تتواجد جزر كوريا موريا في سلطنة عمان، وكانت تعرف سابقاً بجزر غلفان، ولكن التسمية التقليدية التي ارتبطت بها عبر الزمن هي جزر الحلانيات.
اليوم، تُعرف هذه الجزر بقوة باسمها المعروف حالياً وهو جزر كوريا موريا، وقد تم إعطاؤها هذا الاسم من قبل المملكة المتحدة.
أما بالنسبة لموقعها الدقيق، فإن جزر كوريا موريا تقع على الساحل الجنوبي لسلطنة عمان، على بُعد حوالي 40 كيلومتراً منها، مما يجعلها ضمن نطاق محافظة ظفار.
توجد حتى الآن نزاعات دولية بين سلطنة عمان وجمهورية اليمن حول حقوق السيادة على هذه الجزر.
فيما يتعلق بمساحة جزر كوريا موريا، تبلغ حوالي 73 كيلومتراً مربعاً، وموقعها الاستراتيجي يضيف قيمة كبيرة سواء من الناحية السياحية أو البيئية.
عدد جزر كوريا موريا وأسمائها
جزيرة حلان: هي أكبر جزيرة في المجموعة، بمساحة تصل إلى 24 ميل مربع. يفضلها الصيادون بفضل موقعها المتميز.
جزيرة حاسك: تقع على بُعد 80 كيلومتراً من جزيرة حلان، وسُمّيت بذلك نسبةً لقربها من محافظة حاسك.
الجزيرة القبلية: تُرجح الأدلة الأثرية إلى أن سكاناً قدامى عاشوا في هذه الجزيرة، حيث وُجد فيها مخازن للأسلحة القديمة.
جزيرة الطيور: تعتبر من أجمل جزر كوريا موريا، حيث يزورها الكثير من الزوّار، وتشتهر بجماعات الطيور البحرية التي تعود لتضع بيضها فيها. سُمّيت سابقًا جزيرة السودة بسبب الصخور السوداء التي تغطيها.
الجزيرة الجارودية: وهي جزيرة غير مزروعة، تتكون بشكل رئيسي من الصخور والرمال، وتعتبر بيئة قاسية.
تضاريس وسكان جزر كوريا موريا
تتميز جزر كوريا موريا بتضاريسها المتنوعة، مما يجعلها واحدة من الجزر البارزة في الخليج العربي.
تحتوي على خليج وعيون بالإضافة إلى شواطئ وتلال، وتعتبر شواطئها ملاذًا للسلاحف البحرية المهددة بالانقراض.
سكان الجزر هم من قبيلة النصر الحشري، والتي تنتمي إلى بني ذهبان الحشري.
تجدر الإشارة إلى أن هذه القبيلة هاجرت إلى الجزيرة هربًا من الغزو البرتغالي على محافظة ظفار، وتعايشوا مع قبيلة بيت سعيد في الأجزاء الشرقية المعنية.
يبلغ عدد سكان الجزر اليوم حوالي 150 ألف نسمة، وهم يعتمدون على الصيد كمصدر رئيسي للرزق، حيث تتمتع المياه المحيطة بالجزائر بثروة سمكية غنية.
التاريخ وآثار جزر كوريا موريا
تحتوي جزر كوريا موريا على مجموعة من الآثار التي تسلط الضوء على تاريخها العريق والذي يعود إلى عصور الجاهلية.
تشمل هذه الآثار المغارة الموجودة في الجهة الشرقية من منطقة شويمية، والتي تؤكد وجود حياة بشرية قديمة قبل الميلاد.
في عام 1854م، قدم السلطان الحاكم في ذلك الوقت تنازلاً عن الجزر للمملكة البريطانية بدعوى إنشاء خدمات التلغراف فيها.
في عام 1963م، تمت إعادة الجزر إلى الحماية التابعة لمحافظة عدن في اليمن بعد تنازل سابق للملكة البريطانية فيكتوريا كهديّة زواج من السلطان السيد سعيد بن سلطان.
على الرغم من ذلك، تمت إعادة الجزر إلى سلطنة عمان عام 1976م بعد تغيير اسمها إلى جزر كوريا موريا.
شهدت العلاقات بين عمان واليمن الكثير من التوتر حول هذه الجزر، مما أدى إلى إعادة الجزر إلى محمية عدن مرة أخرى.
في إطار تسوية هذا النزاع، أرسل الشيخ غالب بن علي رسالة إلى المجلس الجامع، مما أسفر عن ضم الجزر إلى سلطنة عمان.
وفي عام 1992م، تم ترسيم الحدود مجددًا بين الدولتين خلال فترة حكم السلطان قابوس بن سعيد.