أسباب ضعف نمو الشعر عند الأطفال
يتفاوت معدل نمو الشعر من طفل إلى آخر، حيث قد يُولد بعض الأطفال بشعر كثيف، بينما يتأخر نمو الشعر لدى آخرين. هذا الأمر يُعتبر طبيعيًا ولا يُسبب قلقًا. بشكل عام، يبدأ نمو الشعر عند الأطفال خلال شهره السادس إلى الثاني عشر من الحياة. ومع ذلك، في حال لاحظ الأهل تأخر النمو بعد مرور السنة الأولى، يُستحسن استشارة طبيب مختص.
فيما يلي أبرز الأسباب التي قد تؤدي لضعف نمو الشعر عند الأطفال:
العوامل الجينية والوراثية
قد يُعزى ضعف نمو الشعر وتساقطه لدى الأطفال إلى طفرات جينية وراثية، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات في نمو الشعر، ومن هذه الاضطرابات:
- متلازمة الشعر الصوفي (Woolly hair syndrome)
تتضمن هذه الحالة مجموعة من الاضطرابات التي تسبب عيوبًا بنيوية في جذع الشعر، وتتميز بالتجعد الشديد في شعر فروة الرأس.
- الحَثَل الكبريتي الشعري (Trichothiodystrophy)
هي حالة نادرة تؤثر في عدة أجزاء من الجسم، وتتميز بشعر هش وسهل التكسر.
- تعجر الشعر أو تعقده (Monilethrix)
هذه حالة وراثية تؤدي إلى ظهور شعر هش يُظهر حبيبات عند النظر إليه عبر المجهر.
البعض من هذه الاضطرابات لا تسبب مشاكل صحية مباشرة، إلا أن جزءًا منها يمكن أن يرتبط بمتلازمات تؤثر على أجزاء أخرى من الجسم، مما يستدعي الفحص السريري لضمان التشخيص السليم.
غالبًا ما تؤدي الاضطرابات الشعرية الخلقية إلى ضغط نفسي وعاطفي على الطفل ووالديه، لذا يُنصح بالتوجه لأخصائي الجينات لفهم المشكلة بشكل جيد والحصول على الدعم اللازم.
نقص بعض العناصر الغذائية
قد يكون ضعف نمو الشعر نتيجة لنقص حاد في بعض العناصر الغذائية. ومن أبرز هذه العناصر:
- الزنك
يُعتبر الزنك من المعادن الأساسية لنمو الطفل منذ كون الجنين وأثناء مراحل الطفولة والمراهقة. يلعب الزنك دورًا مهمًا في إصلاح الشعر ونموه، كما يُساهم في الحفاظ على عمل الغدد الدهنية المحيطة بالبصيلات، ونقصه قد ينتج عنه ضعف في نمو الشعر وتساقطه.
- البيوتين (فيتامين ب7)
يساعد البيوتين الجسم على تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز، مما يوفر الطاقة اللازمة. يُعتبر أحد الأعضاء في مجموعة فيتامينات ب، والتي تُساهم في نقل الأكسجين والمغذيات إلى خلايا فروة الرأس، وبالتالي فإن نقصه قد يسبب ضعف نمو الشعر.
ومن الجدير بالذكر أن زيادة بعض العناصر الغذائية، مثل فيتامين أ، قد تؤدي أيضًا لتساقط الشعر. ولكن بالإمكان معالجة نقص الفيتامينات والمعادن من خلال توفير نظام غذائي متوازن للطفل، واستشارة الطبيب حول إمكانية استخدام مكملات غذائية عند الحاجة.
العدوى الفطرية
يمكن لبعض الالتهابات الفطرية أن تسبب تساقط الشعر عند الأطفال، حيث إن خدش المناطق المصابة أو تلف بشرة فروة الرأس قد يزيد من ضعف النمو. ومن الأمثلة على هذه العدوى:
- سعفة الرأس (Tinea capitis)
هي واحدة من الأسباب الشائعة لضعف نمو الشعر وتساقطه عند الأطفال، حيث تسبب هذه العدوى عادةً آفات دائرية حمراء، بالإضافة إلى الحكة وتقشر فروة الرأس.
- التهاب الجلد الدهني (Seborrhoeic dermatitis)
يحدث هذا الالتهاب نتيجة نوع من الفطريات تُعرف باسم الملاسيزية (Malassezia) وتراكم الزيوت في الغدد الدهنية. تؤثر هذه الحالة على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أسبوعين إلى 12 شهرًا، وقد ينتج عنها احمرار في ثنايا الجلد، وفي الحالات الحادة، قد يؤدي إلى تساقط مؤقت للشعر.
الثعلبة
الثعلبة (Alopecia areata) هي حالة تساقط الشعر نتيجة للهجوم المناعي على بصيلات الشعر. قد يفقد الأطفال المصابون بالثعلبة شعر حواجبهم ورموشهم، ويمكن أن يؤثر المرض على الشعر في أنحاء الجسم المختلفة، مما يجعل نمط التساقط يختلف من طفل لآخر.
ثعلبة الشد
ثعلبة الشد (Traction alopecia) تحدث نتيجة لتعرض الشعر للشد المتكرر لفترات طويلة، مما يؤدي لتساقطه وظهور بقع صلعاء. تُعتبر هذه الحالة شائعة عند ربط الشعر لفترات طويلة. ومع اتخاذ الإجراءات المناسبة، يمكن أن يتعافى الشعر، ولكن النمو مرة أخرى قد يستغرق بعض الوقت.
استشارة الطبيب بشأن ضعف نمو الشعر عند الأطفال
بينما يمكنك التعامل مع بعض حالات ضعف الشعر بسهولة، إلا أنه يجب مراجعة الطبيب في بعض الحالات مثل:
- ظهور بقع صلعاء في فروة الرأس.
- وجود حكة أو ألم في فروة الرأس.
- زيادة ملحوظة في كمية الشعر المتساقط.
- بداية تساقط الشعر بعد الإصابة بمرض أو بدء دواء جديد.
- تعرض الطفل لإصابة أو حروق في فروة الرأس.
- تساقط شعر الحواجب أو الرموش.
ملخص المقال
يحدث ضعف نمو الشعر عند الأطفال لأسباب متعددة تشمل العوامل الوراثية، بعض الحالات الصحية مثل الثعلبة والعدوى الفطرية، بالإضافة إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن. كما قد يلعب نمط الحياة دورًا في تساقط الشعر. من الضروري استشارة الطبيب في حال ظهور علامات غير طبيعية لضعف الشعر أو إذا رافقتها أعراض أخرى مثيرة للقلق.