أسلوب التخصص في اللغة العربية

ما هو أسلوب الاختصاص

يعتبر أسلوب الاختصاص من أبرز الأساليب المستخدمة في اللغة العربية، حيث يظهر الاسم منصوباً على الاختصاص بفعل محذوف، يُفهم تقديره عادةً بـ “أخصُّ” أو “أعني”. يتزامن هذا الاسم مع ضمير من ضمائر المتكلم، مثل “أنا” أو “نحن”. على سبيل المثال: “نحن العربَ نُكرم الضيف”.

يرى علماء النحو أن الاسم الذي يأتي منصوباً يتبع فعلاً محذوفاً قبله تقديره “أخص”، مما يعني أن المقصود من هذا الأسلوب هو تخصيص صاحب الضمير بمضمون العبارة المذكورة. ففي المثال “نحن العربَ نكرم الضيف”، يظهر إكرام الضيف كعمل خاص بالعرب فقط، وهو ما يبرر تسمية هذا الأسلوب بأسلوب الاختصاص.

الاسم المنصوب على الاختصاص يقع بين المبتدأ – أي الضمير المنفصل “نحن” في المثال السابق – وبين الخبر “نكرم الضيف”. يكون هذا الاسم منصوباً بفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصّ”، وفاعل هذا الفعل مستتر وجوباً. وبالتالي، الجملة الفعلية الناشئة عن الفعل والفاعل المحذوفين مع الاسم المنصوب تكون اعتراضية ولا مكان لها من الإعراب.

أشكال الاسم المنصوب للفعل المحذوف في أسلوب الاختصاص

يأتي الاسم المختص في أشكال متنوعة، ورغم تنوع أشكاله، فإن حكمه يبقى واحداً، وهو النصب على الاختصاص. ومن هذه الأشكال نجد:

1. الاسم المختص معرّف بأل التعريف

غالباً ما تأتي الأسماء المنصوبة على الاختصاص مقترنة بأل التعريف. ومن الأمثلة على ذلك:

  • نحنُ الطلابَ مجتهدون.

في هذا المثال: “الطلابَ” هو مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “نخصُّ”، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل الفعل المحذوف هو ضمير مستتر يقدر بـ “نحن”.

والجملة الفعلية (أخص الطلابَ) تعبر عن معنى اعتراضي لا محل له من الإعراب.

  • أنا المعلمَ أحرص على أن أكون قدوة للطلاب.

في هذا السياق، “المعلمَ” هو مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصُّ”، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل هذا الفعل مستتر وجوباً تقديره “أنا”.

والجملة الفعلية (أخص المعلمَ) هنا اعتراة لا محل لها من الإعراب.

2. الاسم المختص نكرة مضافة إلى معرفة

قد يظهر الاسم المختص نكرة ويتبعها اسم معرّف بأل. ومن الأمثلة على ذلك:

  • نحن أهلَ المدينةِ نحافظ على نظافة الشوارع.

هنا، “أهلَ” هو مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصُّ”، منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل الفعل المحذوف هو ضمير مستتر يقدر بـ “نحن”.

بينما “المدينةِ” هو مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.

الجملة الفعلية المقدرة (أخص أهل المدينة) تعبر أيضاً عن معنى اعتراضي.

3. الاسم المختص اسم علم

يكون استخدام اسم العلم في أسلوب الاختصاص نادراً. وخير مثال على ذلك:

  • أنا محموداً أدافع عن المظلوم.

في هذا المثال، “محموداً” هو مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أعني”، منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره، وفاعل هذا الفعل مستتر يقدر بـ “أنا”.

وأيضاً الجملة الفعلية المقدرة (أعني محموداً) تعبر عن معنى اعتراضي.

4. الاسم المختص “أيّ” للمذكر و”أيّة” للمؤنث

يستخدم كلا الاسمين مع هاء التنبيه “أيها – أيتها”، حيث يتبع عادةً اسم معرَّف بأل التعريف. لقد أصبح استخدام هاتين الكلمتين في أسلوب الاختصاص نادراً في القصص التراثية ولغة الفصحى المعاصرة. ومن الأمثلة:

  • أنا أيها المهندسون شديدٌ.

في هذا السياق، “أيها” هو اسم مبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصُّ”، وفاعله هو ضمير مستتر يقدر بـ “أنا”، والهاء هي حرف تنبيه لا محل له من الإعراب.

كذلك “المهندسون” يعدّ بدل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.

والجملة الفعلية المقدرة (أخص أيها المهندسون) اعتراضية.

  • أنا أيتها المعلمة أسعى إلى مساعدة الطالبات.

هنا، “أيتها” مُبني على الضم في محل نصب، وهو مفعول به لفعل محذوف تقديره “أخصُّ”، وفاعل هذا الفعل هو ضمير مستتر يقدر بـ “أنا”، والهاء حرف تنبيه. و”المعلمة” هو بدل مرفوع يتطلب كلمة “أيتها”.

والجملة الفعلية المقدرة (أخص أيتها المعلمة) هي أيضاً اعتراضية.

نماذج إعرابية على أسلوب الاختصاص

يمكن أن نعرض أمثلة على إعراب أسلوب الاختصاص كما يلي:

  • نحن الطلابَ متميزون.

نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

الطلابَ: مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصُّ” منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل الفعل المحذوف ضمير مستتر يقدر بـ “أنا”.

كما أن الجملة الفعلية المقدرة (أخصُّ الطلاب) تعبر عن معنى اعتراضي لا محل له من الإعراب.

متميزون: خبر مرفوع وعلامته الواو لأنه جمع مذكر.

  • نحن طلاب العلم نجتهد في الدراسة.

نحن: ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع مبتدأ.

طلابَ: مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أخصُّ” منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وفاعل الفعل المحذوف ضمير مستتر.

أما “العلم” فهو مضاف إليه مجرور.

نجتهد: فعل مضارع مرفوع وعلامته الضمة، وفاعله ضمير مستتر يقدر بـ “نحن”.

في النهاية، الجملة الفعلية تعكس تحليلات متعددة ويمكن أن يتم توضيحها من خلال أمثلة عملية.

  • أنا فؤاداً فرِحٌ.

أنا: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

فؤاداً: مفعول به لفعل محذوف وجوباً تقديره “أعني”، منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

و”فرِحٌ” هو الخبر مرفوع وعلامة رفعه.

  • أنا أيها العبد حزينٌ.

لذا، في هذا المثال، “أيها” هو الاسم المبني على الضم في محل نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره “أعني”.

بينما “العبد” هو بدل مرفوع.

وأخيراً، “حزينٌ” هو الخبر في جملتنا، مما يفسر أهمية هذا الأسلوب في التواصل الفعّال.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *