ارتفاع مستويات السكر في الدم
يمكن تعريف ارتفاع مستويات السكر في الدم (بالإنجليزية: High Blood Glucose) على أنه ارتفاع القراءة عن الحدود الطبيعية. تتراوح معدلات السكر الصومي في الدم عادةً بين 70-100 مغ/دلتر، أي قبل تناول وجبة الإفطار، وتزداد هذه المعدلات قليلاً بعد تناول الطعام. بينما يكون المعدل الطبيعي عند قياسه عشوائياً أقل من 125 مغ/دلتر. لذلك، يُعتبر ارتفاع مستويات السكر في الدم فوق هذه القراءات أمراً غير طبيعي، وقد يُشير إلى انتقال الشخص إلى مرحلة ما قبل السكري (بالإنجليزية: Prediabetes) أو السكري الحقيقي (بالإنجليزية: Diabetes). ومن المهم معرفة أن هناك حالات أخرى قد تسبب ارتفاع مستويات السكر، وقراءة السكر في الدم يمكن الحصول عليها من خلال فحوصات مختبرية تتطلب سحب عينة من الدم، أو باستخدام أجهزة قياس السكر التي تعتمد على وخز الإصبع للحصول على عينة صغيرة من الدم.
أسباب ارتفاع مستويات السكر في الدم
توجد عدة عوامل وحالات صحية قد تتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، منها:
- الإصابة بداء السكري من النوع الأول (بالإنجليزية: Type 1 Diabetes)، حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين، مما يؤدي إلى نقص الإنسولين وارتفاع مستويات السكر. يُحتاج مرضى هذا النوع إلى الإنسولين الاصطناعي مدى الحياة، ويمثلون حوالي 5% من إجمالي المصابين بالسكري وفقًا لجمعية السكري الأمريكية (بالإنجليزية: American Diabetes Association).
- الإصابة بداء السكري من النوع الثاني (بالإنجليزية: Type 2 Diabetes)، حيث تُقاوم خلايا الجسم الإنسولين المفرز. يحتاج هذا النوع إلى تغييرات في نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة وتعديل النظام الغذائي، وقد يستلزم استخدام بعض الأدوية.
- سکري الحمل (بالإنجليزية: Gestational Diabetes)، وهو ارتفاع مستويات السكر في الدم خلال الحمل نتيجة مقاومة الخلايا للإنسولين.
- التهابات البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).
- سرطان البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatic cancer).
- فرط نشاط قشر الكظر (بالإنجليزية: Cushing’s Syndrome).
- فرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism).
- وجود بعض الأورام التي تسبب إفراز الهرمونات، مثل الورم الغلوكاغوني (بالإنجليزية: Glucagonoma) وورم القواتم (بالإنجليزية: Pheochromocytoma).
- التعرض لضغوط شديدة، مثل النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart Attack) والسكتة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke) والأمراض الحادة، حيث يكون ارتفاع السكر في معظم الحالات مؤقتًا.
- تناول بعض الأدوية مثل الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وبريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) والجلوكاجون (بالإنجليزية: Glucagon) وحاصرات مستقبلات بيتا (بالإنجليزية: β-Blockers) ومضادات الذهان (بالإنجليزية: Phenothiazine) وحبوب منع الحمل (بالإنجليزية: Oral contraceptive pill).
- عوامل أخرى، مثل:
- عدم تناول الجرعة المناسبة من أدوية السكر، بما في ذلك الإنسولين.
- انتهاء صلاحية الإنسولين المستعمل أو حقنه بشكل غير صحيح.
- عدم الالتزام بالنظام الغذائي المخصص لمرضى السكري.
- الخمول وقلة النشاط البدني.
- التعرض للعدوى أو الأمراض.
- إجراء عمليات جراحية أو التعرض لإصابات.
- تناول بعض الأدوية مثل الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids).
- الضغط العاطفي الناتج عن مشكلات أسرية أو صعوبات في العمل.
عوامل تزيد من خطر ارتفاع السكر
حتى الآن، لم يُعرف السبب الدقيق وراء اعتداء الجهاز المناعي على خلايا البنكرياس في داء السكري من النوع الأول، لكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية ترتبط بتطور المرض. لا يرتبط ظهور هذا النوع بنمط الحياة أو النظام الغذائي. ومن ثم، يعتبر الوقاية من الإصابة بهذا النوع أمرًا صعبًا، وغالبًا ما يُصيب الأطفال أو المراهقين. بالنسبة لداء السكري من النوع الثاني، هناك عوامل تساهم في زيادة خطر الإصابة، مثل: زيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، ووجود تاريخ عائلي للمرض، وبلوغ سن الخامسة والأربعين. كما أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية لخفض ضغط الدم أو الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم (140/90 مم زئبق) هم أكثر عرضة للإصابة بداء السكري من النوع الثاني.
الوقاية من ارتفاع مستويات السكر في الدم
يمكن اتباع بعض النصائح للوقاية من ارتفاع مستويات السكر بشكل حاد أو مزمن، منها:
- تقليل تناول الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات.
- التأكد من تناول الأدوية التي وصفها الطبيب لخفض مستويات السكر في حال الإصابة بداء السكري لتفادي الارتفاع الحاد.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مع مراجعة الطبيب قبل القيام بنشاط رياضي جديد، خصوصًا عند تناول أدوية خافضة للسكر، حيث قد يؤدي النشاط البدني مع هذه الأدوية إلى انخفاض حاد في السكر.
- اتباع التعليمات الإرشادية لمقدمي الرعاية الصحية، خاصة عند الإصابة بأمراض أو مشكلات صحية تؤثر على مستويات السكر.
- مراقبة مستويات السكر في الدم بانتظام، وذلك باستخدام الأجهزة المتاحة لقياس السكر في المنزل.