افتتحت مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة، والتي تتزامن مع الأحداث التاريخية في المدينة والشام. لقد خاض الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الغزوات التي كانت تهدف إلى محاربة المشركين والدفاع عن الإسلام ضد المعتدين. في هذا المقال سنستعرض المدينة التي تم فتحها في تلك السنة الهجرية.
فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم منذ انطلاق الدعوة الإسلامية بمواجهة الكفار والمشركين الذين اعتدوا على المسلمين وأنكروا الدين الإسلامي. كان الهدف من الغزوات التي شنها الرسول هو الدفاع المشروع وليس الهجوم، حيث تم فتح مكة المكرمة هذه السنة.
كانت غزوة الأبواء هي الأولى التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم مع حوالي 70 من أصحابه، وبعد ذلك تتابعت الغزوات حتى تم فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة.
أسباب فتح مكة المكرمة
تمت غزوة فتح مكة في 20 من رمضان من السنة الثامنة للهجرة، نتيجة لانتهاك قبيلة قريش للصلح الذي تم بموجب صلح الحديبية والذي كان مدته 10 سنوات. كانت هناك حرية للقبائل للانضمام إلى أي حلف ترغب به.
انضمت قبيلة خزاعة إلى حلف المسلمين، بينما انضمت قبيلة بني بكر إلى قريش، مما أدى إلى حدوث نزاعات طويلة بين القبيلتين. ولكن بعد صلح الحديبية، قام بني بكر بخرق الهدنة، حيث اعتدت على خزاعة بمساعدة من قريش.
في خضم الأحداث، حدثت مواجهات داخل الحرم، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاستعداد لرد العدوان والدفاع عن حلفائهم، مع إخفاء نواياهم عن قريش. إلا أن قريش شعرت بالخطر نتيجة تحضيرات المسلمين.
رغم محاولات قريش للتوصل إلى اتفاق مع الرسول، كان الأخير قد قرر خوض المعركة. دخل الرسول إلى مكة المكرمة برفقة 10,000 مقاتل من المسلمين بهدف استعادة المدينة المقدسة.
دون مقاومة كبيرة، تجاوز الرسول دخول مكة، مع بعض الاشتباكات الخفيفة من أفراد القبائل المجاورة والتي تم التعامل معها. وبتلك العملية، دخل العديد من بني بكر في الإسلام، مما أدى إلى أن تصبح مكة مكاناً آمناً تحت حماية المسلمين.
شروط صلح الحديبية
لتوضيح فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة، من المهم التعرف على الشروط التي تم الاتفاق عليها بين المسلمين وقريش، والتي تضمنت:
- عدم دخول المسلمين إلى مكة في هذا العام، على أن يعودوا في العام التالي لأداء العمرة.
- تثبيت هدنة لمدة 10 سنوات بين المسلمين وقريش.
- عدم التصدي بين القبائل لأية أطراف لسبب من الأسباب.
- التزامات المسلمين بقبول من يرغب من قريش في اعتناق الإسلام.
- قبول الكفار بمن يرتد إليهم من المسلمين.
- حرية اختيار القبائل الانضمام إلى الحلف الذي يناسبها، سواء كان مع المسلمين أو مع الكفار.
نكون بذلك قد استعرضنا في هذا المقال تفاصيل فتح مكة المكرمة في السنة الثامنة للهجرة، موضحين أسباب هذا الفتح، بالإضافة إلى شروط صلح الحديبية الذي أبرم بين المسلمين وقريش.