إن أقوال الصحابة حول الأخلاق تعد من الروافد الأساسية التي تشكل سلوكياتنا في الحياة. لقد ساهم هؤلاء القادة في إحياء الضمير الإنساني وأبرزوا القيم النبيلة التي ينبغي علينا الاقتداء بها. لهذه الأقوال أهمية خاصة تتجلى في تعزيز الأخلاق الحميدة والابتعاد عن كل ما يغضب الله سبحانه وتعالى.
أقوال الصحابة المتعلقة بالأخلاق
تحتوي سيرة الصحابة على العديد من الأقوال التي تسلط الضوء على قيمة الأخلاق في حياة المسلمين. ومن بين هذه الأقوال:
- قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: “حسن الخلق في ثلاث خصال: اجتناب المحارم، وطلب الحلال، والتّوسعة على العيال“.
- قال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: “مَا مِنْ شَيْءٍ أَحَقُّ بِطُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ“.
- ذكر معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: “إنَّ المسلمَيْنِ إذا التقيا، فضحك كلُّ واحد منهما في وجه صاحبه، ثم أخذ بيده، تَحَاتَّتْ ذنوبهما كتحات ورق الشجر“.
- قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: “حسن الخلق بسط الوجه وبذل النّدى وكفّ الأذى“.
- ذكر عبد الله بن المبارك: “حسن الخلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكفُّ الأذى“.
- قال ابن تيمية: “ما همّ العبد به من القول الحسن والعمل الحسن، فإنّما يكتب له به حسنة واحدة، وإذا صار قولاً وعملاً كتب له عشر حسنات إلى سبعمائة“.
- قال علي بن أبي طالب: “إن كان لا بد من العصبية، فليكن تعصبكم لمكارم الأخلاق ومحامد الأفعال“.
- وقال عمرو بن أهتم بن سمي السعدي: “لَعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلاَدٌ بأَهْلِهَا ولكنَّ أَخلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ“.
- قال الحسن البصري: “اِصْحَب الناس بأي خلق شئت يصحبوك“.
أحاديث نبوية حول الأخلاق
تحفل السنة النبوية بأحاديث قيمة توضح أهمية الأخلاق في الإسلام وكيفية التحلي بها. من هذه الأحاديث:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا“.
- في هذا الحديث، يوضح النبي كيفية الفوز بحب الله عبر الأخلاق الحسنة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا” مما يعكس شرف الأخلاق في الآخرة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار”، بحيث نجد أن الأخلاق الحسنة تصل بصاحبها إلى مراتب عليا من العبادة.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق” فالأخلاق تمثل ركيزة مهمة في ميزان الحسنات.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت” مما يؤكد على أهمية الأخلاق والتوازن في الكلام.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ أكملَ النَّاسِ إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا وإنَّ حُسُنَ الخُلُقِ ليبلُغَ درجةَ الصَّومِ والصَّلاةِ”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنا زعيمٌ ببَيْتٍ في رَبَضِ الجَنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإنْ كان مُحِقًّا، وببَيْتٍ في وسَطِ الجَنَّةِ لِمَن ترَك الكَذِبَ وإن كان مازحًا، وببَيْتٍ في أعلى الجَنَّةِ لِمَن حَسُنَ خُلَقُه” مما يعكس مكانة الأخلاق العالية في الدين.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسنٍ”.
- عن أسامة بن شريك -رضي الله عنه- قال: “كنا جلوسًا عند النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كأنما على رؤوسنا الطيرُ ما يتكلم منا مُتكلِّمٌ إذ جاءه أناسٌ فقالوا من أَحَبُّ عبادِ اللهِ إلى اللهِ تعالى قال أَحسنُهم خُلُقًا”.
مقتطفات من أفكار ابن القيم حول الأدب وحسن الخلق
ابن القيم يُعتبر من العلماء البارزين الذين اتبعوا نهج ابن تيمية، وقد تميز بآرائه الفريدة في الفقه وعدد من المسائل الدينية. من مؤلفاته القيمة في العقيدة تأتي آراءه حول الأخلاق:
- قال: “جمع النبي بَين تقوى الله وَحسن الْخلق؛ لِأَن تقوى الله يصلح مَا بَين العَبْد وَبَين ربه، وَحسن الْخلق يصلح مَا بَينه وَبَين خلقه”.
- استشهد بخصال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كمثال للجمع بين ما يُصلح بينه وبين الله ومع الناس من خلال الأخلاق.
- قال: “فإن حسن الخلق وتزكية النفس بمكارم الأخلاق يدل على سعة قلب صاحبه، وكرم نفسه وسجيته”.
- وصف حسن الخلق بأنه يمنح للشخص سعة في قلبه ويعزز شعور الراحة والكرم.
- قال: “وحُسن الخُلق يقوم على أربعة أركان: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدل”.
- رأى أن هذه الأركان تمثل أسس الأخلاق وأن الالتزام بها يعني تحقيق العدالة والصبر في الحياة.
- قال: “والأدب ثلاثة أنواع: أدب مع الله سبحانه، وأدب مع رسوله صلى الله عليه وسلم وشرعه، وأدب مع خلقه”.
- أوضح أن الأدب يتطلب التعامل بلباقة مع الله ورسوله ومع جميع الناس.
