أضرار تناول السكر الأبيض على الصحة

الأضرار الصحية للسكر الأبيض

• الوزن الزائد: يُعتبر الإفراط في استهلاك السكر عاملاً مهماً في زيادة الوزن، حيث إن تناول الأطعمة والمشروبات الغنية بالسكر يرفع من السعرات الحرارية بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بالرغم من ممارسة الرياضة. تشير الدراسات إلى أن تناول السكر بكميات كبيرة يزيد من خطر زيادة الوزن بسبب سرعة هضمه، مما يقلل من الشعور بالشبع. هذا يمكن أن يدفع الشخص لتناول المزيد من الطعام خلال اليوم، وزيادة إجمالي السعرات الحرارية، كما أن السكر يمكن أن يؤثر على آليات تنظيم الجوع في الجسم. الفركتوز المُضاف، مثل السكروز وشراب الذرة عالي الفركتوز، يُعتقد أنه ينتج أجساماً مضادة لهرمون اللبتين المسؤول عن تنظيم الشبع، مما يسهم في صعوبة السيطرة على الوزن.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الفركتوز المرتفع في الأطعمة والمشروبات المصنعة يمكن أن يؤدي إلى مقاومة الليبتين، وهو أحد الأسباب المهمة للسمنة. من المهم التأكيد أن السكر ليس العامل الوحيد الذي يسبب زيادة الوزن، بل هو جزء من مجموعة عوامل تشمل النظام الغذائي، والنشاط البدني، والوراثة، والبيئة المحيطة. إلا أن تقليل استهلاك السكر يعد خطوة بسيطة يمكن أن تساعد في التحكم في الوزن.

• المخاطر القلبية: يرتبط تناول كميات كبيرة من السكر بزيادة إفراز الإنسولين، مما يؤثر سلباً على صحة الشرايين. هذا يمكن أن يؤدي إلى التهاب جدران الشرايين وزيادة سمكها، مما يضعيف ضغط الدم على القلب مع مرور الوقت، مما يزيد فرص الإصابة بأمراض القلب مثل قصور القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

ووفقاً لدراسة نُشرت في مجلة JAMA Internal Medicine في عام 2014، وُجدت علاقة قوية بين الاستهلاك العالي للسكر وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي استمرت 15 عاماً أن الأشخاص الذين يحصلون على 10% إلى 25% من سعراتهم الحرارية من السكر المضاف، يواجهون خطراً بنسبة 38% للوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنةً بمن يتناولون أقل من 10%.

• خطر الإصابة بالسكري: أظهرت دراسات عديدة أن تناول كميات كبيرة من المشروبات المحلاة بالسكر قد يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري من النوع الثاني. وفقاً لأبحاث شملت 310,819 مشاركاً، تبين أن الأشخاص الذين يستهلكون حصتين إلى حصتين من المشروبات المحلاة يومياً هم أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 26% مقارنةً بأولئك الذين يحصلون على أقل من حصة واحدة شهرياً. تساهم زيادة الوزن المرتبطة باستهلاك المشروبات المحلاة أيضاً في خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والسكري من النوع الثاني، مما يجعل تقليل هذه المشروبات خطوة فعالة للحد من مخاطر الأمراض المزمنة المرتبطة بالسمنة.
• التأثير على صحة الأعضاء: هناك تأثيرات سلبية مختلفة للسكر الأبيض على عدد من أعضاء الجسم، منها:
  • الكبد: يتسبب استهلاك كميات كبيرة من الفركتوز في الكبد، مما قد يتسبب في تلف الكبد. حيث يتم تحويل الفركتوز إلى دهون، مما يؤدي إلى مرض الكبد الدهني اللاكحولي، وهو المرتبط بتراكم الدهون في الكبد والتهابات قد تؤثر على تدفق الدم، مما قد يؤدي إلى الحاجة لزراعة كبد.
  • البنكرياس: يواجه البنكرياس ضغوطاً إضافية نتيجة تناول السكر الزائد، حيث يضطر لضخ المزيد من الإنسولين عند توقف الجسم عن الاستجابة بشكل سليم، مما قد يؤدي إلى إجهاد البنكرياس وارتفاع مستوى السكر في الدم، وبالتالي الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.
  • الكلى: تمثل الكلى عناصر مهمة في تصفية الدم، وعندما تزداد مستويات السكر بشكل مفرط، تقوم الكلى بطرح السكر الزائد في البول. فإن لم يتم التحكم في مستويات السكر لدى مرضى السكري، قد يؤدي ذلك لتلف الكلى وقلة قدرتها على تصفية الفضلات، مما يزيد من خطر الإصابة بالفشل الكلوي.
• زيادة خطر الإصابة بالسرطان: تظهر الأبحاث اهتماماً متزايداً في العلاقة المعقدة بين السكر والسرطان. على الرغم من أن زيادة تناول السكر قد تؤدي إلى زيادة الوزن، الذي يرتبط بدوره بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، إلا أنه لا يوجد دليل قاطع على أن السكر يُغذي السرطان مباشرة. يُعتبر الاعتقاد بأن السكر يغذي الخلايا السرطانية تبسيطاً مفرطاً، حيث أن جميع الكربوهيدرات، بما في ذلك السكر، تُحطَّم إلى سكريات بسيطة تستخدم كمصدر للطاقة.
• خطر الإصابة بالنقرس: يرتبط استهلاك الفركتوز بشكل كبير بزيادة خطر الإصابة بالنقرس. دراسة نُشرت عام 2008 في مجلة BMJ أظهرت علاقة واضحة بين شرب المشروبات الغازية المحلاة والمواقف المرتبطة بالنقرس لدى الرجال.
• التأثير السلبي على الدماغ: يؤثر السكر الأبيض سلباً في الدماغ من عدة جوانب، منها:
  • التأثير على نظام المكافأة: الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع تنشط مناطق الدماغ المرتبطة بالمكافأة، مما يعزز من الشعور بالجوع مقارنة بالأطعمة ذات المؤشر المنخفض، ويزيد من احتمال الإدمان.
  • خطر إدمان السكر: تشير الدراسات أن الحلاوة الفائقة في السكر قد تؤدي للإدمان أكثر من بعض المواد المخدرة.
  • التأثير على الذاكرة: ارتفاع مستوى الجلوكوز الناتج عن استهلاك السكر قد يرتبط بعجز الذاكرة، كما أظهرت الدراسات أن السكر السائل يزيد من علامات الالتهابات.
  • التأثير على المزاج: تزايد استهلاك السكر مرتبط بتقلبات في المزاج، وقد يؤدي إلى تدهور القدرة العقلية.
• خطر الاكتئاب: تعرض الأفراد للسكر قد يؤدي إلى تقلبات سريعة في مستويات الطاقة، مما يزيد من الشعور بالتوتر. تحليل نُشر في مجلة Affective Disorders أظهر أن مشروبات السكر المرتفعة قد ترتبط بخطر الإصابة بالاكتئاب، مما يتطلب مزيداً من البحث لتأكيد هذه النتائج.
• ارتباطه بحب الشباب: ربطت دراسات استهلاك الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، بما في ذلك السكر والمشروبات الغازية، بزيادة حالات حب الشباب.
• التأثير السلبي على صحة الأسنان: ترافق زيادة استهلاك السكر بزيادة حالات تسوس الأسنان، حيث يُعد الأطفال والمراهقون الأكثر عرضة لهذه المشكلات الصحية.

لمعرفة المزيد عن الفوائد والأضرار العامة للسكر، يُمكنك قراءة مقال فوائد السكر وأضراره.

أساليب تقليل استهلاك السكريات

لتحقيق نظام غذائي صحي ومتوازن، يُوصى بتقليل تناول الأطعمة والمشروبات ذات المحتوى العالي من السكريات. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في ذلك:

• تقليل السكر في المشروبات: يُفضل تقليل كمية السكر المضاف في المشروبات تدريجياً، ويفضل استبدال المشروبات الغازية بالماء أو المشروبات الخالية من السكر. من المستحسن أيضا تقليل استهلاك عصير الفاكهة إلى أقل من 150 مل في اليوم.
• تقليل السكر في الطعام: يمكن أن تكون السكريات المضافة موجودة تحت أسماء متعددة على ملصقات التغذية، بما في ذلك: السكر البني، شراب الذرة، والفركتوز، وغيرهما. يُنصح باستخدام ملصقات التغذية للمساعدة في اختيار الأطعمة ذات المحتوى السكر الأقل، وتحديد الكربوهيدرات والسكريات.

يمكن استبدال الخيارات الغنية بالسكر بأطعمة تحتوي على كميات أقل من السكر والدهون، مثل تناول الفواكه بدلاً من العصائر، واختيار حبوب الإفطار غير المحلاة.

لقراءة المزيد حول أسباب الرغبة في تناول السكر واحتمالات التخلص منها، يُمكنك الرجوع لمقال أسباب الرغبة في تناول السكريات.

نظرة عامة على السكر الأبيض

السكر الأبيض، المعروف بالسكروز، هو ثنائي السكريد مكون من الجلوكوز والفركتوز. يُعتبر قصب السكر وبنجر السكر من أبرز المصادر التي يتم زراعة للحصول على السكر. السكر الأبيض يستخدم كمُحلٍ للحلويات والمشروبات والعديد من المنتجات الأخرى. ويُعتبر السكر المضاف مختلفاً عن السكريات الطبيعية الموجودة في الفواكه والحليب.

فيديو بدائل السكر

يمكن مشاهدة الفيديو للتعرف على بدائل السكر المتوفرة: