قصيدة غزل
- كتب الشاعر عدنان الصائغ:
هو الوطن المستيقظ
على جمرة الوصل
يمتد
من عمق عينيك
إلى مرافئ قلبي
بهيجاً
مضيئاً
ككل الصباحات.. حين أراك
ترقصين في ثوبك المدرسي المطرز بالأقحوان
كزهرة.. مليئة بالحنان
تجذب فراشات قلبي إليك
وأمضي
وراء ضفائر شعرك
حتى ينطفئ الزمان
أبحث عن مكان للقصيدة
تستريح عليه أشجاني
وأتساءل، يا شاعرة،
لماذا أحبك أنت
وأبحث عنك
عصافير قريتنا
والحدائق
والنجمة الساهرة
وأوقد كل شموعي
على ضفاف النهر
نذراً لعينيك
عسى أن تأتين، يا حلوتي
فأرى في الأعماق أيامي المنطفئة
وأحمل قلبي بين يدي.. وأمضي
أقلّب بين يدي الشوارع
والكلمات
لعلّي أراك تأتي
في ثوبك المدرسي المطرز بالأقحوان
نسمة من حنان
فأفتح كل نوافذ قلبي لك
وأهمس في أذنيك
ادخلي، بأمان.
قصيدة غزل بوليسي
- قال الشاعر أحمد مطر:
شِعرُكَ هذا.. عابر
لا يرى سوى ما ينبغي تجنبه
فهنا منفى، وهنا سجن
وهنا قبر، وهنا متاهة
وهنا قيد، وهنا حبل
وهنا فتنة، وهنا عسكر
ما هذا؟
هل خلا العالم
من تكرار المعاناة؟
خذ نفساً
واسأل عن ليلى..
ورد على دقات مسكين
يسكن في جانبك الأيسر
حتى الحرب إذا تعبت
تضع المئزر
قبلك فرسان قد عادوا
فيما حملوا
فهنا ألم.. وهنا أمل
خذ مثلاً عنتر
في يمناه يئِنّ السيف
وفي يسراه يغني المزهر
تلك قضيته لا تُذكر:
لون مُظلم
وابنة عم
وأب قاسٍ.
الحل بسيط.. والأدوات سهلة
سيف قاطع
وحصان عتيق
أما مأساتي.. فتخيل
قدماي على الأرض
وقلبي
يضحك في يوم المحشر
مع هذا.. مثلك لا يُعذر
لم نطلب منك معلقات
غازِل ليلاك بما استيسر
اكتبه في هامش الدفتر
صف عينيها
صف شفتيها
قل فيها بيتاً واتركها
ماذا تخسر؟
هل قلبك يُوقد من المرمر؟
حسناً.. حسناً
سأغازِلها:
عيناها كظلام المخفر
شفتيها كالشمع الأحمر
نهداها كجدول جسمي
قبل التوقيع على المحضر
قامتها كعصا جلاّد
وضفيرتها كالمشنقة
والحاجب.. خنجر
ليلاي حبّها استعمار
وفؤادي وطن مستعمَر
فالوعود لديها معروفة
والإنجاز لديها مُنكَر
كالحاكم.. تهجرني ليلى
كالمخبر.. تداهمني ليلاً
كمشاريع الدولة تسبت
كالأسطول السادس تُسهر
مالي منها سوى خيال
يتبخر ساعة أن يظهر
كشِعار الوحدة.. لا أكثر
ليلى غامضة.. كحقوقي
ولعوب.. ككتاب أخضر
قصيدة أبيات غزل
- كتب الشاعر محمود درويش:
سألتك: هزي بأجمل كف حول الأرض
غصن الزمان
لتسقط أوراق ماضٍ وحاضر
ويولد في لمحة توأمان
ملاك.. وشاعر
ونعرف كيف يعود الرماد لهباً
إذا اعترف العاشقان
أتفاحتي! يا أحب، حرماً يُباح
إذا فهمت مقلتاك شرودي وصمتي
أنا، عجباً، كيف تشكو الرياح
بقائي لديك؟ وأنت
خلود النبيذ بصوتي
وطعم الأساطير والأرض.. أنت
لماذا يسافر نجم على برتقالة
ويشرب، يشرب، يشرب حتى الثمالة
إذا كنت بين يديّ
تفتت لحن وصوت ابتهاله
لماذا أحبك؟
كيف تخر بروقي لديك؟
وتتعب ريحي على شفتيك
فأعرف في لحظة
بأن الليل مخدة
وأن القمر
جميل كطلعة وردة
وأنني وسيم.. لأني لديك
أتبقين فوق ذراعي حمامة
تغمّس منقارها في فمي
وكفك فوق جبيني شامة
تخلّد وعد الهوى في دمي
أتبقين فوق ذراعي حمامة
تجنّحي.. كي أطير
تهدهدني.. كي أنام
وتجعل لاسمي نبض العبير
وتجعل بيتي برج حمام
أريدك عندي
خيالاً يسير على قدمين
وصخر حقيقة
يطير بغمرة عين
قصيدة يا للهوى والغزل
- قال الشاعر مصطفى صادق الرافعي:
يا للهوى والغزل
من العيون النجل
من الظباء لا كالظباء
من مرح وكسل
من المهى لا كالمهى
في الحدق المكتحل
من الدمى لا كالدمى
في حسنها المكتمل
أقبلن يختلن فلم
يكن غير الأسل
ثم نظرن نظرةً
معقودة بالأجل
ثم انسرن من هنا
ومن هنا في سبل
منفردات وجلا
يا طيب هذا الوجل
مبتعدات خجلا
يا حسنها من خجل
ثم التقين كالنقاء
أمل بأمل
مؤتلفات جذلا
وهن بعض الجذل
مختلفات جدلا
والحسن أصل الجدل
هذي تغير هذه
بحليها والحلل
وتلك من زينتها
زينتها في العطل
تنافسا والحسن لل
حسان كمثل الدول
ثم انبرت فاتنة
تميل ميل الثمل
تنهض خصراً لم يزل
من ردفها في ملل
تهتز في كف الهوى
هز حسام البطل
قائمة قاعدة
جائلة لم تجل
كالشمس في ثباتها
وظلها المتنقل
دائرة في فلك
من خصرها والكفل
وصدرها كالقصر شيد
فوق ذاك الطلل
وخصرها كزاهدٍ
منقطع في الجبل
يهزها كل أنينٍ
من شج ذي علل
فهي لنوح العود ما
زالت ولما تزل
كأنه من أضلعي
فإن بكى تضحك لي
كأنها عصفورة
وانتفضت من بلل
ترتج كطير غدا
في كفة المحتبل
تهتز لا من خبل
وكلنا ذو خبل
تلهو ولا من شغل
وكلنا ذو شغل
ناظرة في رجل
مغضية عن رجل
من حاجب لحاجب
ومقلة لمقل
كالشمس للعاشق
والشعر له كزحل
باسمة عابسة
مثل الضحى والطفل
واثبة ساكنة
مالت ولما تمل
بيننا تقول اعتدلت
تقول لم تعتدل
وقد تظن ابتذلت
فينا ولم تبتذل
تمثل الذي درت
شفاهها من قبلي
فعجل في مهل
ومهل في عجل
قصيدة أحبك أحبك وهذا توقيعي
- كتب الشاعر نزار قباني:
هل لديك شك أنك أجمل امرأة في الدنيا؟
وأهم امرأة في العالم؟
هل لديك شك أنه عندما عثرت عليك..
ملكت مفاتيح الحياة؟
هل لديك شك أنه عندما لمست يديك
تغير تكوين العالم؟
هل لديك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يوم في التاريخ..
وأجمل خبر في الحياة؟
هل لديك شك في هويتك؟
يا من تحتل بعينيها أجزاء الزمن
يا امرأة تكسر، حين تمر، جدار الصوت
لا أدري ما يحدث لي؟
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني لم أحب قبل قدومك
وكأني لم أعش عشقاً، ولا قبلت
ميلادي أنت.. وقبلك لا أتذكر أنني كنت
وغطائي أنت.. وقبل حنانك لا أتذكر أنني عشت..
وكأني، أيتها الملكة..
من بطنك كالعصفور خرجت..
هل لديك شك أنك جزء مني
وبأني من عينيك سرقت النار..
وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة.. والياقوتة.. والريحانة..
والسلطانة..
والشعبية..
والشرعية بين جميع الملكات..
يا سمكةً تسبح في ماء حياتي
يا قمراً يشرق كل مساء من نافذة الكلمات..
يا أعظم فتح بين جميع فتوحاتي
يا آخر وطن أولد فيه..
وأدفن فيه..
وأنشر فيه كتاباتي..
يا امرأة الدهشة.. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا أدري كيف مشيت إلي..
وكيف مشيت إليك..
يا من تتزاحم كل طيور البحر..
لكي تستوطن في نهديك..
كم كان كبيراً حظي عندما عثرت عليك..
يا امرأة تدخل في تركيب الشعر..
دافئة أنت كالرمل البحري..
رائعة كليلة القدر..
من يوم طرقت الباب علي.. ابتدأ العمر..
كم صار جميلاً شعري..
عندما تثقف بين يديك..
كم صرت غنياً.. وقوياً..
لما أهداك الله إلي..
هل لديك شك أنك شعاع من عيني
ويداك استمرارٌ ضوئيٌ ليدَي؟
هل لديك شك..
أن كلامك يخرج من شفتي؟
هل لديك شك..
أني فيك.. وأنك في؟