تاريخ أسماء المدن في المملكة العربية السعودية

مدينة الأخدود

تعتبر مدينة الأخدود الأثرية، الواقعة في منطقة نجران جنوب المملكة العربية السعودية، واحدة من المواقع التاريخية ذات الأهمية الكبيرة في شبه الجزيرة العربية. تشتمل المدينة على نقوش وكتابات تتجاوز تاريخها 1700 عام، وقد ذُكرت في سورة البروج في القرآن الكريم. تقع المدينة على الضفة الجنوبية لوادي نجران، بين قريتي القابل والجربة، محاطة بسور يصل طوله إلى حوالي 235 م وعرض لا يتجاوز 220 م. تم بناء أساساتها من الحجارة المنحوتة التي ترتفع إلى 4 أمتار. تُعتبر الآثار الموجودة في مدينة الأخدود، المعروفة أيضًا بإسم مدينة رقمات، دليلاً على الحضارة القديمة، حيث تقع على قمة جبل تصلال، على بعد نحو 25 كم من نجران.

مدينة الشويحطية

تقع مستوطنة الشويحطية على بعد حوالي 45 كم شمال مدينة سكاكا، التي تُعد العاصمة الإدارية لمنطقة الجوف، بالقرب من الحدود الأردنية. تعتبر هذه المستوطنة واحدة من أقدم المواقع الأثرية في تاريخ الجزيرة العربية، حيث أسسها الإنسان قبل حوالي 1300 سنة مضت، أي قرابة 13 قرنًا. تعود أصول الشويحطية إلى العصور الأشورية والبابليّة، ولذلك تُعتبر من أقدم المستوطنات البشرية في آسيا وثاني أقدم مستوطنة في العالم.

مدينة ثاج

تقع مدينة ثاج في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وكانت في السابق مركزًا حضاريًا بارزًا في شبه الجزيرة العربية. تُشير الدراسات الأثرية إلى أن المدينة شهدت ازدهارًا كبيرًا في الألفية الأولى قبل الميلاد. تُعَدّ ثاج واحدة من أبرز المواقع التاريخية في المنطقة الشرقية، وقد اشتهرت بكونها تحتوي على مقابر تخفي قطعًا أثرية من المجوهرات والذهب يعود تاريخها إلى 2000 عام. وتظهر المعلومات التاريخية أن المستوطنات فيها تعود إلى فترات ما قبل التاريخ، حيث تبعد حوالي 95 كم غرب الجبيل.

مدينة مدائن صالح

مدائن صالح، المعروفة أيضًا باسم الحجر، تقع في محافظة العُلا. اكتسبت شهرتها من موقعها الاستراتيجي على طرق التجارة القديمة التي تربط جنوب شبه الجزيرة العربية بالشام. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بوصفها موطن قوم ثمود الذين استجابوا لدعوة النبي صالح، لكنهم ارتدوا عن دينهم وعقروا الناقة المرسلة إليهم، فتسببت في هلاكهم. تُعتبر مدائن صالح من أهم المواقع الأثرية للأنباط، حيث تحتوي على أكبر مستوطنة جنوبية لهم، بعد البتراء في الأردن، والتي تفصلها عنها مسافة 500 كم. شهدت المدينة ازدهارًا كبيرًا خلال القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي، حتى سقطت أمام الإمبراطورية الرومانية عام 106م.

يُعتقد أن مدائن صالح استمرت في ازدهارها حتى القرن الرابع الميلادي، وكانت عاصمة مملكة لحيان في شمال شبه الجزيرة العربية. تحتوي اليوم على 153 واجهة صخرية منحوتة، إضافةً إلى عدد من الآثار الإسلامية، مثل القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز، الذي يمتد لمسافة 13 كم. في عام 2008، تم إدراج الموقع ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، ليصبح أول موقع يسجل في السعودية.

مدينة جبة

تقع مدينة جبة في وسط صحراء النفوذ الكبير، عند النقاط الجغرافية 5640 شرقًا و228 شمالًا، وهي إحدى مدن منطقة حائل على بعد 103 كم منها. تحتل المدينة مساحة قدرها 12500 كم مربع، وتُعتبر واحدة من أهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة. تتميز بموقعها الاستراتيجي على طريق القوافل القديم الذي يربط بين شرق البحر الأبيض المتوسط وهضبة نجد.

تعتبر مدينة جبة من المواقع الأثرية البارزة، حيث تحمل نقوشها القديمة دلالات تاريخية هامة. حالياً، أصبحت مدينة حديثة، تضم جميع الخدمات الأساسية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 20,000 نسمة، وتشتهر بالنشاط الزراعي بفضل توفر المياه. تحتوي المدينة على نقوش ورسومات منتشرة في جبل أم سنمان والجبال المجاورة، والتي تمتد لأكثر من ثلاث فترات زمنية مختلفة.

كانت المنطقة قديمًا بحيرة محاطة بكثبان النفود الكبير، وتعلوها جبال رسوبية مثل أم سنمان وغوطا وشويحط وعنيزة. قدمت الهيئة العامة للسياحة والآثار طلبًا لتسجيل الموقع الخاص بالرسوم الصخرية في جبة والشويمس ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، وفي عام 2015، تم تسجيل الفن الصخري في منطقة جبة كموقع للتراث العالمي.