تُعتبر معركة صفين واحدة من أبرز المعارك التاريخية التي وقعت بين جيش معاوية بن أبي سفيان وجيش علي بن أبي طالب في 26 يوليو عام 675 ميلاديًا (37 هجريًا)، وقد كانت هذه المعركة بداية للتأزم الذي أسفر عن مقتل سيدنا عثمان بن عفّان.
أسباب معركة صفين
- جرت معركة صفين في 1 صفر 37 هجريًا، في منطقة صفين التي تقع بين بلاد الشام والعراق.
- كان الدافع وراء هذه المعركة هو المطالبة ببيعة الخلافة لعلي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفّان.
- تمت المبايعة في المسجد النبوي في المدينة المنورة.
- بعد معركة الجمل، أرسل علي بن أبي طالب دعوات لمعاوية بن أبي سفيان يدعوه فيها للطاعة والمبايعة، ولكن معاوية اشترط القصاص من قتلة عثمان.
- رفض علي الاعتراف بهوية القتلة، مؤكدًا أهمية الوحدة لا محاسبتهم في الوقت الراهن.
- تبادلا المراسلات حتى أدرك القتلة خطورة المبايعة، فأصبحوا يحرضون بين فريقَي علي ومعاوية، مما أدى إلى اندلاع معركة صفين.
ينبغي عليك الاطلاع على مقالنا حول:
سبب تسمية معركة صفين
- بعد فهم أسباب المعركة، يجب معرفة سبب تسميتها.
- تعتبر معركة صفين صراعًا دائرًا بين المسلمين، حيث كان القتال بين جيش علي بن أبي طالب وجيش معاوية بن أبي سفيان.
- أُطلق اسم “صفين” لأنها وقعت في شرق سوريا في منطقة بصفين.
- جرت المعركة عام 37 هجريًا بعد حوالي عام من معركة الجمل.
الخصوم والقادة في معركة صفين
تواجه في هذه المعركة جيش علي بن أبي طالب ضد جيش معاوية بن أبي سفيان في منطقة صفين، ومن بين القادة كانوا:
- في اليوم الأول، تولى الأشتر النخعي قيادة جيش علي، بينما قاد حبيب بن مسلمة جيش معاوية.
- في اليوم الثاني، كان القائد هاشم بن عتبة في جيش علي وأبو الأعور السلمي في جيش معاوية.
- في اليوم الثالث، قاد عمار بن ياسر جيش علي وعمرو بن العاص جيش معاوية.
- في اليوم الرابع، تولى محمد بن الحنفية القيادة من جيش علي وعبيد الله بن عمر من جيش معاوية.
- اليوم الخامس، قاد عبد الله بن عباس في جيش علي والوليد بن عقبة في جيش معاوية.
- في اليوم السادس كان قيس بن سعد قائدًا لجيوش علي وذو كلاع الحميري لجيش معاوية.
- في اليوم السابع، قاد الأشتر النخعي جيش علي وحبيب بن مسلمة جيش معاوية.
- في اليومين الثامن والتاسع، خرج كلا القائدين مع جيوشهم ودام القتال دون انتصار واضح لأي من الطرفين.
التشكيل العسكري في معركة صفين
- شكل معاوية بن أبي سفيان جيشًا ضم 130 ألف مقاتل من بلاد الشام.
- بينما تشكل جيش علي بن أبي طالب من 135 ألف مقاتل، شمل بينهم 100 مقاتل شاركوا في موقعة بدر.
- استعان علي بن أبي طالب ببعض من قاتلوا عثمان بن عفّان معتقدًا أن ذلك سيفيد المسلمين.
- كان القتلة منقسمون إلى فئتين، حيث اعتقدت واحدة أنها تأمر بالمعروف بينما الأخرى كانت تحتضن الحقد على الإسلام.
أحداث معركة صفين
الآن سنستعرض المراحل التي مرّت بها المعركة:
- في اليوم الأول، قاد علي بن أبي طالب الأشتر النخعي وخرج معاوية بحبيب بن مسلمة. استمر القتال طوال اليوم وسقط فيه عدد كبير من الشهداء، وكان القتال متكافئًا.
- في اليوم الثاني، قاد علي هاشم بن عتبة بينما قاد معاوية أبا الأعور السلمي، واستمر القتال دون تحقيق انتصار لأحد الطرفين.
- في اليوم الثالث، تم تكليف عمار بن ياسر من جانب علي وعمرو بن العاص من جانب معاوية، لكن لم يكن هناك انتصار لأي طرف.
- توالت الأيام الأخرى بنفس النمط، مع تغييرات في القيادة بين جيشَي علي ومعاوية، دون تحقيق انتصار نهائي.
- في اليوم الثامن، تواجد القادة من الطرفين وكانت المعركة قاسية ولكنها استمرت دون أي فائز.
- في اليوم التاسع، جرى تبادل الهجمات بين الطرفين مع بعض التقدم من جانب جيش علي، لكن معاوية أظهر رد فعل قوي مما أدى لاستشهاد عمار بن ياسر.
- في نهاية المطاف، تم رفع المصاحف وتوقف القتال بعد أن أسفر عن وقوع ضحايا كبيرة من الطرفين.
- اقتضت الظروف التحكيم بعد الرفض للقتال مجددًا.
يمكنك معرفة المزيد عن:
التحكيم في المعركة
- تقرر أن يكون التحكيم تحت قيادة عمرو بن العاص عن أهل الشام وأبو موسى الأشعري عن أهل العراق.
- على الرغم من رفض علي تحديد أبو موسى كمفاوض له، إلا أنه وافق في النهاية.
- لكن تعرض أبو موسى للخداع من عمرو بن العاص الذي أقنعه بخَلْع علي من الخلافة.
نتيجة معركة صفين
- اجتمع الحكمان في دومة الجندل وفقًا للموعد المخصص، إلا أنهم عادوا دون أي تفاهم.
- رغب علي في القتال مرة أخرى، لكنه واجه مشكلة في ظل غياب دعمه من أنصاره.
- تقدم معاوية دون تسجيل أي انتصار حتى تم الاتفاق على قتل علي بن أبي طالب من ثلاثة خوارج.
- انتهى المطاف بتعرض علي لطعنة أدت إلى استشهاده أثناء خروجه من صلاة الفجر.
- انتقل الحكم بعد ذلك إلى الحسن بن علي، الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين.
- سُمي العام بعام الجماعة وبدأت بعده فترة حكم بني أمية.
- المعركة لم تحقق أسبابها الأساسية ولكنها أدت لفقدان قادة عظام مثل علي بن أبي طالب.
أعداد القتلى في معركة صفين
- بلغ عدد القتلى من الطرفين حوالي 70 ألف عسكري.
- قتل من جيش معاوية بن أبي سفيان نحو 45 ألف مقاتل.
- بينما قتلت قوات علي بن أبي طالب حوالي 25 ألف مقاتل.