أسباب وأهداف هجرة الطيور
تُعرف هجرة الطيور بأنها الانتقال الموسمي للطيور من مناطق معينة إلى أخرى، حيث تنطلق من مواطنها الأصلية مع قدوم فترة الهجرة. ويعود ذلك إلى عدة أسباب وأهداف، ومن أهمها ما يلي:
تغير المناخ والسبات
تتكيف بعض أنواع الطيور مع المناخات المختلفة، بينما تواجه أخرى صعوبة في تحمل التغيرات الحادة. فعندما تنخفض درجات الحرارة في المناطق القطبية، تهاجر الطيور نحو أماكن أكثر اعتدالًا هربًا من البرد القارس. وبالمثل، تهاجر الطيور من المناطق الاستوائية عند ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير بحثًا عن أماكن ذات مناخ أكثر برودة.
يعتبر السبات من جوانب الحياة الطبيعية لبعض الكائنات الحية، حيث تحتاج بعض الأنواع مثل الخفاش إلى الانتقال من موطنها في الأشجار للبحث عن كهوف تتخذها كمكان للسبات الشتوي.
البحث عن الغذاء
يُعتبر البحث عن الغذاء المحرك الرئيسي لهجرة الطيور، حيث يؤدي البقاء في نفس الموقع إلى نقص مصادر الغذاء ومن ثم التأثير على تكاثرها. لذلك، تقوم الطيور بالهجرة كل ربيع إلى المناطق الأكثر غنى بالغذاء، وقد تضطر بعض الأنواع غير المهاجرة إلى التحرك عند شعورها بالجوع في موطنها.
تفادي هجمات الحيوانات المفترسة
تُعتبر المواطن الغنية بالغذاء مجذوبة للعديد من الحيوانات المفترسة التي تشكل خطرًا على أعشاش الطيور وصغارها. لذا، تلجأ بعض الطيور إلى الهجرة لتفادي هجوم هذه المفترسات، حيث تختار مواطن يصعب وصول المفترسات إليها، مثل المنحدرات الوعرة أو الجزر الصخرية البحرية.
فقدان الموطن
تشكل التنمية البشرية أحد الأسباب التي تدفع الطيور للهجرة، حيث تؤدي التغيرات في البيئة مثل جفاف المستنقعات وتدمير الغابات والحقول إلى فقدان الموائل الطبيعية ومصادر الغذاء. يجد الطيور في هذه الحالة أنه من الضروري الهجرة بحثًا عن أماكن جديدة للاستقرار.
الهروب من الأمراض
يمكن أن تؤدي الكثافة السكانية العالية للطيور في منطقة معينة إلى تفشي الأمراض والطفيليات؛ مما قد يسبب نفوق أعداد كبيرة منها في فترة زمنية قصيرة. لهذا السبب، قد تلجأ الطيور إلى الهجرة لتوزيع نفسها في مناطق مختلفة، مما يقلل من فرص انتشار الأمراض فيما بينها، بما في ذلك الطيور الصغيرة الجديدة.
موعد هجرة الطيور
تبدأ الطيور رحلتها الهجرية في أوقات معينة من السنة، حيث تقضي معظم وقتها في التغذية استعدادًا للرحلة. تتسم أجسام الطيور بقدرة فائقة على تحويل الطعام إلى دهون تُخزن تحت الجلد، وتتحول هذه الدهون إلى طاقة أثناء الهجرة.
تتمثل مواعيد هجرة الطيور كما يلي:
هجرة الطيور في الخريف
يُصعب تحديد تواريخ دقيقة لهجرة الطيور في الخريف، إذ يتمتع كل نوع بجدول زمني خاص لهجرة. وبالرغم من أن انتقال الطيور في مواطنها الواسعة قد يختلط مع هجرتها السنوية، إلا أنه يمكن تحديد فترات الهجرة في الخريف من أواخر الصيف إلى أوائل الخريف.
هجرة الطيور في الربيع
كما هو الحال في هجرة الخريف، يصعب وضع تواريخ ثابتة لهجرة الطيور في الربيع. قد تتأخر الطيور في هجرتها الربيعية بناءً على مجموعة من العوامل، حيث نادرًا ما تلتزم بجدول زمني للانطلاق. يعتمد توقيت هجرتها على حالة الطقس، وتوافر الغذاء، والتنافس عليه.
قد توجد أسباب أخرى لم يتم التعرف عليها بعد، والتي تؤثر على مواعيد هجرة الطيور السنوية.
تسعى بعض أنواع الطيور إلى الهجرة السنوية لضمان استمرارية دورة حياتها، وتنطلق الطيور في مجموعات كبيرة وليس بشكل فردي. يُمكن رؤية أسراب الطيور المهاجرة في كل موسم، ولكن لم يتم تحديد جدول زمني دقيق لانتقال الطيور من مواطنها إلى أخرى.
بوجه عام، فإن عدم الهجرة قد يعرض الطيور لصعوبات كبيرة في البقاء، مما قد يؤدي إلى موتها جوعًا أو بسبب الأمراض، أو إلى فناء صغارها على يد المفترسات.