أسباب وعلاج سيلان الأنف وأعراضه

أسباب وعلاج سيلان الأنف

يعتبر سيلان الأنف (بالإنجليزية: Runny nose) حالة تتميز بزيادة إفرازات الأنف عن المستوى الطبيعي، مما يؤدي إلى خروجها من الأنف أو تدفقها إلى مؤخرة الحلق أو كلاهما معًا. ويجدر بالذكر أن سماكة هذه الإفرازات قد تتراوح بين سائل شفاف رقيق ومخاط سميك. يتم إنتاج السائل المخاطي بشكل مستمر وطبيعي من الأنف والجيوب الأنفية للحفاظ على رطوبتها، ويتم تصريفه عادة إلى الحلق وابتلاعه. لكن في بعض الحالات، قد تؤدي عوامل أو مشكلات صحية متنوعة إلى زيادة إنتاج هذا السائل ومن ثم ظهور حالة سيلان الأنف. تعتمد خيارات العلاج المناسبة على السبب الجذري لتلك الحالة. في ما يلي بعض الأسباب المرتبطة بسيلان الأنف والوسائل العلاجية المقترحة:

الحساسية

تعرف الحساسية (بالإنجليزية: Allergy) بأنها رد فعل جسم الإنسان تجاه مواد معينة تعرف بمولدات الحساسية (بالإنجليزية: Allergens)، مثل شعر الحيوانات، والعشب، والغبار. يؤدي التعرض لأحد هذه المواد عن طريق الاستنشاق أو اللمس أو البلع إلى تفاعل مشابه للجسم عند تعرضه للبكتيريا. يتجلى هذا التفاعل عبر سيلان الأنف وأعراض أخرى. تتوفر عدة خيارات علاجية للتخفيف من الحساسية، لكن يُفضل أولاً تجنب التعرض للمسبب إذا أمكن، ويكون ذلك بعد إجراء اختبار لتحديد مسببات الحساسية. إذا لم يُستطَع ذلك، يمكن أن تساعد الأدوية التالية، مع ضرورة استشارة طبيب قبل استخدامها:

  • بخاخات الأنف الستيرويدية: (بالإنجليزية: Steroid nasal sprays)، يُوصي بها الأطباء للتخفيف من أعراض الحساسية.
  • مضادات الهيستامين: (بالإنجليزية: Antihistamines) للتقليل من الحكة والعطس؛ وبعضها يتطلب وصفة طبية.
  • حقن الحساسية: (بالإنجليزية: Allergy shots) تُستخدم في الحالات الشديدة لتخفيف الأعراض أو علاجها بشكل نهائي في بعض الحالات.

نزلة البرد

تُعد نزلة البرد أو الرشح (بالإنجليزية: Common cold) واحدة من العدوى الفيروسية التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك الحلق والأنف. رغم الأعراض الواضحة التي تسببها هذه العدوى، إلا أنها تعتبر عادة غير مؤذية ولا تستدعي القلق. هناك عدة فيروسات قد تسبب نزلة البرد، وتختلف الأعراض من شخص لآخر، ولكنها غالبًا تظهر بعد 1-3 أيام من الإصابة.قد تظهر الأعراض مثل سيلان الأنف، الاحتقان، التهاب الحلق، العطاس، والسعال، مع حمى خفيفة.

ليس هناك علاج شافٍ لنزلات البرد، ولكن يمكن تخفيف الأعراض عبر تناول أدوية غير مصروفة بوصفة طبية، وشرب سوائل ساخنة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة. ينصح بتناول مكمّلات فيتامين ج (بالإنجليزية: Vitamin C) مع تجنب تناول المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد، إذ أنها فعالة فقط ضد العدوى البكتيرية.

التهاب الجيوب الأنفية

يعرف التهاب الجيوب الأنفية (بالإنجليزية: Sinusitis) بأنه تورم أو التهاب الأنسجة المُبَطِنة للجيوب الأنفية. وعادة ما تنشأ العدوى بسبب انسداد الجيوب وتجمع السوائل فيها، مما يؤدي لنمو الجراثيم والتسبب في العدوى. يمكن غالبًا علاج الحالات البسيطة من التهاب الجيوب الأنفية باتباع النصائح التالية:

  • شرب كميات كافية من السوائل.
  • الحصول على راحة كافية.
  • استخدام مسكنات الألم مثل باراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أو إيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، وتجنب الأسبرين للأطفال تحت سن 16.
  • استعمال قطرات أو بخاخات الأنف المحتوية على مزيلات الاحتقان (بالإنجليزية: Decongestants) لتخفيف الاحتقان.
  • استخدام بخاخات أو محاليل ملحية لتنظيف الأنف.

في الحالات الأكثر شدة، قد يصف الطبيب أدوية أخرى مثل:

  • بخاخات أو قطرات الأنف الستيرويدية لتخفيف التورم.
  • مضادات الهيستامين إذا كانت الأعراض ناجمة عن الحساسية.
  • المضادات الحيوية لعلاج العدوى البكتيرية.

انحراف الحاجز الأنفي

يعرف انحراف الحاجز الأنفي (بالإنجليزية: Deviated septum) بأنه ميل أو انحراف الجدار الفاصل بين فتحتي الأنف، وقد يؤدي إلى تكرار العدوى في الجيوب الأنفية وسيلان الأنف. يمكن أن يكون انحراف الحاجز الأنفي نتيجة لإصابة مباشرة أو مصاحباً للشخص منذ الولادة. يوصي الأطباء بعلاج الأعراض باستخدام بخاخات الأنف الستيرويدية أو مضادات الهيستامين، وفي حالة عدم الفعالية، قد تكون الجراحة ضرورية لتصحيح المشكلة.

الإنفلونزا

تشكل الإنفلونزا (بالإنجليزية: Influenza) مرضاً تنفسياً معدياً تسببه الفيروسات، تؤثر على الأنف والحلق وقد تمتد إلى الرئتين. تظهر الأعراض عادةً على شكل سيلان أو انسداد الأنف، التهاب في الحلق، صداع، سعال، وألم في العضلات. يمكن أن يعاني البعض من تعب شديد وارتفاع في درجة الحرارة مع قشعريرة. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يظهر التقيؤ والإسهال.

غالباً ما لا تحتاج حالات الإنفلونزا للعلاج وتتعافى تلقائيًا، لكن إذا تدهورت الأعراض أو كانت هناك مخاوف من مضاعفات، يُفضل استشارة الطبيب الذي قد يصف بعض الأدوية المضادة للفيروسات، خاصة إذا بدأت في غضون يومين من ظهور الأعراض.

التهاب الأنف غير التحسسي

التهاب الأنف غير التحسسي (بالإنجليزية: Nonallergic rhinitis) هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى أنواع التهابات الأنف التي لا تُسببها الحساسية. قد تحدث هذه الحالة دون التأثير على الجهاز المناعي، وغالبًا ما تكون أسبابها عديدة، منها:

  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الطقس البارد.
  • بعض الأدوية.
  • تناول الأطعمة الحارة.
  • التعرض للهواء الملوث.
  • التغيرات الهرمونية خلال الحمل.

لا يتطلب العديد من حالات سيلان الأنف علاجاً، إذ قد يتعافى الجسم تلقائياً. لكن في الحالات الأخرى، إذا استمرت الأعراض أو كانت مزعجة، يُفضل استشارة الطبيب.

السلائل الأنفية

السلائل الأنفية (بالإنجليزية: Nasal polyps) هي زوائد غير سرطانية تنمو في بطانة الأنف والجيوب الأنفية. هذه الزوائد ناعمة ولا تسبب الألم، وعادةً ما تسبب احتقان الأنف وسيلان الأنف. تشمل الأعراض الأخرى للسلائل الأنفية:

  • الشخير.
  • احتقان الأنف المستمر.
  • فقدان حاستي التذوق والشم.
  • نزيف أنفي متكرر.
  • ضغط في منطقة الوجه.
  • ألم في الأسنان العلوية.
  • صداع أو ألم في الوجه.

لعلاج السلائل الأنفية، قد يقترح الطبيب مضادات حيوية لعلاج العدوى، بجانب بخاخات الأنف الستيرويدية. في حالات معينة، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية لاستئصال السلائل.

فرط استخدام بخاخات الأنف

يؤدي استخدام بخاخات الأنف المحتوية على مزيلات الاحتقان لأكثر من 3-5 أيام إلى احتقان ارتدادي (بالإنجليزية: Rebound congestion)، مما قد يتسبب بعودة الاحتقان بشكل أشد بعد التوقف عن الدواء. كما أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يسبب عدوى جيوب أنفية مزمنة.

الفيروس المخلوي التنفسي

الفيروس المخلوي التنفسي (بالإنجليزية: Respiratory syncytial virus) هو واحد من الفيروسات الشائعة التي تسبب عدوى الجهاز التنفسي. غالباً ما تكون الأعراض طفيفة، لكن يمكن أن يكون لها تأثيرات خطيرة على الأطفال الرضع. يتضمن علاج العدوى:

  • الأدوية الخافضة للحرارة.
  • شرب كميات كافية من السوائل.
  • استخدام قطرات محلول ملحي.
  • المضادات الحيوية إذا كانت هناك مضاعفات بكتيرية.
  • إدخال المريض للمستشفى في الحالات الخطيرة.

دواعي مراجعة الطبيب

عادة لا تستدعي حالات سيلان الأنف القلق، إذ تكتفي بالشفاء الذاتي، ومع ذلك ينبغي مراجعة الطبيب في بعض الحالات النادرة، كما في الحالات الآتية:

  • حمى شديدة.
  • استمرار الأعراض لأكثر من 10 أيام.
  • إفرازات صفراء أو خضراء مع حمى وألم في الجيوب الأنفية، مما قد يشير إلى عدوى بكتيرية.
  • وجود دم في الإفرازات الأنفية أو إفرازات مستمرة بعد إصابة الرأس.
  • احتقان الأنف مع تشوش في الرؤية أو انتفاخ في الوجه.
  • ألم حلق شديد أو ظهور بقع على اللوزتين.
  • سعال مصحوب ببلغم ملون أو سعال مستمر لأكثر من 10 أيام.
  • ظهور أعراض غير طبيعية أو شديدة.

فيديو علاج العطاس وسيلان الأنف

هل تعاني من العطاس المتكرر أو سيلان الأنف؟ قد تكون هناك أسباب متعددة وراء ذلك! فما هو العلاج المناسب؟:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *