تمثل ماكينة الخياطة أحد الابتكارات التي أحدثت ثورة في مجال صناعة الملابس، حيث وفرت الوقت والجهد الذي كان يُبذل في الخياطة اليدوية. ولم يقتصر دورها على راحة المستخدمين بل ساهمت أيضًا في تقليل التكاليف المرتبطة بشراء الملابس الجاهزة، مما جعلها أداة أساسية في العديد من المنازل.
في هذا المقال، سنستعرض معًا قصة مخترع ماكينة الخياطة وأهم المحطات في تاريخ هذه الآلة العظيمة.
مخترع ماكينة الخياطة
قبل ظهور ماكينة الخياطة، كان يتم استخدام مجموعة متنوعة من الأدوات للخياطة اليدوية. دعونا نتناول أبرز الشخصيات التي ساهمت في تطوير هذه الماكينة:
توماس سانت
في عام 1790، قام المخترع البريطاني توماس سانت باختراع أول ماكينة خياطة، والتي كانت تستخدم خيطًا واحدًا بدلاً من الإبرة لعمل ثقوب في الأقمشة مثل الجلد والخيش.
بارتليمي ثيمونييه
- في عام 1830، قام الخياط الفرنسي بارتليمي ثيمونييه باختراع ماكينة خياطة رئيسية وسجل براءة اختراع لها، حيث كانت تستخدم إبرة شبيهة بإبرة التطريز، مع التحكم بها عبر دواسة من خلال أداة تُعرف بالنابض.
ألياس هاوي
- في عام 1846، قام إلياس هاوي باختراع ماكينة خياطة مزودة بإبرة بها ثقب ومكوك، مما سمح بالخياطة بشكل مستقيم. لكن للأسف، لم تلق هذه الآلة إقبالاً واسعًا في وقتها.
إسحاق سنجر
في عام 1851، قام إسحاق سنجر باختراع ماكينة خياطة مبتكرة تحتوي على ذراع وطاولة ودواسة، مما أحدث جدلاً قانونيًا مع إلياس هاوي بسبب انتهاك حقوق الاختراع. ونتيجة لذلك، تم التوصل إلى اتفاق برفع حقوق إلياس هاوي. كما أسس سنجر شركة كبيرة في تصنيع ماكينات الخياطة وحصل على حوالي 20 براءة اختراع، وتبنى نظامًا لتقسيط الماكينات وخدمات الصيانة لما بعد البيع. لاحقًا، تشكل تحالف بين سنجر وهاوي وآخرين لتحقيق احتكار السوق، مما أسفر في النهاية عن تصميم ماكينة خياطة تعمل بالكهرباء.
مكونات ماكينة الخياطة الصناعية
تشمل ماكينة الخياطة الصناعية مجموعة من الأجزاء الأساسية، منها:
- جهاز لتعبئة المكوك.
- دواسة تشغيل.
- سلسلة للاتصال.
- حزام المحرك.
- رافع القدم.
- زر للتشغيل والإيقاف.
- محرك كهربائي.
- طاولة.
- حوض للزيت.
- جسم الماكينة.
- حامل لبكر الخيط.
قصة اختراع ماكينة الخياطة
يمكن إرجاع مفهوم اختراع ماكينة الخياطة إلى محاولات قديمة استخدمت فيها أدوات بسيطة، حيث حاولت النساء في العصور الماضية استخدام قطع عظمية حادة لعمل الثقوب في الجلد. ومن أبرز تلك المحاولات:
- في عام 1814، ابتكر الخياط النمساوي جوزيف مادير إبرة تحتوي على عين وحصل على براءة اختراع لها. على الرغم من أنه حصل على دعم حكومي لتطوير اختراعه في عام 1839، لم تستمر محاولاته بسبب نقص القدرات التقنية.
- كانت هناك محاولات أخرى من قبل ليوناردو دافنشي في القرن الخامس عشر، إلا أن التفاصيل حول تلك المحاولات غير موثوقة. ومع مرور الزمن، تواصلت الجهود التي سعت إلى تطوير ماكينة الخياطة لتخفيف عبء الخياطة اليدوية.
أنواع ماكينات الخياطة
تتعدد أنواع ماكينات الخياطة، ومن أبرزها:
ماكينة خياطة ميكانيكية
تعتمد هذه الماكينة على التشغيل اليدوي بواسطة القدم، حيث تُشغل عبر حركة ميكانيكية محدودة.
ماكينة خياطة كهربائية
تعمل هذه الماكينة بواسطة محرك كهربائي، ولا تزال تستخدم بشكل شائع لسهولة تصميمها وكفاءتها في إنجاز مهام متنوعة.
ماكينة خياطة إلكترونية
تعتبر الماكينة الإلكترونية، التي تحتوي على معالج دقيق، واحدة من أكثر الأنواع المعتمدة نظرًا لتعدد ميزاتها:
- تمكن من تنفيذ أشكال معقدة من الخياطة والتطريز.
- تسهم في تحسين طريقة إدارة المشروعات، مع إمكانية التحكم في جميع الوظائف من خلال شاشة إلكترونية.
- توفر خيارات متقدمة لتخصيص الغرز وأنماط التطريز بناءً على تفضيلات المستخدم.
- تستطيع تقديم أكثر من 100 نوع من الغرز والتصاميم المختلفة.
آلية عمل ماكينة الخياطة
تختلف آلية عمل ماكينات الخياطة حسب النوع، كما يلي:
الماكينة اليدوية
تعتمد هذه الماكينة على الحركات اليدوية لتحريك الإبرة لأعلى ولأسفل، مما يساعد على تداخل الخيوط لتشكيل الغرز.
ماكينة تعمل باستخدام القدم
تشبه هذه الماكينة في مبدأها اليدوية ولكن يتم تحريكها بواسطة دواسة قدم، مما يسهل عملية الخياطة.
ماكينة آلية صغيرة
تمزج هذه الماكينة بين تقنيتين، حيث تعمل بشكل يدوي وباستخدام دواسة كهربائية. تُعتبر سهلة الاستخدام وقد لاقت رواجًا كبيرًا، خاصة في الصناعات والمصانع.