تعريف الموازنة التقديرية من حيث اللغة والمعنى الاصطلاحي

يولي العديد من رواد الأعمال والمختصين في علم دراسة الجدوى الاقتصادية أهمية كبيرة لإنشاء الموازنات التقديرية والخطط الاستراتيجية البعيدة المدى المتعلقة بمشاريعهم. ولكن ما هو مفهوم الموازنة التقديرية في السياقين اللغوي والاصطلاحي، وما هو دورها الحيوي في تعزيز وتطوير الأعمال؟ في هذا المقال، سنستعرض معًا إجابات هذه التساؤلات ونقدم معلومات شاملة حول الموازنة التقديرية وأهميتها.

تعريف الموازنة التقديرية من منظور لغوي واصطلاحي

تمثل الموازنة التقديرية خطة استراتيجية أو إطار عمل محدد يستمر لفترة زمنية معينة، يُحدد من خلالها الأهداف قصيرة وطويلة الأجل التي تسعى إدارة المؤسسة لتطبيقها، مع مراعاة الموارد المتاحة لتحقيقها. بشكل آخر، يمكن اعتبارها خريطة طريق واضحة للمستقبل.

تُعَدّ الموازنة التقديرية إحدى الأدوات الرئيسية في مجال الإدارة، حيث تُستخدم لأغراض التخطيط والسيطرة على إدارة المؤسسات من خلال الرقابة والمتابعة لتنفيذ الخطط المحددة سلفًا، مما يؤدي إلى تقييم الأداء بانتظام وتحسين نتائج الأعمال.

أهمية الموازنة التقديرية والأهداف الأساسية المتعلقة بها

تعتبر الموازنة التقديرية أداة حيوية تدعم المؤسسات في تحقيق الأداء المالي والإداري، حيث تسهّل عمليات التخطيط الإداري وتوزيع الموارد المالية المتاحة ضمن إطار زمني محدد، بهدف تحقيق أهداف معينة. تكمن أهمية الموازنة التقديرية في الجوانب التالية:

أداة تحفيز: في غياب الرؤية، قد يتعرض الأفراد للفشل، وما بالك بالمؤسسات. تسهم الموازنات التقديرية في تحفيز الموظفين على تنفيذ الخطط الموضوعة للوصول إلى الأهداف المنشودة.

أداة تخطيط: كما ذكرنا سابقًا، تعد الموازنة التقديرية بمثابة دليل للمستقبل. من خلال إعداد موازنة دقيقة، يمكن توقع التحديات المحتملة واستخدام الحلول البديلة المناسبة، مما يسرع من عملية اتخاذ القرار في مواجهة أي طارئ، مما يوفر وقتًا وجهودًا للشركة.

التفويض والاتصال والتنسيق: تسهل الموازنات التقديرية عملية التفويض داخل المؤسسات، فعندما تكون الأهداف واضحة، يصبح اتخاذ القرارات اللازمة أكثر يسراً. كما تسهم في تعزيز التواصل والتنسيق بين الإدارات المختلفة، حيث يعرف كل قسم دوره المحدد في تحقيق الهدف العام، مما يعزز التكامل بين جهود كافة وحدات المؤسسة.

أداة للرقابة وتقييم الأداء: تعد الموازنة التقديرية مرجعًا رئيسيًا لمتابعة أداء الموظفين ومن ثم التأكد من توافقه مع الأهداف المرتبطة، مما يسهل اكتشاف الانحرافات وتحليل أسبابها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيحها ومنع تكرارها.

خطوات إعداد الموازنة التقديرية

بعد التعرف على أهمية الموازنة التقديرية في إدارة الشركات والتخطيط لمستقبلها، دعونا نلقي نظرة مبسطة على خطوات إعداد هذه الموازنات، والتي تتمثل في الآتي:

  • تحديد المهمة والأهداف: يتضمن ذلك تعريف الهدف الشامل للمؤسسة وتحديد القيم الأساسية التي ستدعمها، مثل عمل شركة أزياء كبيرة لتصبح الرائدة في الشرق الأوسط من خلال تحسين قيمة أسهمها عبر الالتزام بقيم الجودة والتفرد.
  • تحديد الأهداف قصيرة وطويلة المدى: يتم تحويل بيان الرسالة إلى أهداف قصيرة وطويلة الأجل مع التأكد من قابليتها للقياس وملاءمتها لما تتطلبه الرسالة وإمكانيات الشركة.
  • تحليل الإيرادات المتوقعة: يتطلب ذلك تحديد مصادر الإيرادات مثل المبيعات والاستثمارات، وتقدير قيمتها بدقة تعكس القدرة الفعلية للشركة على تحقيق تلك الإيرادات.
  • تحليل المصروفات: يعنى ذلك بفهم كافة أوجه الإنفاق بما في ذلك التكاليف التشغيلية مثل الأجور والتسويق والأعباء الثابتة والمتغيرة، مع ضرورة تضمين جميع العناصر المتوقعة في هذا التحليل.

وبعد الانتهاء من إعداد الموازنة التقديرية، يُتبع ذلك بوضع خطة خمسية تشمل التوقعات المالية للمؤسسة أو الشركة لمدة خمس سنوات، لتحديد العوائد المتوقعة على الاستثمار.

وفي ختام هذا المقال، ناقشنا مفهومي الموازنة التقديرية، وأهميتها في التخطيط وإدارة الأعمال، بالإضافة إلى كيفية إعدادها لتساعد الشركات في بلورة خططها الخمسية والاستفادة من تجاوزات مالية أخرى متعددة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *