قصيدة أحبك
يُعبّر الشاعر نزار قباني في قصيدته “أحبك” بالتالي:
أحبك حتى أستسلم للظلام
بعيونٍ تتسع كسماءٍ واسعة
إلى أن أختفي وريدًا وريدًا
في أعماق شجرةٍ تلامسها الألوان
إلى أن أشعر أنك جزء مني
وجزء من أفكاري.. وجزء من دمي
أحبك.. كغيبوبةٍ لا تفيق
أنا عطشانٌ لا يقدر على الارتواء
أنا عقدةٌ في طيات قميصٍ
عرفت بنفضاته كبريائي
أنا – عفو عينيك – أنت. جميعنا
ربيع الربيع .. وعطاء العطاء
أحبك.. لا تسألي عن أي أسباب
فقد جُرحت من شموس ادعائي
إذا أحببتك.. فإن نفسي تحب
إذ نحن الأغنية .. وصدى الأغنية ..
قصيدة أحبك أحبك والبقية تأتي
- يختتم الشاعر نزار قباني في قصيدته “أحبك أحبك والبقية تأتي” بقوله:
حديثك كسجادةٍ فارسية..
وعيناك عصفورتان دمشقيتان..
تطيران بين الحائط والحائط..
وقلبي يسافر كحمامة فوق مياه يديك،
ويأخذ قيلولةً تحت ظل السوار..
وأنا أحبك..
لكنني أخشى التورط فيك،
أخشى الوحدة معك،
أخشى التقمص فيك،
فقد علّمتني التجارب تجنب حب النساء،
وموج البحار..
أنا لا أناقش حبك.. إنه نهاري
ولست أتناقش بشمس النهار
أنا لا أناقش حبك..
فهو يحدد اليوم الذي سيأتي.. واليوم الذي سيرحل..
وهو يقرر وقت الحوار، وشكله..
دعيني أعد لك الشاي،
أنت خرافية الجمال هذا الصباح،
وصوتك مزيجٌ رائعٌ على الثوب المراكشي
وعقدك يتلاعب كطفلٍ تحت المرايا..
ويرتشف المياه من شفتك كالزهرة
دعيني أعد لك الشاي، هل أخبرتك أني أحبك؟
هل أخبرتك أنني سعيدٌ لوجودك..
وأن حضورك يسعد كحضور القصيدة
وحضور المراكب، والذكريات البعيدة..
دعيني أترجم بعض كلمات المقاعد وهي ترحب بك..
دعيني أضيفك حرفًا جديدًا..
على أحرف الأبجدية..
دعيني أناقض نفسي قليلاً
وأجمع في الحب بين الحضارة والبدائية..
– هل أعجبك الشاي؟
– هل تريدين بعض الحليب؟
– وهل ستكتفين – كما كنتِ دائماً – بقطعة سكر؟
– أما أنا فأفضل وجهك بلا سكر..
أكرر للمرة الألف أني أحبك..
كيف تريدينني أن أفسر ما لا يمكن تفسيره؟
وكيف تريدينني أن أقيّم حجم حزني؟
وحزني كطفل.. يزداد جماله وينمو كل يوم..
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين وأخرى لا تعرفين..
أحبك أنت..
دعيني أبحث عن مفرداتٍ..
تناسب شوقي إليك..
دعيني أفكر فيك..
وأشتاق إليك..
وأبكي، وأضحك من أجلك..
وألغي المسافة بين الخيال والواقع..
دعيني أنادي عليك، بكل حروف النداء..
لعلني إذا صرخت باسمك، من شفتيك تولدين
دعيني أؤسس دولة الحب..
تكونين أنت الملكة فيها..
وأكون أنا أعظم العاشقين..
دعيني أقود ثورة..
توطد سيطرة عينيك بين القلوب،
دعيني.. أغير بمفهوم الحب وجه الحضارة..
أنت الحضارة.. أنت التراث الذي يتشكل في عمق الأرض
منذ ألوف السنين..
أحبك..
كيف تريدينني أن أثبت أن وجودك في الكون،
مثل وجود المياه،
ومثل وجود الشجر
وأنك زهرة دوار الشمس..
وبستان نخلٍ..
وأغنيةٌ أبحرت من أوتار..
دعيني أقول لك بالصمت..
عندما تضيق العبارة بما أعاني..
وعندما يصبح الكلام مؤامرةً أتعثر فيها.
وتصبح القصيدة تمثالاً من حجر..
دعيني..
أخبرك بما بين نفسي وقلبي..
وما بين أهداب عينك، وعيني..
دعيني..
أخبرك بالرمز، إن كنتِ لا تثقين بضوء القمر..
دعيني أقول لك بالبرق،
أو برذاذ المطر..
دعيني أقدم للبحر عنوان عينيك..
إذا قبلت دعوتي للسفر..
لماذا أحبك؟
إن السفينة في البحر، لا تتذكر كيف أحاط بها الماء..
لا تتذكر كيف انتابها الدوار..
لماذا أحبك؟
فالرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت..
وليست تقدم أي اعتذار..
لماذا أحبك.. لا تسأليني..
فليس لدي خيار.. وليس لديك خيار..
قصيدة الحب لا يقف على الضوء الأحمر
يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته “الحب لا يقف على الضوء الأحمر”:
هذا كتابي الأربعون .. وما زلت
أزحف كتلميذٍ صغيرٍ في هواك
هذا كتابي الأربعون..
ورغم كل مهارتي ومهارتي
لا بد من لغةٍ أخصها لك .. حبيبتي..
لا بد من لغةٍ تتناسب مع مستواك
لقد حلقت آلاف السنين.. ولم أصل لذراك
وجمعت تيجان الملوك..
إلا أني لم أحصل على رضاك..
وصعدت فوق الأبجدية لأراك..
يا من تخيطين قصائدي ثوبًا لها..
هل يمكن بين القصيدة .. والقصيدة ..
أن أراك؟؟…
قصيدة حب بلا حدود
يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته “حب بلا حدود”:
يا سيدتي:
كنت أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل مغادرة العام.
أنت الآن.. أهم امرأةٍ
بعد بداية هذا العام..
أنت امرأةٌ لا أعدها بالساعات والأيام.
أنت امرأةٌ..
صنعت من فاكهة الشعر..
ومن ذهب الأحلام..
أنت امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوام..
يا سيدتي:
يا نسج القطن والغمام.
يا أمطارًا من ياقوتٍ..
يا غاباتٍ من رخام..
يا من تسبحين كالأسمك في مياه القلب..
وتسكنين في العينين كفوج حمام.
لن يتغير شيءٌ في مشاعري..
في إحساسي..
في وجداني.. في إيماني..
فسأبقى على دين الإسلام..
يا سيدتي:
لا تهتمي بإيقاع الزمن وأسماء السنوات.
أنت امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كل الأوقات.
سأحبك..
عند بداية القرن الواحد والعشرين..
وعند بداية القرن الخامس والعشرين..
وعند بداية القرن التاسع والعشرين..
و سأحبك..
حين تجف مياه البحر..
وتحترق الغابات..
يا سيدتي:
أنت خلاصة كل الشعر..
ووردة كل الحريات.
يكفي أن أتهجى اسمك..
حتى أصبح ملك الشعر..
وفرعون الكلمات..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلك..
حتى أدخل كتب التاريخ..
وترفع من أجلي الأعلام..
يا سيدتي:
لا تتزعزعي مثل الطائر في زمن الأعياد.
لن يتغير أي شيءٍ مني.
لن يتوقف نهر الحب عن الجريان.
لن يتوقف نبض القلب عن الخفقان.
لن يتوقف حجل الشعر عن الطيران.
عندما يكون الحب كبيرًا..
والمحبوبة قمرًا..
لن يتحول هذا الحب
إلى حزمةٍ من قشٍ تأكلها النيران…
يا سيدتي:
ليس هناك شيءٌ يملأ عيني
لا الأضواء..
ولا الزينات..
ولا أجراس العيد..
ولا شجر الميلاد.
لا تعني لي الشوارع شيئًا.
لا تعني لي الحانة شيئًا.
لا يعنيني أي كلامٍ
يُكتب على بطاقات الأعياد.
يا سيدتي:
لا أتذكر إلا صوتك
عندما تدق نواقيس الأيام.
لا أتذكر إلا عطرك
حين أنام على ورق الأعشاب.
لا أتذكر إلا وجهك..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلج..
وأسمع صرير الحطب..
ما يفرحني يا سيدتي
أن أكون كالعصافير الخائفة
بين بساتين الأهداب…
ما يبهرني يا سيدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبر..
أحتضنه..
وأستمتع بالنوم سعيدًا كالأطفال…
قصيدة الحب يا حبيبتي
- يقول الشاعر نزار قباني في قصيدته “الحب يا حبيبتي”:
الحب يا حبيبتي
قصيدةٌ ساحرةٌ مكتوبةٌ على القمر
الحب مرسومٌ على كافة أوراق الشجر
الحب منقوشٌ على ريش العصافير
وحبّات المطر
لكن أي امرأةٍ في وطني
إذا أحبت رجلًا
ترمى بخمسين حجر