ذكر النجوم في القرآن الكريم
تُعَدّ سورة النجم واحدة من سور القرآن التي تحمل اسم أحد النجوم، وذُكر بها نجم الشعرى. كما ورد مصطلح النجم والنجوم في مواضع متعددة عبر القرآن، سواء بصفاتها أو أسمائها. فمن الصفات التي ذُكرت: الخنس، والجريان، والكنس، والثقوب، والطروق، بينما الأسماء المرتبطة بالنجوم تشمل الشمس والشعرى.
النجوم التي ذُكرت باسمها في القرآن
النجمان الذان وردا بأسمائهما في القرآن هما:
- الشمس
جاء ذكر الشمس في القرآن الكريم 33 مرة، وذلك في سياقات مختلفة تُظهر إعجاز الخالق وروعته في صنعه. ومن الآيات التي تشير لذلك قوله تعالى: (هُوَ الَّذي جَعَلَ الشَّمسَ ضِياءً وَالقَمَرَ نورًا وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعلَموا عَدَدَ السِّنينَ وَالحِسابَ ما خَلَقَ اللَّـهُ ذلِكَ إِلّا بِالحَقِّ يُفَصِّلُ الآياتِ لِقَومٍ يَعلَمونَ).
وقد عبَدَ بعض الأقوام الشمس، مثل قوم سبأ. وقد تجلّى ذلك في حديث الهدهد لبني سليمان -عليه السلام- حيث قال تعالى: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ* وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّـهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ). وقد وَهَبَ الله -تعالى- أمراً عبادة السجود له وحده، ناهياً عن السجود للشمس أو القمر.
- الشعرى
يُعتبر نجم الشعرى اليمانية هو النجم الوحيد الذي ذُكر اسمه صراحة في القرآن، على عكس الشمس. ويُعَدّ واحدًا من ألمع النجوم قربًا إلينا. عُرِفَ هذا النجم في عدة حضارات قديمة، كما جاء في قوله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى).
تعددت آراء العلماء حول الأقوام الذين كانوا يقدسون هذا النجم. وقد عرفت البشرية الشعرى منذ العصور الحجرية، حيث حظي بمكانة خاصة لدى قدماء المصريين لارتباطه بشؤون الزراعة. وفي ظل إجلاله وقدسيته في الثقافات القديمة، جاء قول الله -تعالى-: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى) للتأكيد على أنه لا يُجوز السجود لغير الله الواحد الأحد، الذي لا شريك له في الملك ولا ولد.
ذكر بعض النجوم في القرآن بصفاتها
وصف الله -تعالى- بعض النجوم في كتابه بصفات تميزها من حيث الهيئة أو الوظيفة أو الشكل. ومن الصفات المذكورة ما يلي:
- الثقوب
يُعتبر الشهاب الثاقب من النجوم التي ذكرها الله -تعالى- ليلاحق من يحاول استراق السمع من الشياطين. كما جاء في قوله: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ). وقد ذُكر هذا الوصف أيضًا في سورة الطارق: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ)، حيث تعتبر الثاقب دليلاً على قدرته في حرق الشياطين أو اختراق السماء بصوته، وقد يكتشف العلماء أوجه أخرى لذلك لاحقاً.
- وصفها بالخنس والجريان والكنس
قال -تعالى-: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ* الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)، حيث تعني “تخنس” العودة، و”تجري” تعني السير بسرعة، في حين أن “تكنس” تشير إلى عدم رؤيتها في النهار.
- وصفها بالطارق
ذكرت الآية: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) للدلالة على عظمة النجوم. إذ تندمج كتلها الثقيلة وسرعاتها العالية في ظلام دامس دون تصادم، مما يُظهر قدرة الخالق وإعجازه في نظام الكون.