الأسباب الرئيسية للزلازل
تتعدد العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى حدوث الزلازل، حيث تُعتبر الزلازل التكتونية (بالإنجليزية: Tectonic Earthquakes) الأكثر انتشاراً. تُفسر هذه الزلازل من خلال نظرية الصفائح التكتونية، التي تشرح الظواهر الناتجة عن الانجراف القاري وتوسع قاع المحيط. هذه النظرية تشير إلى أن سطح الأرض مقسم إلى عدة صفائح صلبة يتراوح سمكها بين 100-150 كم، وأنها تتحرك باستمرار فوق طبقة الغلاف الموري (asthenosphere) التي تقع تحت القشرة الأرضية. بالإضافة إلى ذلك، هناك الزلازل البركانية التي تنشأ نتيجة النشاط البركاني، ورغم أنها أقل قوة، إلا أنها تحدث غالبًا بالقرب من سطح الأرض، لذا يشعر بها الناس فقط قرب نقطة منشأ الزلزال (بالإنجليزية: Hypocentre).
توجد أيضاً زلازل لا تنجم عن العوامل الطبيعية، مثل الزلازل المستحثة (بالإنجليزية: Induced Earthquakes) الناتجة عن النشاطات البشرية، كإنشاء الأنفاق، وملء السدود والخزانات بمياه كميات كبيرة، وتنفيذ مشروعات التكسير، ومشاريع الطاقة الحرارية الجوفية. إضافة إلى ذلك، هناك الزلازل الانهيارية (بالإنجليزية: Collapse Earthquakes) التي تنجم عن انهيارات الكهوف والمناجم.
المخاطر المرتبطة بالزلازل
تتبع الزلازل عادةً مجموعة من الأوضاع والآثار التي يمكن أن تكون مدمرة، ومن أبرزها:
- الانهيارات: تشمل الانهيارات الأرضية والانهيارات الثلجية، حيث قد يؤدي الزلزال إلى تحريك الصخور أو إلى ضعف تماسك التربة على المنحدرات.
- الفيضانات: من الممكن أن تتسبب الزلازل في تضرر السدود أو انهيار مناطق محيطة بالبحيرات والأنهار، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات.
- الحرائق: قد تؤدي الزلازل إلى تلف خطوط الكهرباء وأنابيب الغاز، مما يزيد خطر نشوب حرائق، ويكون ا لإطفاء صعبًا إذا تضررت أنابيب المياه جراء الزلزال.
- الانزلاق الطيني: قد يفقد الزلزال التربة الحبيبية المشبعة بالمياه تماسكها، مما يجعلها تتحول إلى حالة سائلة، ويتسبب في انزلاق أو غمر المباني والجسور.
- تسونامي: يمكن أن تؤدي الزلازل والانهيارات الأرضية التي تحدث تحت سطح البحر إلى موجات تسونامي، مما يسبب أضراراً جسيمة وخسائر كبيرة في الأرواح.
نظرة عامة على الزلازل
تتفاوت الزلازل في قوتها وتأثيراتها، حيث تمتلك الزلازل الكبيرة القدرة على تدمير مدن بأكملها وتسبب خسائر فادحة في الأرواح. يُعرف الزلزال بأنه اهتزاز مفاجئ للأرض ناتج عن الحركة المستمرة للصفائح التكتونية، والتي تؤدي إلى تراكم الضغط على طبقات الصخور على جانبي الصدوع الموجودة بين الصفائح. مما يؤدي إلى كسر الكتل الصخرية وانزلاقها، وبالتالي إطلاق الطاقة المخزنة في القشرة الأرضية بشكل مفاجئ، مما يتسبب في توليد موجات تحمل الطاقة الزلزالية وتنتشر عبر الصخور إلى السطح، وبالتالي تحدث الاهتزازات الزلزالية.
من الجدير بالذكر أن معظم الزلازل تحدث على طول الصدوع الجيولوجية، التي تُعتبر مناطق ضيقة تؤثر فيها حركة الصخور. تتواجد خطوط الصدع الرئيسية في العالم على حواف الصفائح التكتونية الكبيرة التي تشكل القشرة الأرضية، والتي تُقسم إلى سبع صفائح صخرية رئيسية وعدد من الصفائح الأصغر. تتحرك هذه الصفائح بأشكال مختلفة؛ حيث تبتعد عن بعضها عند الحدود التباعدية (بالإنجليزية: Divergent Boundary)، وتقترب عندما تتقارب عند الحدود التقاربية (بالإنجليزية: Convergent Boundary)، وتكون حركتها انزلاقية جانبية عند الحدود التحويلية (بالإنجليزية: Transform Boundary).