، وبعضها للحالات المتعلقة بالمكان.
- تُعرب أسماء الإشارة التي تدل على المكان “هنا، ثَمَّ، ثَمّةَ” مبنية في محل نصب على الظرفية المكانية.
- يجب عدم وضع لام البعد مع أسماء الإشارة في عدة حالات، مثل: “ذانك، وتانك”، ولا يُستخدم في أسماء الإشارة للجمع “أولاء”، كما لا يُسجّل في كل اسم إشارة سبق بـ “ها” التي تستخدم للتنبيه.
- عندما يأتي اسم معرفة بأل بعد اسم الإشارة وكان جامدًا، يُعرب بدل من اسم الإشارة، مثل: “ذلك الرجل”. أما إذا كان الاسم الذي يلي اسم الإشارة من المشتقات، يعرب صفة لاسم الإشارة، مثل: “ذلك القاضي”.
أمثلة توضيحية على أسماء الإشارة للبعيد
فيما يلي مجموعة من الأمثلة لتوضيح أسماء الإشارة للبعيد:
- ذلك رجلٌ مؤدّبٌ.
- تلك الفتاة جميلة.
- ذانك طالبان مجتهدان.
- تانك وردتان جميلتان.
- في دمشق هنالك ولد أبي.
- أولئك الشباب هم أمل الأمة.
تدريبات على أسماء الإشارة للبعيد
إليكم بعض التدريبات المتنوعة حول أسماء الإشارة للبعيد:
صوب الخطأ
في الجمل التالية، يوجد مجموعة من الأخطاء، يرجى تصحيحها لتصبح العبارات صحيحة:
- يمكن أن تأتي أسماء الإشارة للبعيد مجرّدة عن الكاف.
- كل اسم إشارة للبعيد يتصل به لام البعد.
- ذاك تستخدم للدلالة على المذكّر العاقل فقط.
- تلك اللام في اسم الإشارة السابق من أصل اسم الإشارة والكاف للخطاب.
- هناك اسم إشارة يدل على الزمان.
اضبط الكلمات التي تحتها خط
في الجمل التالية، تحتوي بعض الكلمات على أخطاء تحتها خط، يرجى ضبطها بالشكل الصحيح:
- رأيتُ تلك الفتاة.
- أولائك الرجال يدافعون عن الوطن.
- ذلك الحصان يركض مسرعًا.
- درستُ دروسي تلك الدراسة.
- هناك في المدرسة بدأت مسيرتي التعليمية.
- زرتُ تينك الأختين.
املأ الفراغ بالكلمة المناسبة
يرجى ملء الفراغات التالية بأسماء الإشارة المناسبة:
- ……. علمٌ نافع.
- …….. تلميذات نشيطات.
- …….. مكان ولادتي.
- …….. طفلان مهذّبان.
- …….. طفلتان رقيقتان.
- …….. تلاميذٌ مجتهدون.
- …….. تلميذات مبدعات.
في الختام، يُشدد على أهمية ارتباط أسماء الإشارة للبعيد بكاف الخطاب، ودلالتها تتضارب بناءً على ما تشمله من جمع أو مفرد أو مثنّى، بالإضافة إلى شكل المشار إليه؛ إن كان مؤنثًا أو مذكرًا، عاقلًا أم غير عاقل. وتمتاز جميع أسماء الإشارة بأنها مبنية، باستثناء ما يشير إلى المثنّى حيث تعرب جميعها حسب موقعها الإعرابي من رفع أو نصب أو جر.