مفهوم المناظرة
تعرف المناظرة بأنها شكل من أشكال الخطاب العام، حيث تحدث عادة بين متحدثين أو أكثر في وقت محدد حول موضوع معين.
تعد المناظرة نقاشاً رسمياً يدور حول قضية معينة خلال جلسة عامة، حيث يتم استعراض كافة الحجج المتعارضة من قبل جميع الأطراف المشاركة. تنتهي المناظرة إما بتصويت من الجمهور أو عبر لجنة تحكيم تقرر الطرف الأكثر إقناعاً.
تعتبر المناظرة مسابقة رسمية تحكمها مجموعة من الضوابط ضمن إطار محدد، وتديرها هيئة تحكيم أو حكم. يمكن أن تشمل المناظرة متحدثين فرديين أو فرق تتكون من عدة متحدثين.
تتناول المناظرات موضوعات مثيرة للجدل تجذب انتباه الجمهور، ولديها القدرة على إشراك الحضور من خلال السماح لهم بطرح أسئلة على الفرق حول آرائهم في بعض النقاط المثيرة.
أنواع المناظرة
تتنوع المناظرات وتمتلك أنماط متعددة، وفيما يلي نعرض بعض هذه الأنواع:
-
مناظرة عفوية: لا تتطلب هذا النوع من المناظرات بحثاً مفصلاً، بل تركز على أسلوب العرض وطريقة الخطاب.
- تتضمن نقاشاً بين شخصين حول موضوع معين وغالباً ما تستخدم في الجامعات بين الطلاب.
-
مناظرة لينكولن-دوغلاس: يركز النقاش في هذه المناظرة على المنطق الذي يدعم مبدأ معين، مما يسمح لكل فريق بعرض آرائه بوضوح.
- من مميزات هذه المناظرة أنها تركز على القيم، حيث تناقش ما يجب أن يكون بدلاً من ما هو موجود.
- ينقسم المتسابقون إلى فئات معارضة تدحض القضية وفئات مؤيدة تدافع عنها، ويجب على كل طرف تقديم أمثلة وحلول لمقترحاتهم.
-
مناظرة ومناقشة الكونغرس: تقوم على النقاش الفردي بين مجموعة من الطلاب حول التشريعات والإجراءات البرلمانية في الولايات المتحدة.
- يتبادل الطلاب الافكار والحجج ويقومون بتقييم النقاش من قبل القضاة مما يعزز الفائدة التعليمية.
-
المناظرة والنقاش البرلماني: سميت بهذا الاسم لأنها تشبه المناظرات التي تحدث في البرلمان البريطاني.
- تجري عادة بين فريقين متعارضين دون الحاجة إلى تحضير مسبق.
-
مناظرة ومناقشة المنتدى العام: يعرف هذا النوع من المناظرات بأنه عفوي حول الأحداث الجارية.
- تستند الموضوعات المثيرة للجدل إلى عناوين صحفية، وتبدأ المناظرة بإلقاء عملة معدنية لتحديد الفريق الذي يبدأ.
- هذا النوع يبرز مهارات الجدل بصورة فعالة.
شروط وقواعد المناظرة
تتطلب أنواع المناظرة معرفة بشروط معينة يجب الالتزام بها:
- الشرط الأول: يجب أن يكون كل من المتناظرين على دراية بالقواعد والآداب الأساسية للمناظرة، لينضموا إلى النقاش بمهنية واحترام.
-
الشرط الثاني: ضرورة فهم كل فريق للموضوع محل النقاش، حيث أن جهل أحد المتحدثين بالموضوع قد ينزع عن المناظرة هدفها.
- لذلك، يجب أن يكون الموضوع مفهوماً ومحددًا بشكل كافٍ لضمان وضوح الآراء.
-
الشرط الثالث: أن يكون الموضوع مثيراً للجدل ومناسباً للنقاش.
- لا يجب أن يتطرق الموضوع إلى بديهيات أو أمور مسلَّمة، بل يجب أن يكون ذا أهمية للنقاش المنطقي.
- الشرط الرابع: يجب على المتناظرين تجنب التقليل من قيمة خصومهم.
- الشرط الخامس: ينبغي ألا يُعتقد أن أحد المتناظرين أقوى بكثير من الآخر في الحجج.
- الشرط السادس: يجب أن يكون المتناظر غير مشتت ذهنيًا أو عاطفيًا.
- الشرط السابع: ينبغي أن يتجنب كل من المتناظرين التسرع في تقديم آرائهم، حيث يساعد التفكير الهادئ على الوصول إلى الاستنتاجات المنطقية.
- الشرط الثامن: يجب تجنب السخرية من آراء الآخرين، حيث أن ذلك يضعف من قيمة النقاش.
فوائد المناظرة
تعود المناظرة بالكثير من الفوائد على الأفراد بمختلف فئاتهم، وفيما يلي أهم هذه الفوائد:
- تعزز المناظرات من مهارات العمل الجماعي.
- تحسن قدرة المتناظرين على إلقاء الكلام الفعال وطريقة التعبير.
- تساعد على استخدام المنطق في الحوار وتقديم الأدلة والبراهين.
- تحسن قدرة المتناظرين على تقديم حجج متوازنة.
- تفتح آفاق المعرفة من خلال استماع وجهات نظر متنوعة.
- تعمل على اكتساب المهارات الأكاديمية وتطوير الذات.
- تعزز من مهارات الإقناع.
- تساهم في تحسين مهارات الكتابة.
- تشجع على تطوير التفكير التحليلي والبحثي.
- تساعد في توضيح وجهات النظر المختلفة.
- تؤهل المتناظرين لتطوير مهارات تعليمية فريدة.
- تحسن من مهارات العرض والتقديم.
- تعزز من القدرة على الفهم في المواقف المعقدة.
- تنمي الثقة والتوازن عند المشاركين.
- تشجع على قبول المنافسة والخسارة، وهي مهارة مهمة للتعلم.
- تساعد في تحسين التفكير النقدي.