تُعتبر أنواع التربة الزراعية من الموضوعات الحيوية في عالم الزراعة، حيث تتباين خصائص كل نوع منها بما يتناسب مع أنواع المحاصيل المختلفة. إن كل تربة تتمتع بخصائصها الفريدة التي تؤثر على قدرتها في تزويد النباتات بالعناصر الغذائية الضرورية. في هذا المقال، سنستعرض مختلف أنواع التربة الزراعية وخصائصها الرئيسية.
أنواع التربة الزراعية
تنقسم التربة الزراعية إلى عدة أنواع، تتباين في ملاءمتها للزراعة وفقاً لخصائصها والتي تتأثر بالعديد من العوامل، من أبرزها نوع الصخور التي نشأت منها والتغيرات المناخية. سنلقي نظرة على الأنواع المختلفة للتربة الزراعية فيما يلي:
أولًا: التربة الرملية
تُعرف التربة الرملية بخصائصها المتميزة، والتي تشمل:
- حبيباتها أكبر، مما يجعلها تربة فضفاضة وسهلة التعامل معها.
- تميل الأخاديد فيها إلى الانهيار، مما يؤدي إلى تسرب المياه بسرعة.
- تحتوي على نسبة قليلة من العناصر الغذائية اللازمة للنباتات.
- تتميز بملمس جاف، حيث تكون الجزئيات فيها منفصلة عن بعضها ولا تحتفظ بالماء جيدًا.
- لا تُعتبر التربة الرملية الأكثر ملاءمة للزراعة بسبب افتقارها للمغذيات.
- النباتات المزروعة فيها لا تستفيد بكفاءة من العناصر الغذائية، نتيجة للسرعة التي يتم فيها استنزاف المياه.
- رغم ذلك، فإن لديها القدرة على الاحتفاظ بالحرارة، مما يجعلها دافئة في الربيع مقارنةً بأنواع التربة الأخرى.
- تشمل النباتات المناسبة للزراعة في التربة الرملية: أشجار النخيل، والأفوكادو، والأوكالبتوس، والصنوبر، والسرو.
ثانيًا: التربة الجيرية
تتمتع التربة الجيرية بعدد من الخصائص التي تميزها، مثل:
- احتوائها على كربونات الكالسيوم والمغنيسيوم ومعادن أخرى مثل الهيماتيت والكوارتز.
- تجف بشكل كبير بسبب إضافتها لكربونات الكالسيوم.
- تعتبر غير ملائمة لزراعة النباتات بسبب صعوبة الحصول على العناصر الغذائية.
- ينصح بتجنب الزراعة فيها نظراً لافتقارها للماء والعناصر الغذائية.
- يمكن استخدام بعض الأسمدة والتقنيات لمساعدة الزراعة في هذه التربة.
- تشمل النباتات القادرة على البقاء في التربة الجيرية: أشجار الرمان، والتين، واللوز، والحمضيات، والكاكي.
ثالثًا: التربة الطينية
تتكون التربة الطينية من جزيئات صغيرة وهي غنية بالعناصر الغذائية، وتتميز بما يلي:
- تتألف من جزيئات صغيرة، مما يجعلها ثقيلة وغير سهلة التجفيف.
- تحتوي على احتياطيات جيدة من العناصر الغذائية.
- عند تجفيفها، تتصلب وتصبح خصبة، لكن يتعذر العمل بها بسبب سهولة تفتيتها.
- تمزج بين الطمي والرمل والطين، مما يعطيها تركيبًا معدنيًا متوازنًا.
- تساعد على الاحتفاظ بالرطوبة بفضل مسامها الصغيرة، مما يُعزز وجود المواد العضوية.
- تُعتبر التربة الطينية ملائمة لمجموعة واسعة من النباتات، باستثناء الأنواع التي تحتاج إلى ظروف شديدة الجفاف.
رابعًا: تربة الأرض السوداء أو التربة الرطبة
تُعتبر التربة الرطبة من الأنواع المفضلة في الزراعة، بسبب:
- احتوائها على مواد عضوية متحللة وكائنات دقيقة تدعم الزراعة.
- تُعتبر الخيار الأنسب لتنمية الأنشطة الزراعية.
- تحتوي على الديدان التي تساهم في تحسين بنية التربة والاحتفاظ بالمعادن والمياه.
- تُعرف أيضًا بالتربة السوداء بسبب لونها الداكن الناتج عن المواد المتحللة.
- تميل هذه التربة إلى امتصاص المياه بشكل جيد، مما يساهم في الحفاظ على رطوبتها.
خامسًا: التربة الثقيلة
تعتبر التربة الثقيلة من الأنواع المستخدمة على نطاق واسع، وتتميز بما يلي:
- تحتوي على حبيبات دقيقة وصفراء، حيث يمثل الطين 45% من تركيبها.
- تمتاز بقدرتها على الاحتفاظ بكميات كبيرة من المياه، ما يؤدي أحيانًا إلى تشكل برك.
- تُعتبر خصبة لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية.
- تستنزف المياه ببطء وقد تحتاج لوقت طويل للتدفئة في فصل الربيع.
- يمكن تحقيق نتائج جيدة عند إدارة هذه التربة بشكل صحيح واختيار النباتات المناسبة.
- تشتكي من عدم كفاية التهوية، مما قد يؤدي إلى تعفن الجذور.
- من النباتات المناسبة لها: الجوز، والرماد، والمليسا، والحور الأبيض، والألدرز.
سادسًا: التربة المالحة
تمثل التربة المالحة تحديًا في الزراعة، حيث تتميز بما يلي:
- تُعتبر غير ملائمة للزراعة نظراً لعائق تطور النباتات فيها.
- تقتصر المحاصيل المزروعة على أنواع معينة، إذ تتجمع الأملاح في منطقة الجذر.
- تظهر علامات على ضعف النمو، مثل النباتات القزمية وظهور قشور الملح البيضاء.
- قد تكون الملوحة معتدلة ولا تلاحظ بسهولة، لكنها تؤثر على عدد من المحاصيل.
- تحتوي التربة المالحة على كميات كبيرة من الجبس، حيث تكون pH أقل من 8.2.
- تشمل الأشجار القابلة للزراعة في التربة المالحة: التوت، الفراولة، الأرز، القيقب، الأكاسيا، والخروب.
