ألوان زهرة اللوتس في الحضارة الفرعونية

تُعتبر ألوان زهرة اللوتس الفرعونية رمزًا ملهمًا، حيث تجسد الحضارة الفرعونية إحدى أعظم الحضارات القديمة في العالم.

لقد أسهمت هذه الحضارة بشكل كبير في تطوير العديد من العلوم بما في ذلك الطب والهندسة والعمارة والكيمياء، وغيرها من المعارف التي لا تُعد ولا تُحصى.

اعتمدت الحضارة الفرعونية على اللغة الهيروغليفية كوسيلة أساسية لنقل علومها ومعارفها.

تتميز هذه اللغة برموزها وصورها المعبرة عن مفاهيمهم المتعددة.

ومن أبرز هذه الرموز زهرة اللوتس، التي كانت متواجدة بكثرة في المخطوطات وجدران المعابد وأعمدتها.

سنتناول في هذا المقال الرموز الفرعونية، مع تركيز خاص على رمز زهرة اللوتس.

ندعو جميع المهتمين للغوص في هذا المقال للتعرف على جانب مهم من جوانب الحضارة الفرعونية.

أصل تسميه زهرة اللوتس

تعود تسمية زهرة اللوتس إلى الكلمة اليونانية “لوتاز”.

لكن، نظرًا لتنوع ألوانها، أطلق المصري القديم أسماء محددة على كل لون منها.

فأطلق على الزهرة البيضاء اسم “سشن”، بينما عُرفت الزهرة الزرقاء بـ”سربد أو سربتي”، وأخيرًا أُطلق على الزهرة الحمراء اسم “نخب أو نحب”.

قيمة زهرة اللوتس لدى قدماء المصريين

تشير زهرة اللوتس إلى العديد من المعتقدات لدى قدماء المصريين.

تتميز زهرة اللوتس بعطرها، وتتواجد بألوان ثلاثة (أحمر، أزرق، أبيض).

تنمو هذه الزهرة وتتفتح في خمسة أيام فقط، حيث تبدأ دورة حياتها عند الفجر وتنتهي عند الغسق، كما هو موثق في المخطوطات القديمة.

لم تكن الزهرة مجرد شكل زينة مزخرف على جدران المعابد، بل كانت تُستخدم أيضًا في صناعة العطور ومستحضرات التجميل.

علاوة على ذلك، احتلت زهرة اللوتس مكانة رمزية مُقدسة، إذ كانت تُعتبر رمز الخلق لدى الفراعنة.

استخدام زهرة اللوتس كرمز زخرفي

بدأ المصريون القدماء استخدام زهرة اللوتس كعنصر زينة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد.

ثم انتقلت رمزيتها إلى الحضارة الآشورية في الألف الأولى قبل الميلاد.

تجلى استخدامها في الزخرفة في سوريا واليونان بدءًا من القرن السابع قبل الميلاد، واستمرت كرمز في الفنون القديمة حتى عصر الغزو المغولي.

ثم اختفت لفترة طويلة حتى القرن الثالث عشر، حين عاد الإبداع في استخدامها في الفنون الصينية، حيث تم نقلها من ضفاف نهري الهند والسند وإيران.

ذكر الدكتور عبد الحميد عزب، أحد المؤرخين المهتمين بالآثار المصرية، في كتابه “أزهار اللوتس في مصر القديمة”، أن المصريين القدماء قد تأثروا بشكل كبير بزهرة اللوتس، حيث تم رسمها على الأعمدة والجدران وكافة أشكال العمارة.

وقد قاموا بصناعة أدوات تجميل مثل “المرايا، المكاحل، المجوهرات، الحلي، الأواني والأطباق” على شكل زهرة اللوتس.

استخدام زهرة اللوتس في صناعة العطور

أدخل المصريون القدماء زهرة اللوتس في صناعة العطور، حيث كانوا ينقعونها في مادة دهنية لفترة للحصول على العطر المطلوب.

استخدام زهرة اللوتس في علاج الأمراض

تحتوي زهرة اللوتس على مركب ملون يُسهم في تسكين الآلام وعلاج الالتهابات.

كما ذكر الطبيب جهاد سالم أن العلاج بالعطور قد يفيد في معالجة بعض الأمراض.

كان المصري القديم يستخلص الزيوت العطرية من زهرة اللوتس ثم يقوم بتدليكها على جسم المريض لتحفيز مراكز الطاقة.

وبالمثل، وُجد أن الزيت العطري المستخلص من زهرة اللوتس الزرقاء يُعزز مناعة الجسم حين يتم دهنه على المريض.

زهرة اللوتس كأسطورة الخلق في مصر القديمة

أوضحت الباحثة صفاء محمد في تصريح خاص أن زهرة اللوتس كانت مرتبطة بأسطورة الخلق، حيث اعتقد المصريون القدماء أنها أول مخلوق خرج من مياه “نون” الأزلية.

هذا الاعتقاد يشير إلى أهمية زهرة اللوتس في معتقداتهم الدينية ودورها الرمزي في البعث.

استمرار أسطورة الخلق

كما تُصور الزهور في الأساطير المصرية القديمة كرموز للخلق، حيث وُصف الإله نفرتم وكأنه وُلد من زهرة اللوتس البيضاء.

وكذلك كان الملك توت عنخ آمون يصور برأس يخرج من زهرة اللوتس، مما يرمز لاستمرارية الحياة الأبدية.

كما تُظهر الرسوم أن أبناء حورس وُلدوا من زهرة اللوتس، مما يبرز ما تمثله هذه الزهرة من خلق جديد.

كذلك، اشتملت الرسومات على زهرة اللوتس في محكمة أوزير، مما يعكس مكانتها الفريدة لدى الحضارة الفرعونية.

علاقة زهرة اللوتس بالوعي الكوني

تصوّر جدران المعابد المصرية القديمة تنفس زهرة اللوتس الزرقاء، وقد أثارت هذه النقطة اهتمام العلماء المعاصرين.

حيث وُجد أنه عند استنشاق زهرة اللوتس الزرقاء، ينغمس الإنسان في حالة استرخاء تُشبه التأمل.

سُجلت هذه المعلومات في الأبحاث العلمية التي استندت إلى المكونات الكيميائية الطبيعية للزهرة.

حيث أظهر أحد العلماء أن الحمض النووي البشري يحتوي على نسبة 3% من الخلايا النشطة، و97% من الخلايا غير النشطة التي تحتاج إلى تحفيز.

ووجد أن هذه الخلايا الخاملة يمكن تنشيطها من خلال تمارين التأمل.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن استنشاق زهرة اللوتس يمكن أن يساعد في تعزيز الإبداع وتنشيط الخلايا الخاملة.

ختام العلاقة بالوعي الكوني

في نهاية المطاف، نجد أن زهرة اللوتس لها تأثير عميق في حياة المصري القديم، حيث يُحتمل أن تكون هي أحد الأسباب الرئيسية لنجاح الحضارة الفرعونية.

علينا أن نفخر بتلك السلالة الفرعونية التي أثارت إعجاب العالم وما زالت تُعبر عن عراقة وتعاون البشرية.

وندعو لاستكشاف أسرار زهرة اللوتس من جديد، فقد تكون هذه الاكتشافات بمثابة مفتاح لتجديد حضارتنا من جديد.

فمن يدري ما يمكن أن يتحقق من خلال ذلك الاكتشاف، ومن الممكن أن نعيد بناء حضارة على غرار الحضارة الفرعونية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *