يُعدّ الدعاء من بين العبادات العظيمة التي تكتسب مكانة رفيعة عند الله سبحانه وتعالى. ومن أبرز ما يُدعَى به هو دعاء “اللهم إني أسألك فيه الهدى والتقى والعفاف والغنى والستر والعافية”، والذي يُعتبر من جوامع الدعاء. يستطيع المسلم الدعاء بما يشاء، ولكن يجب الالتزام بآداب الدعاء. في هذا المقال، سنتناول مفهوم جوامع الدعاء وعلاقة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بها.
ما هي جوامع الدعاء
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يفضل جوامع الدعاء، حيث يحب الله سبحانه وتعالى أن يدعو عباده ويسألوه كل ما يحتاجون إليه. إن دعاء العبد هو دليل على قرب الله منه في جميع الأوقات، كما ورد في قوله تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” [سورة البقرة، الآية 186]. ومن بين الدعوات التي أحبها رسولنا الكريم:
- اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.
- اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، اللهم يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك.
- اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.
- اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني، وعافني.
- ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اطلع أيضاً على:
ما هو دعاء الستر
تم تأكيد مشروعية طلب الستر من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث الشريف: “لم يكُنْ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يدَعُ هؤلاءِ الدَّعواتِ حِينَ يُمسي وحِينَ يُصبِحُ: (اللهمَّ إنِّي أَسألُك العَفوَ والعافيةَ في دِيني ودُنيايَ، وأهْلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوْراتي، وآمِنْ رَوْعاتي، واحْفَظني مِن بيْن يَديَّ ومِن خلْفِي، وعن يَميني وعن شِمالي، ومِن فَوقي، وأعوذُ بعَظمتِك أنْ أُغتالَ مِن تَحتي)” [الراوي: عبد الله بن عمر] [المحدث: ابن الملقن].
اطلع أيضاً على:
ما هي آداب الدعاء مع الله جل وعلا
عند الحديث مع الله سبحانه وتعالى وطلب أي شيء من أمور الدنيا أو الآخرة، يجب أن يتسم الدعاء بالمقام الرفيع من الأدب، والتي تشمل:
- التوبة إلى الله سبحانه وتعالى وتنقية القلب والنفس.
- الحضور الكامل للقلب أثناء الدعاء، حيث يحب الله من عباده أن يكونوا واعيين لما يدعونه.
- إظهار الذل لله سبحانه وتعالى خلال الدعاء.
- عدم اليأس من الاستجابة وعدم القول “لقد دعوت ولم يستجب لي”.
- تجنب الدعاء بالشر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما على الأرضِ مسلمٌ يدعو اللهَ بدعوةٍ إلَّا آتاهُ اللهُ إيَّاها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثمٍ، أو قطيعة رحمٍ، ما لم يعجل، يقول: قد دعوتُ ودعوتُ، فلم يُستجب لي” [الراوي: عبادة بن الصامت] [المحدث: الألباني].
- يجب الدعاء بأمور حلال وتجنب ما حرمه الله.
- استقبال القبلة أثناء الدعاء، ورفع اليدين.
- البدء والانتهاء بالدعاء بالثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- عدم التفريط في الدعاء خلال أوقات الاستجابة مثل يوم الجمعة، وليلة القدر، والثلث الأخير من الليل.
بهذا، نكون قد تناولنا موضوع دعاء الستر في شهر رمضان، ودعاء “اللهم إني أسألك فيه الهدى والتقى والعفاف والغنى والستر والعافية”، كما أشرنا إلى آداب وشروط الدعاء التي ينبغي على المسلم الالتزام بها.