أفضل قصيدة تتحدث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم

قصيدة حسان بن ثابت

أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّة ِ خَاتَمٌ

مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ

وتمّ الإلهُ ضمّ النبيّ إلى اسمهِ

إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ

وشقّ لهُ من اسمهِ ما يُعظِّمهُ

فذو العرشِ محمودٌ، وهذا محمدُ

نَبيٌّ جاءنا بَعْدَ يَأْسٍ وفَتْرةٍ

بينَ الرسلِ، والأوثانِ في الأرضِ تُعبَدُ

فأصبح سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً

يَنيرُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ

وأنذَرَنا ناراً، وبشّرَ جنةً

وعلّمنا الإسلامَ، فالحمدُ للهِ

وأنتَ إلهَ الخلقِ، ربي وخالقي

بهذا، ما عمَرتُ، فيا الناسِ أشهدُ

تَعَالَيْتَ رَبَّ الناسِ عن قَوْلِ مَن دَعَا

سِوَاكَ إلهاً، أنتَ أعْلَى وأمْجَدُ

لكَ الخلقُ والنِعَمُ، والأمرُ كلّهُ

فإيّاكَ نَستَهْدي، وإيّاكَ نَعْبُدُ

وليد الأعظمي

ربيعك للروح كبلسمٍ شافٍ

بهيج الضحى رائق ابتسامةٍ

تُحرّك في النفس وجدانها

وتُطلقها من قيود الألم

وتبعثها حرةً لا تضيق

بتجريح المثبطين واللوم

وترفعها من حضيض التراب

إلى الأفق الأرحب والأكرم

وتغمرها بحنان السماء

وتهبها هيبة المسلم

فتشرق في القلب أنواره

وينبض بحمد القادر المنعم

ويمشي سوياً على منهجٍ

سليم يؤدي إلى السلام

ويعبق فيه أريج الهدى

زكياً يزهو في كل موسم

أرق وأندى من الياسمين

وأبهى جمالاً من البرعم

ربيعك يا سيد الكائنات

سناه ينير القلوب العمياء

ويروي غليل العطاش الذين

يرون السراب كسيل الطمي

نبي الهدى هزني ذكركم

فرحت أعني بشوق ظمي

وأشدو بفضلك بين الرجال

جهاراً نهاراً بملء الفم

قصيدة البوصيري

محمدٌ سيدُ الكونينِ والثقلينِ

من عُربٍ وعجمٍ على حدٍّ سواء

نبينا الآمر الناهي فلا أحدٌ

أبَرَّ في قَوْلِ “لا” أو “نَعَمِ”

هو الحبيبُ الذي تُرْجَى شَفَاعَتُهُ

لكل هولٍ يقتحمُ الأزمانِ

دعا إلى الله والمستمسكونَ بهِ

متمسكونَ بحبلٍ غيرِ منفصمِ

فاقَ النبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ

ولم يدانوهُ في علمٍ أو كَرَمِ

وكلهم من رسول الله ملتمسٌ

غرفاً من البحرِ أو رشفة من الديمِ

وواقفُون لديه عند حدِّهمِ

من نقطة العلم أو من شكلة الحكمِ

فَهُوَ الذي تَمَّ معناه وصورته

ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسمِ

مُنّزَّهٌ عن شريكٍ في محاسنهِ

فَجَوْهَرُ الحُسْنِ فيه غير مُنقَسِمَ

دَعْ ما ادَّعَتْهُ النصارى في نبيّهمِ

واحكم بما شِئْتَ مدحاً فيه واحتكِمِ

وانسب إلى ذاته ما شئت من شرفٍ

وانسب إلى قدرهِ ما شئت من عظمِ

فإن فضل رسول الله ليس لهُ

حدٌّ يعرِب عنه ناطقٌ بفمِ

لو ناسبت قدره آياته عظمى

أحيا اسمه حين يُدعى من رميمِ

لم يختبرنا بما تعمل العقول به

حرصاً علينا ولم يحمق الزمنِ

أعيا الورى فهم معانيه فليس يُرى

في القرب والبعد فيه غير مُنفحِمِ

كالشمس تظهر للعينين من بُعُدٍ

صَغِيرَة وتُكِلُّ الطَّرْفَ مِن أممٍ

وكيف يُدرك في الدنيا حقيقتهُ

قومٌ نيام تسلّوا عنه بالحلمِ

فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ

وأنه خيرُ خلقِ اللهِ كلهمِ

وكلُّ آيٍ أتى الرسل الكرام بها

فإنما اتصلتْ من نورهِ بهمِ

أكرمْ بخلق نبيٍ زانه خُلُقٌ

بالحُسن مُشتملٍ بالبشر متسِمِ

كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ

والبحر في كرمٍ والدهر في هممِ

كأنه وحده من جلالتهِ

في عسكرٍ حين تلقاهُ وفي حشمِ

كَأَنَّمَا اللؤلؤ المكنون في صدفِ

من معدني منطقٍ منهُ ومبتسمِ

قصيدة محمد إقبال

هو في العالم صلح وخصام

للحياة الماء من هذا الحسام

نظرة العشق بها شق الصخور

هو عشق الحق والحق يصير

فابغ في طينك هذي الكيمياء

اقبسن من كامل هذا الضياء

امض كالرومي شمعاً يشتعل

وارم من تبريز في الروم الشعل

إن في قلبك معشوقاً ثوى

أقبلن أنبئك عن هذا الجوى

عاشقوه قد شأوا كل جميل

حبهم في كل قلب لا يحول

عشقه في القلب نور أسفرا

للثريا يرتقى منه الثرى

ترب نجد منه قد خف وضاء

طار وجداً مصعداً نحو السماء

مهجة المسلم مثوى المصطفى

عزة المسلم ذكرى المصطفى

موجة من نقعة الطور الأشم

داره للكعبة العظمى حرم

ضاق عن آن حواه الأبد

مستمد من مداه الأمد

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *